خلف كل ما نفكر فيه يكمن ما نؤمن به , وكان ذلك هو الحجاب الأقصى لأرواحنا « انطونيو ماشادو» يطل علينا شهر الرحمة والغفران بنفس الموعد من كل سنة ومع ذلك نتعامل معه بمبدأ المفاجأة , وكأنه شهر هبط علينا من السماء ,لم نستطع حتى الآن التعامل مع هذا الشهر الكريم بما يتناسب معه , فالملاحظ أن شهر رمضان وحسب اطلاعي البسيط يقوم على ثلاثة أعمدة , الأول: هو الفضائيات , الثاني: الطعام, الثالث: هو السهر طوال الليل , قبل شهر من رمضان تبدأ موجة الإعلانات التلفزيونية التي تصدك أكثر مما تشدك إلى مجموعة من المسلسلات والفوازير والبرامج الكوميدية مع أني لا أري أي كوميديا أرى فقط صراخا بصوت عال واستهتارا بعقليتي كمشاهد ناضج لديه كم من المخزون الكوميدي العالمي ما يؤهله للحكم على سخف ما يعرض بقنواتنا العربية إلا من رحم ربي , فلم تعد تضحكنا شكل الكوميديا الحالية , أيضا المسلسلات الدرامية والتي تحوي كل أنواع المآسي في الدنيا «مخدرات, ضياع , اغتصاب , سحر ..الخ» مسلسلات تجرح صيامنا , وتزرع مفاهيم مغلوطة عن كل ما يدور حولنا , ما الذي تحاول هذه الدراما نقله للمشاهد ؟ الغريب أننا لم نخترع بدائل في ليالي رمضان لعائلاتنا وأطفالنا تغنيهم عن مجالسة التلفاز طوال الليل , وأي ذنب نقترفه في حق أنفسنا وحق أطفالنا ونحن نهدر الساعات الطوال بجريرة الصوم في نهار رمضان , أرثي لحال أي أسرة تؤقلم أطفالها معها بالسهر طوال الليل ,إن قلة النوم تسبب خللاً في جهاز المناعة وهو خط الدفاع الأول والأخير ضد الأمراض وعندما يعتلّ هذا الجهاز فهذا معناه وبكل بساطة الانهيار,مسلسلات تجرح صيامنا , وتزرع مفاهيم مغلوطة عن كل ما يدور حولنا , ما الذي تحاول هذه الدراما نقله للمشاهد ؟ الغريب أننا لم نخترع بدائل في ليالي رمضان لعائلاتنا وأطفالنا تغنيهم عن مجالسة التلفاز طوال الليلوفي دراسة قامت بها جامعة تورينتو بكندا في هذا الشأن ولمدة عشر سنوات قال فيها البروفيسور مولدو فيسكي اختصاصي الأمراض العصبية والنفسية بكلية الطب: إن هناك أمراضاً كثيرة كانت خافية وغير معروفة السبب تبين أن النوم وقلته وراءها وأن هذا الجهاز مبرمج على ساعات اليقظة وساعات النوم التي يحتاجها الإنسان وعند حدوث تغيير في هذه الدورة اليومية يصاب جهاز المناعة بالتشويش والفوضى .وبالمقابل صديق السهر الطعام الذي لا يمكن أن تخلو المائدة منه طوال الليل , ف المتعة الوحيدة الحلال التي يمارسها السعوديون هي الأكل , والغالبية العظمى منهم لا يضع ميزانية محددة وسقفا ماليا لشراء الطعام,بل يسرف ويبالغ في الشراء لشيء في نفس يعقوب , لم يتثقف المجتمع ويعي أن الطعام وسيلة وليست غاية , وأنه لا بد أن تتحكم برغباتك قليلا مقابل إصلاح ميزانيتك,قبل فترة كنت أتسوق من متجر يبيع بالجملة وهالني ما رأيت من سلوك شرائي عشوائي , فالكل يشتري كل شيء وبالضعف , بعد هذا المنظر الذي رأيته لا ألوم التجار على رفعهم للأسعار المواد الغذائية لأننا نتحدث بشيء , ونتصرف عكسه , وعندما يرى التاجر أن بضاعته لا ترد إليه طبيعي انه سوف يبالغ برفع الأسعار فهو في النهاية تاجر ويقيسها بميزان الربح والخسارة. ومن أجل أن يتغيّر سلوكنا لا بد وأن نغيّر قيمنا .