بدا أن كثيراً من مربي الحيوانات قد وقعوا في مذهبٍ جديدٍ من الهوايات، فاستبدلوا حيوانات خطرة كالثعابين بتربية القطط، والطيور، والكلاب. وأدى انتعاش هذه الهوايات المختلفة إلى وجود مزادٍ أسبوعي لها في محافظة جدة، ملحق في سوق الأغنام والمواشي، ويشهد إقبالاً كبيراً عليه عصر كل يوم جمعة، من الباعة والهواة الراغبين في الشراء. وتولع عبدالله محمد الغامدي منذ طفولته بملاحقة الطيور، والثعابين، والعقارب، وأسهم في ذلك وجوده في إحدى قرى المنطقة الجنوبية، حيث يعمد إلى تسلق جدران المنازل القديمة المهجورة للوصول إلى الطيور التي كانت تتوزع أعشاشها بين حجارة تلك المباني. ولم يدرك الغامدي خطورة تلك الهواية الغريبة التي تطورت مع الوقت ليبدأ في ملاحقة الثعابين والعقارب، ما سبب له الكثير من المشكلات مع أسرته التي كانت تحاول إبعاده عن هذه الممارسات الخطرة على حياته. ويقول عبدالله في حديثه إلى «الحياة» إن شغفه في اقتناء وتربية الحيوانات والزواحف منحه الكثير من المهارة في التعامل معها ومعرفة خصائص كل نوع ومكامن الخطر فيه، مضيفاً أنه لم يتوقف عن ذلك على رغم معارضة أسرته حتى بعد أن التحق بوظيفته، وتزوج، فما زال يقتني ويبيع أنواعاً من الحيوانات والطيور والزواحف مثل الكلاب والقطط والطيور بأنواعها والثعابين والعقارب، ويحرص على حضور المزاد الأسبوعي لها في جدة ليبيع بعض ما يقتنيه منها، ويشتري ما يجد أنه يستحق الامتلاك، على رغم المساحة الصغيرة المخصصة لها في منزله، بينما تختلف هذه الهواية لدى مهند جري المطيري والذي بدأت لديه هواية اقتناء الحيوانات منذ ربيعه ال13، ومع مرور الوقت أصبح لا يستغني عن متابعة كل جديد، حتى أصبح لديه أحواش لتربيتها، أحدها في منطقة الخمرة والآخر في شرق المحافظة، يوجد بها أنواع من الخيول والصقور وطيور الببغاء، والدجاج. و يهتم مهند في المقام الأول بتربية الصقور والخيول، ويحضر مزادات لها في عدد من مناطق السعودية، إذ يمتلك خمسة صقور يعتبر النوع «الحر» هو أغلاها ثمناً، إذ يصل سعره في بعض الأحيان إلى مليون ريال، وأنواع أخرى مثل «الشاهين». ويقول المطيري إن اغلب مزادات الصقور في فترة الصيد تكون في المناطق المحاذية لخط الساحل في فترة هجرة هذه الطيور من أفريقيا، وعادة لا تخضع للتدريب، ويطلق عليها «وحش»، وفور اصطيادها يعلن الصيادون عن مزادٍ لبيعها، يقصده محبو الصقور من مختلف مناطق السعودية، ومن خارجها. ويطالب المطيري بتخصيص محالٍ للصقور في جدة، على غرار مثيلاتها في مدينة الرياض، أما عن تدريبها فيقول إن ذلك يعتمد على خبرة المدرب، ومدة التدريب التي تستغرق فترةً تتراوح بين الشهر والشهرين، ويحدد ذلك نوع الصيد الذي يرغب فيه مالك الصقر، ويكون تدريبها في منطقة مفتوحة يشاهد فيها الطيور. أما الببغاء فيعتبر النوع الأفريقي هو الأفضل قيمةً، وتدريباً، وتأقلماً مع الإنسان، ونطقاً للكلمات بوضوح، ويختلف سعره من 1000ريال للطائر الصغير، وحتى 12 ألفاً لبعض الأنواع التي تتحدث كلمات وآيات قرآنية كاملة، إضافةً إلى النوع الهولندي الأغلى ثمناً. ويقول المطيري إنه يتابع المزاد الذي يقام في حلقة الأغنام جنوبجدة في معظم الأحيان الذي يشهد أنواعاً مختلفة من الخيول، والنعام، والزواحف مثل الثعابين وغيرها والتي تجد رواجاً كبيراً لدى الهواة.