عرقلت قلة الموارد المالية ونقص الكادر الطبي والتمريض جهود إدارة الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين بالمنطقة الشرقية "نقاء" لإنشاء قسم نسائي متكامل لمكافحة التدخين يضم عيادة نسائية للإقلاع عن التدخين وإقامة برامج توعية وعلاجية لمواجهة ارتفاع نسب المدخنات بالمنطقة الشرقية . وكانت دراسات متخصصة توقعت انتشار ظاهرة التدخين في المجتمع بنسبة كبيرة وخاصة بين شريحة الشباب من الجنسين ، حيث تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى وجود أكثر من 6 ملايين مدخن على مستوى المملكة من المتوقع أن يصل عددهم إلى 10 ملايين بحلول عام 2020م ، وأشارت التقارير إلى أن المملكة تحتل المرتبة الرابعة عالميا في نسب الإنفاق على شراء التبغ بما يزيد على 12 بليون ريال سنوياً ، مشيرة إلى العوامل المشجعة على تجربة التدخين تتمثل في إغراء وتشجيع الزملاء والرفاق بنسبة 29.73 بالمائة ، تليها التجربة الشخصية بنسبة 21.62 بالمائة ، ثم تشجيع وتقليد أحد أفراد الأسرة بنسبة 16.22 بالمائة ، والرغبة في زيادة الثقة بالنفس وتأكيد الذات بنسبة 12.61 بالمائة ، وأخيراً الرغبة في التقليد واكتشاف أسرار التجربة بنسبة 11.17 بالمائة . من جانبه أكد مدير الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين بالمنطقة الشرقية صالح العباد أن الجمعية تعاني عجزاً مادياً ونقصاً في الكادر الطبي والتمريضي المتخصص سواء للذكور أو الإناث ، لافتا إلى أن ما يقدم من حملات توعوية وبرامج موجهة للرجال فقط ،وتعد جهود شخصية تطوعية من قبل أهل الخير ، وهو ما يقف حائلاً بين إنشاء عيادة نسائية متكاملة لمكافحة التدخين وإطلاق البرامج والحملات التوعوية في محاولة لتأسيس كيان موازٍ للبرامج الموجهة لمكافحة تدخين الشباب ، وهو ما يتطلب وجود كوادر نسائية لإدارة تلك البرامج والأنشطة ، وقال: نحتاج إلى توظيف نساء وتوفير رواتب لهن ،وهذا ما لا نستطيع أن نفعله في ظل قلة الدعم المادي للجمعية ، ولا توجد لدينا موظفات في أي برامج أو حملات وهو ما يضطرنا إلى رفض طلبات الجمعيات الخيرية التي تريد المشاركة في البرامج الموجهة للنساء ، ومن الصعوبة أن نجد كوادر نسائية مؤقتة لتنفيذ تلك البرنامج بالتعاون مع الجمعيات الخيرية ، كما أن وبعد تطوير البرامج والأنشطة تحتاج إلى وقت وجهد ، مشيرا إلى أن الرسالة التوعوية الموجهة إلى الرجال تختلف كلياً عن نظيراتها الموجهة إلى النساء ، وإنشاء قسم نسائي لن يرى النور قريبا إلا بدعم رجال أو سيدات الأعمال من خلال وضع خطة طويلة المد لمدة 5 سنوات تكفي لتمويل كوادر تعمل بشكل دائم في هذا المجال ومن المستحيل أن نبدأ المشروع أولا ثم نبحث عن تمويل لاحقا ، وحمل العباد رجال وسيدات الأعمال المسئولية عن عدم مد يد العون والمساعدة للجمعية أو اتخاذ مبادرات جادة للإسهام في إنشاء القسم النسائي والذي لابد أن يتوافر به الكوادر النسائية المدربة والممرضات بالإضافة إلى الخصوصية التي تعد السبب الحقيقي لجذب المدخنات من النساء إلى العيادة طلباً للمساعدة ، لافتا إلى أن دور الجمعية أصبح محصوراً في تنظيم بعض المناسبات التي يتم من خلالها نشر التوعية النسائية بأضرار التدخين من خلال التعاون مع الجمعيات النسائية الخيرية ، وهي مبادرات أقل نفعاً مقارنة بما تبذله الجمعية مع المدخنين الذكور . تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى وجود أكثر من 6 ملايين مدخن على مستوى المملكة من المتوقع أن يصل عددهم إلى 10 ملايين بحلول عام 2020م . وأضاف العباد: بأنه لا توجد حتى الآن إحصائيات بنسبة المدخنات على مستوى المنطقة الشرقية ، حيث لم نستطع توفير مسوحات ميدانية للكشف عن ظاهرة التدخين بين الطالبات في المدارس أو الجامعات أو بين النساء بشكل عام بسبب عدم وجود كوادر نسائية تدعم هذه الإحصائيات ووضع خطط وبرامج لإقلاعهن عن التدخين ، وفيما يخص أكثر الأمراض انتشارا بسبب التدخين فإن أمراض الجهاز التنفسي تحتل المرتبة الأولى بنسبة 12.6 بالمائة ، والسعال بنسبة 6.31 بالمائة ، والغثيان بنسبة 5.41 بالمائة ، والتهاب الشعب الهوائية بنسبة 4.5 بالمائة ، لافتا إلى إقلاع 35 مدخناً خلال الشهر الماضي . وفي نفس السياق حذرت جمعية مكافحة التدخين بالمنطقة الشرقية "نقاء" من السيجارة الإلكترونية التي بدأت تنتشر على الشبكة العنكبوتية بهدف الترويج لها بين الذكور والإناث ، وتحتوي تلك السجائر على مادة النيكوتين فقط والتي تعد مادة إدمان وأكثر خطرا من تدخين السيجار التقليدية، حيث تعادل كل سيجارة إلكترونية علبة ونصف العلبة إلى علبتين من السجائر التقليدية ، بالإضافة إلى أن السيجارة الإلكترونية يمكن تدخينها دون توقف أي لا يمكن التحكم في مقدار كمية النيكوتين التي تعبر إلى دم المدخن ، في حين وصلت أسعارها عبر بعض نقاط البيع إلى 200 ريال 53 دولاراً .