تعتبر تربية الصقور من الهوايات الجميلة التي اشتهر بها أهل الخليج منذ القدم، ومازال البعض متمسكا بها إلى يومنا هذا، خاصة من قبل بعض الشباب، الذين جعلوا من تربية هذه الطيور الجارحة التي يمتلكونها، هواية لا يبتعدون عنها. تربية الصقور هواية متأصلة عبر الأجيال ويقول برغش المنصوري، وهو مربي صقور: «إن المدة التي يحتاجها الصقر بعد التدريب ليتأقلم مع صاحبه، ويصبح جاهزاً للصيد، تتراوح بين أسبوع وعشرة أيام وتختلف المدة من طير لآخر»، موضحاً «هناك البعض يحتاج إلى أسبوعين أو ثلاثة كي يكون تدريبه مئة بالمائة، وبالتالي يمكن إخراجه معك إلى البر، ليصيد الأرانب والحبارى». وبين المنصوري أن «الصقور ثلاثة أنواع، هي الحر الأبيض، والشاهين والوكري وإن أفضلها هي الحر، ومن ثم الشاهين، والفرق بينهما أن الشاهين نوعان، إما بحري أو جلبي، أما الحر، فميزته أنه أجمل وأقوى، لكن الشاهين أسرع في التدريب، ويتم جلبهما من إيران أو باكستان والسودان وسيبيريا، بالإضافة إلى سوريا». ويؤكد حميد محمد البرغش أن «أسعار الصقور تصل إلى مبالغ خيالية في بعض الأحيان، وقد يرجع ذلك إلى شكل الصقر، الذي يلعب دوراً مهماً في سعره، لأنه كلما كان أجمل وعيونه أوسع، ولونه أفتح، يرتفع سعره»، وقال: «الشاهين يتراوح سعره بين 15 و100 ألف ريال، أما الحر الجيد، فيتراوح سعره بين 100 ألف إلى مليون ريال». وعن كيفية التمييز بين الذكر والأنثى في الصقور، قال حميد محمد برغش: «الذكر يكون أكثر جمالاً، في شكله ولونه، أما الأنثى، فتكون أكبر حجماً ووزناً، وهذه الخاصية تشمل جميع أنواع الصقور، أما العمر الزمني الذي يعيش فيه الصقر، فهو بحدود 15 سنة». وبين برغش أن «غالبية مربي الصقور في المملكة، لا يستطيعون الإنتاج، وذلك بسبب ظروف البيئة في المملكة غير ملائمة بسبب الحرارة والرطوبة، والتي لا تمكن الصقر من التزاوج، فهو يحتاج إلى الكثير من العوامل البيئية الطبيعية التي تساعده على التفريخ، وهذا هو السبب وراء فشل محاولات الكثير من المربين في تربية هذه الطيور».