حكمت محكمة عسكرية امريكية الجمعة بالسجن ثلاث سنوات على احد خمسة جنود امريكيين متهمين بقتل ثلاثة مدنيين أفغان بقصد التسلية مطلع العام الماضي. وكان آدم سي وينفيلد (23 عاما) وهو من فلوريدا ملاحقا بتهمة القتل العمد والتآمر بهدف القتل. لكن خلال محاكمته الجمعة امام محكمة عسكرية في قاعدة لويس ماكهورد قرب سياتل في ولاية واشنطن (غرب) اعترف بواحدة من التهم الموجهة اليه، القتل غير العمد، وهي الاقل خطورة مقابل شهادته ضد الجنود الآخرين في وحدته. وقد خفضت رتبته العسكرية وحرم من معاشه وطرد بسبب سوء السلوك. وكان يمكن ان يحكم عليه بالسجن 17 عاما. وستخصم الاشهر ال17 التي امضاها في السجن منذ توقيفه من العقوبة، لذلك يمكنه الخروج بعد عام ونصف العام. وحكم في مارس الماضي على جندي آخر في الوحدة نفسها هو الكابورال جيريمي مورلوك بالسجن 24 عاما. اما قائد المجموعة السرجنت كالفن غيبس فسيمثل امام المحكمة العسكرية الخريف المقبل. والوحدة المعروفة باسم «كتيبة سترايكر» كانت تعمل في محافظة قندهار عند مقتل المدنيين. وتمت ملاحقة خمسة جنود بتهمة القتل وسبعة آخرين بتهمة التغطية على جرائم قتل. واتهم الجنود الخمسة ايضا ببتر اطراف بعض الجثث والاحتفاظ باشلاء والتقاط صور الى جانب الجثث وتناول حشيشة الكيف. ويعتقد ايضا انهم انهالوا بالضرب على جندي كشف ممارستهم الى قيادته. وكان الكابورال مورلوك الشاهد الرئيسي في هذه القضية لانه قاد المحققين الى «الغنائم» التي انتزعت من جثث الضحايا. وقد احتفظ الجنود باصابع وعظام للضحايا. ووينفيلد الذي استجوبه القاضي العسكري ديفيد كون، كان ملاحقا ايضا بتهمة تعاطي المخدرات. وقد اقر بانه كان يدرك انه يرتكب جريمة عند قتله المدنيين لكنه لم يكن قادرا على منع ذلك. والوحدة المعروفة باسم «كتيبة سترايكر» كانت تعمل في محافظة قندهار عند مقتل المدنيين. وتمت ملاحقة خمسة جنود بتهمة القتل وسبعة آخرين بتهمة التغطية على جرائم قتل. وقال: «كان علي منع وقوع الجريمة. كانت لدي خيارات كثيرة في ذلك اليوم، لكنني لم افعل ذلك لانني كنت اشعر بالخوف». وتابع ان السرجنت غيبس هدده بالقتل اذا كشف الامر لاي شخص. واكد ايريك مونتالفو محامي وينفيلد خلال الجلسة ان تكرار جرائم القتل وانتشار المخدرات في الكتيبة يدل على غياب القيادة في الوحدة التي ترك افرادها بدون سلطة. الا انه عبر عن ارتياحه للحكم. وقال: ان «الحكومة اعترفت في نهاية المطاف ان آدم وينفيلد ليس همجيا مثل السرجنت غيبس». وخلال جلسات الاستجواب والتحقيقات التي اجرتها السلطات العسكرية، اكد وينفيلد انه ابلغ والده كريستوفر وينفيلد بما يحدث في كتيبته. ويبدو ان الاب ابلغ السلطات بذلك لكن من دون جدوى. وقال: ان سرجنت في قاعدة لويس ماكهورد التي تتبع لها الكتيبة انه لا يمكن فعل اي شىء. وكان مورلوك اقر بانه قتل او ساعد في قتل ثلاثة رجال خلال مهمة في ولاية قندهار (جنوب)، وبانه زرع حول جثثهم اسلحة افغانية للايحاء بانهم مقاتلون اعداء. وردا على سؤال لمعرفة ما اذا كان تم اطلاق النار عن طريق الخطأ قال مورلوك الاربعاء من دون تردد «هدفنا كان القتل». وقدم العسكري تفاصيل عن اول عملية قتل وقال انه عندما كان يقوم بدورية مع جندي آخر تقدم افغاني باتجاههما فاختبآ وراء جدار والقى مورلوك قنبلة يدوية للايحاء بان الافغاني رماها فاطلق زميله النار على الرجل بحسب سيناريو الدفاع عن النفس. ووافق مورلوك على الاعتراف بالتهم الموجهة اليه خلال محاكمته، ما سيؤدي بحسب اجراءات المحكمة العسكرية، الى تقصير المناقشات والانتقال الى الحكم مباشرة. ونشرت مجلة دير شبيغل الالمانية في مارس ثلاث صور للمتهمين مع ضحاياهم. وفي احدى الصور يقف مورلوك امام جثة رجل ممسكا برأسه من الشعر. واعتذر الجيش الامريكي رسميا على «المعاناة» التي سببتها الصور الملتقطة وممارسات الجنود. وقال في بيان: ان التصرفات التي تكشفها هذه الصور «تثير اشمئزازنا كبشر وهي مخالفة لمبادئ وقيم جيش الولاياتالمتحدة». واضاف ان «الصور تتناقض مع الانضباط والاحتراف والاحترام التي لطالما اتسم بها سلوك جنودنا خلال عشر سنوات من العمليات» في افغانستان.