قال الرئيس الأفغاني حامد كرزاي أمس: إن طائرة هليكوبتر تابعة لحلف شمال الأطلسي تحطمت في وسط أفغانستان أثناء الليل مما أسفر عن مقتل 31 جنديا أمريكيا وسبعة جنود أفغان في أسوأ حادث فردي بالنسبة للقوات الأجنبية خلال الحرب المستمرة منذ عشرة أعوام. وأفاد بيان مقتضب صادر عن القصر الرئاسي أن طائرة هليكوبتر تحطمت في إقليم ميدان وردك إلى الغرب من العاصمة كابول مضيفا أن القتلى الأمريكيين من القوات الخاصة. وأوضح البيان أن كرزاي «يبدي خالص أسفه وحزنه» للرئيس الأمريكي باراك أوباما وعائلات الضحايا الأمريكيين والأفغان. وأعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن اسقاط الطائرة الهليكوبتر من طراز تشينوك التي تقل جنودا أثناء قتال مضيفة انها قتلت 38 جنديا. وتابعت في بيان أيضا أن ثمانية مسلحين قتلوا في القتال. وأكدت قوة المعاونة الأمنية الدولية (إيساف) التي يقودها حلف شمال الأطلسي تحطم طائرة هليكوبتر ولكن لم تذكر أي تفاصيل. وجاء العدد المرتفع للضحايا بعد أسبوعين فقط من بدء عملية تدريجية لتسليم المسؤولية الأمنية من القوات الأجنبية إلى القوات والشرطة الأفغانيين وفي وقت يتزايد فيه القلق إزاء الحرب المكلفة التي لا تحظى بشعبية بشكل متزايد. واعلن متحدث باسم سلطات ولاية ورداك أن المروحية سقطت بنيران طالبان، وقتل في الحادث كذلك سبعة جنود افغان. وبدوره أكد المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد ان قوات طالبان اطلقت النار على مروحية شينوك امريكية واسقطتها، وأقر بمقتل ثمانية من متمردي الحركة. وقال المتحدث باسم حكومة ولاية ورداك شهيد الله شهيد ان «المروحية الامريكية التي تحطمت الليلة الماضية اصيبت بصاروخ اطلقه عليها مقاتلو طالبان اثناء اقلاعها» بعد قليل من هبوطها على سطح أحد قواعد طالبان خلال عملية مشتركة بين القوات الدولية والافغانية في الولاية التي ينشط فيها طالبان والمحاذية لولاية كابول. من جهة أخرى اعلنت مصادر رسمية محلية امس ان غارة جوية شنتها القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن في افغانستان (ايساف) اسفرت عن مقتل العديد من المدنيين الجمعة في ولاية هلمند معقل طالبان، بينما تحدث أحد المصادر عن مقتل ثمانية مدنيين، وأقر حلف شمال الاطلسي بأنه اطلق النار على مقاتلين في المنطقة مؤكدا انه تبلغ باحتمال وجود مدنيين يحتجزهم طالبان خلال الغارة. وقال داود احمد الناطق باسم السلطات الاقليمية ان «العديد من المدنيين قتلوا في غارة جوية لحلف الاطلسي في مقاطعة ناد علي وارسلنا وفدا للتحري في ذلك» لكنه لم يقدم حصيلة. من جانبه قال حاكم مقاطعة ناد علي ان ثمانية مدنيين هم، إمام وزوجته واطفاله الستة قتلوا في تلك الغارة، واوضح شادي خان ان «غارة جوية استهدفت الجمعة منزل امام مسجد المنطقة اثر هجوم شنهته مجموعة من طالبان على دورية مشاة اطلسية»، وقال الناطق باسم ايساف ان «بعد تلك الغارة بقليل تبلغت ايساف ان المقاتلين كانوا يحتجزون مدنيين وقد يكونوا حاضرين خلال الغارة». وفي سياق آخر حكمت محكمة عسكرية امريكية أمس بالسجن ثلاث سنوات على احد خمسة جنود امريكيين متهمين بقتل ثلاثة مدنيين افغان بقصد التسلية مطلع العام الماضي، وكان آدم سي وينفيلد (23 عاما) وهو من فلوريدا ملاحقا بتهمة القتل العمد والتآمر بهدف القتل، لكن خلال محاكمته الجمعة امام محكمة عسكرية في قاعدة لويس ماكهورد قرب سياتل في ولاية واشنطن (غرب) اعترف بواحدة من التهم الموجهة اليه، القتل غير العمد، وهي الاقل خطورة مقابل شهادته ضد الجنود الآخرين في وحدته، وقد خفضت رتبته العسكرية وحرم من معاشه وطرد بسبب سوء السلوك، وكان يمكن ان يحكم عليه بالسجن 17 عاما، وستخصم الاشهر ال 17 التي امضاها في السجن منذ توقيفه من العقوبة، لذلك يمكنه الخروج بعد عام ونصف العام. وحكم في مارس الماضي على جندي آخر في الوحدة نفسها هو الكابورال جيريمي مورلوك بالسجن 24 عاما. اما قائد المجموعة السرجنت كالفن غيبس فسيمثل امام المحكمة العسكرية الخريف المقبل. والوحدة المعروفة باسم «كتيبة سترايكر» كانت تعمل في محافظة قندهار عند مقتل المدنيين. وتمت ملاحقة خمسة جنود بتهمة القتل وسبعة آخرين بتهمة التغطية على جرائم قتل، واتهم الجنود الخمسة ايضا ببتر اطراف بعض الجثث والاحتفاظ بأشلاء والتقاط صور الى جانب الجثث وتناول حشيشة الكيف. ويعتقد ايضا انهم انهالوا بالضرب على جندي كشف ممارستهم الى قيادته.