اصطدم الشاب خالد العيسى وزملاؤه، بسبعة حراس أمن، يقفون أمام بوابة المجمع التجاري، كل وظيفتهم منع الشباب العزاب من دخول المجمع، مهما كلّف الأمر، ولو اضطروا للجوء إلى القوة الجبرية. خالد وصحبته، الذين يعيشون وقت فراغ «قاتل»، بفعل الإجازة الصيفية، أداروا ظهورهم إلى المجمعات التجارية، وتوجهوا صوب مقاهي الشيشة، التي ترحب بضيوفها أجمل ترحيب، معلنة أن أسعارها في متناول الجميع، وأن الشباب السعودي محور اهتمامها.. الإجازة الصيفية تجددت مطالب الشباب بقدوم الإجازة الصيفية، بتوفير أماكن مخصصة لهم، يقضون فيها أوقات فراغهم، وعلى حسب قولهم: إن أغلب أماكن الترفيه مخصصة للعوائل فقط، ولا توجد لديهم أماكن مخصصة لهم، سوى التسكع في الشوارع, أو المجمعات التجارية، التي يدخلونها بأساليب ملتوية، مثل الاستعانة بإمرأة، يدخلون بصحبتها، وكأنهم من فئة العوائل، مؤكدين أنهم يجدون مضايقات عدة، من قبل الدوريات الأمنية، ودوريات المرور على تجمعاتهم الشبابية، التي تلزمهم بترك المواقع العائلية، التي غالباً ما تكون مكتظة بالشباب. أعمال مفيدة الشباب يوجهون سؤالاً للمسؤولين يتمنون أن يلقوا إجابة مقنعة عنه.. فيقول الشاب خالد السحيمي: «أين نذهب.. وأين الأماكن المخصصة لاستقبال الشباب؟, مشيراً إلى أن «الشباب يملكون طاقات كامنة، يريدون تفريغها في أعمال مفيدة، أو أنشطة رياضية أو فنية أو اجتماعية»، مستدركاً «ولكن للأسف، لا توجد سبل لتفريغها، سوى السهر والتجول في الشوارع حتى الصباح، وربما الارتماء في أحضان رفقاء السوء، وارتكاب بعض التصرفات الخارجة على القانون». الشيشة والمعسل وذكر عبد الرحمن الرشيد ،أنه «لا توجد لدينا أماكن خاصة للشباب، سوى مقاهي الشيشة والمعسل ومقاهي الانترنت», موضحاً «تعتبر هذه الأماكن بداية انحراف الشباب، وخصوصا فئة المراهقين الذين على استعداد لفعل أي شيء في هذه السن، خاصة إذا لم يجدوا من يقف بجانبهم وينصحهم بما ينبغي فعله». ويقول عبد العزيز السنيد: إنه «لا توجد أماكن خاصة بفئة الشباب، سوى الديوانيات المستأجرة»، مضيفاً :»أصبح الشاب متحسساً من كلمة عوائل، نظراً لأنه يسمعها كثيراً، سواء عند ذهابه إلى المجمعات التجارية، أو مراكز التسوق التي تقصر زبائنها على العوائل، رافضة دخول العزاب»، ويطالب السنيد بتوفير أوقات محددة من دوام المجمعات التجارية، خاصة بالشباب فقط، للترويح عن أنفسهم»، مؤكداً أن «الشباب السعودي بأعدادهم المتزايدة، وفق الإحصاءات الرسمية، يستحقون أن تكون لهم برامجهم وخصوصياتهم، مثلهم مثل العوائل». سباق سيارات ويتفق محمد الجمعان مع السنيد في مطالبه، ويدعو إلى «فتح حلبات سباق سيارات، مثل الدول المجاورة، خاصة إذا علمنا أن هناك أعداداً كبيرة من الشباب السعودي يهوون رياضة سباق السيارات، وتجهيز سياراتهم للدخول في حلبات سباق»، مؤكداً أنه «لو وجدت أندية خاصة بهذه السباقات، لجذبت مئات بل آلاف الشباب إليها، سواء من المشاركين في هذه السباقات، أو المتفرجين عليها»، موضحاً «هذه الرياضات تستهوي فئة من الشباب السعودي من مختلف الأعمار، وتلبي رغباتهم».
تجددت مطالب الشباب بقدوم الإجازة الصيفية، بتوفير أماكن مخصصة لهم، يقضون فيها أوقات فراغهم.ملاعب العشب ويتمنى عبد العزيز العبود «توفير ملاعب رياضية للممارسة الرياضات بشتى أنواعها، مثل ملاعب العشب الصناعي المستأجرة»، ولكنه يعود ويؤكد أن «ما يعاب على هذه النوعية من الملاعب، مبالغها المادية المكلفة»، موضحاً «نحن ولله الحمد، من أغنى دول العالم، ونستطيع تلبية مطالب الشباب، وتوفير رغباتهم التي من الممكن تلبيتها، وأتمنى من رعاية الشباب أو أمانة الأحساء ضرورة دراسة مطالب الشباب وسرعة تنفيذها على أرض الواقع». جرائم المستقبل ويرى عبدالله المقرن أن «هناك ضرورة لتوفير أماكن مخصصة لممارسة النشاطات الشبابية المختلفة»، مؤكداً أن هذا الأمر «سيحِد بإذن الله من وقوع الجرائم في المستقبل, وذلك لتفريغ الشاب طاقاته الكامنة التي يتمتع بها في أماكنها الصحيحة». وتحدث زياد المقهوي أن «الأندية الصيفية تضم فئة عمرية معينة أو فئة خاصة لا تضم شرائح شباب المجتمع كافة, لذا أطالب المسؤولين بسرعة حل القضية الذي يعاني منها الكثير من الشباب». ويقول يوسف البدر: «هناك سلوكيات خاطئة، نلاحظها على الشباب، من بينها مضايقة العوائل عند الإشارات وفي الأسواق المفتوحة، ولم يأخذوا بالحسبان بأن لديهم أماً أو أختا، وأرى من وجهة نظري أن الفراغ الزائد التي يتمتع به هؤلاء الشباب، يأتي بسبب عدم توافر أماكن تخصهم، وتوافق أعمارهم الزمنية».