عندما أرسل اقليم كردستان العراق وحدة من القوات لتطويق كركوك في فبراير فربما كان هذا مؤشرا على التوازن الدقيق الضروري في الفترة المقبلة عندما تنسحب القوات الامريكية من المدينة النفطية المتنازع عليها. من الناحية الرسمية كان هناك عشرة الاف أو ما يوازي ذلك من قوات البشمركة لحماية سكان كركوك من أي عنف مرتبط باحتجاجات عمت البلاد. لكن وجودهم أشعل فتيل حملة دبلوماسية مكثفة من الولاياتالمتحدة لتهدئة التوتر بين الحكومة المركزية في بغداد وأربيل العاصمة الكردية. يقول محللون ان عملية نشر القوات الكردية ربما كانت بالون اختبار لرئيس الوزراء نوري المالكي وتحذيرا لبغداد وواشنطن وابلاغهما بأن وجود القوات الامريكية ضروري كقوة عازلة في الاراضي الشمالية المتنازع عليها من الجانبين. قال جوست هيلترمان وهو محلل في المجموعة الدولية لمعالجة الازمات: كانت المناورة العسكرية الكردية في كركوك في فبراير رسالة للولايات المتحدة للابقاء على قواتها على الارض لما بعد 2011 وهو في مصلحة الاكراد وفي الوقت ذاته وسيلة اختبار لمدى عزيمة الحكومة في بغداد. واستغرقت عملية اقناع كردستان العراق شبه المستقل بسحب الوحدة شهرا بأكمله. وقال الكولونيل مايكل بابال قائد أحد ألوية القوات الامريكية في كركوك: تطلب قدرا كبيرا من الدبلوماسية أن نقول انظروا هذا ليس صحيحا. ان هذا يضر بالمنطقة. انه لا يؤدي الى استقرار. ومع انحسار العنف تعتبر كركوك وغيرها من المناطق الشمالية المتنازع عليها نقاط توتر محتملة في منطقة تعج بالصراع العرقي والطائفي والسياسي. وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون ان توغل قوات من كردستان العراق في أواخر فبراير لم يكن بدافع اللحظة وأشعل رد فعل سريعا من الامريكيين الذين قالوا للقادة الاكراد أنه لن يسمح بوجود قواتهم في كركوك. كانت المناورة العسكرية الكردية في كركوك في فبراير رسالة للولايات المتحدة للابقاء على قواتها على الارض لما بعد 2011 وهو في مصلحة الاكراد وفي الوقت ذاته وسيلة اختبار لمدى عزيمة الحكومة في بغداد وقال اللفتنانت كولونيل جوي هولاند وهو قائد أمريكي في كركوك: لا نرسل فرقا عبر الحدود دون الكثير من التخطيط والاعداد.. وضع جيش على طريق يستغرق وقتا وهذا ما فعلوه. وقال مسؤولون عراقيون ان التوغل غير مشروع. ومن الناحية الرسمية فان قوات الحكومة المركزية تؤمن المدينة التي تضم طبقا لبعض التقديرات أربعة في المئة من احتياطي النفط العالمي. وقال هولاند: كان الاثر هو حدوث انقسام كبير في العلاقات بيننا وبين الاكراد. وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع العراقية لرويترز: انهم يبعثون برسالة الى الحكومة المركزية مفادها انه يمكن ان ندخل كركوك في أي وقت ولا يمكنكم منعنا. وأضاف المسؤول أن حكومة كردستان لن تغزو كركوك بعد أن تنسحب القوات الامريكية لكنها ستسعى لطرد العرب. وأضاف: بعد 2003 استولوا على دبابات الجيش العراقي السابق. اختفت نحو أربعة الاف دبابة تركها الجيش العراقي السابق في الشوارع والمدن وتشير تحرياتنا الى أن الاكراد لديهم أغلبها وأن ايران حصلت على الجزء المتبقي. وقال وين وايت وهو محلل في معهد الشرق الاوسط ان نشر قوات البشمركة كان يحمل رسالة مفادها أنه بدون وجود قوات عازلة محايدة مثل القوات الامريكية فان المنطقة الكردية ربما تشعر بأنها مضطرة لاستعراض العضلات العسكرية للدفاع عن مصالحها.