يعتبر العمل التطوعي من الأشياء التي يستلذ بها الإنسان أثناء تأديتها الأمر الذي يشعر فيه الفرد بأن هذا العمل له قيمة ومنفعة وأيضا الإحساس بالمسؤولية تجاه الآخرين دون انتظار مقابل، ويتنافس الأفراد في الأعمال الخيرية وتأديتها على أكمل وجه، ليكون الشخص راضيا عن نفسه وفرحا بما أنجزه من عمل استفاد منه أفراد المجتمع، والعمل التطوعي لابد له من جمعيات ترعاه وتعمل على تنفيذه بشكل قانوني وتنظيمي وهو يخضع دائما لضوابط وقوانين. وعن العمل التطوعي وما يعتريه من إيجابيات وسلبيات، أوضح مدير عام جمعية العمل التطوعي محمد البقمي أن الجمعية جهة رسمية مسجلة بوزارة الشؤون الاجتماعية وتتلقى دعما من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية، وكان سموه الكريم من أول داعمي العمل التطوعي عبر استقباله فريق أولاد وبنات الدمام التطوعي الذي استطاع بهذا الدعم تطوير الفريق ليصبح جمعية متخصصة في العمل التطوعي تحت مسمى (جمعية العمل التطوعي ). كما أن هناك جهات رسمية وخاصة دعمت ومازالت تدعم العمل التطوعي ومن أبرزها غرفة الشرقية وأمانة المنطقة الشرقية. إنشاء قاعدة بيانات من الكوادر التطوعية من الجنسين وربطها بالجهات العاملة في الشأن الاجتماعي وأشار البقمي إلى أن الجمعية قامت في سنتها الأولى بعد تأسيسها بدراسة متأنية لتقييم العمل التطوعي بشكل علمي ودقيق للخروج بخطط تلامس الاحتياجات الحقيقية للعمل التطوعي بعيداً عن العاطفة والحماس والجهود المتقطعة، وبعد انتهاء البرنامج التجريبي وإعلان بدء عمل الجمعية بشكل فعلي وضعت مجموعة من البرامج التي تم الإعلان عنها أو سيعلن عنها في وقتها المناسب، ومن أبرز هذه البرامج، مركز التطوع السعودي الذي بدأ تشغيله بعد حفل افتتاح الجمعية بشكل تجريبي، ويهتم المركز بإنشاء قاعدة بيانات من الكوادر التطوعية من الجنسين وربطها بالجهات العاملة في الشأن الاجتماعي. كما أطلق المركز فريقا متخصصا في تنظيم الفعاليات الاجتماعية والوطنية ومن أبرز أعماله مسيرة وطن بالتعاون مع أمانة المنطقة الشرقية في اليوم الوطني، وتنظيم حملة (طوق) لإغاثة المتضررين في محافظة جدة. كما يعد المركز جهة مساندة لإدارة الأزمات والكوارث. وبين القمي أن من أبرز وأهم البرامج التي تم الإعلان عنها مجموعة برامج منها تنظيم العمل التطوعي بالمنطقة الشرقية، حيث وضعت الجمعية لائحة تنظيمية للفرق والجهات التطوعية مستقاة من أنظمة وزارة الشؤون الاجتماعية ومن بيوت الخبرة العالمية، حيث روعي فيها تنظيم الفرق والحد من الازدواجية والاستغلال والخروج عن المسلمات الاجتماعية وربطها بالجهات الرسمية العاملة في نفس المجال، لتحقيق أقصى درجات المنفعة والحد من السلبيات التي ظهرت على بعض ممارسي العمل التطوعي، ومن خلال هذا البرنامج تم انتساب ستة وثلاثين فريقا ومجموعة تطوعية حتى الآن وتتم دراسة الطلبات الأخرى حسب ملاءمتهم والتزامهم بالأنظمة والقوانين. وتابع البقمي أن جمعية العمل التطوعي جهة غير ربحية للصالح العام، وتهتم بالدعم غير المباشر أي أنها جهة غير منفذة، لكنها تدعم الجهات الأخرى، لذلك فالانضمام للجمعية لا يتعدى ثلاثة محاور، المجالس الاستشارية لأصحاب الخبرة، ومركز التطوع الذي يتم فيه تسجيل الكوادر التطوعية للتوجه لاحقا للجهات الراغبة في التطوع، وتكوين مجموعات أو فرق تطوعية أو أصحاب المبادرات الاجتماعية وهذا اختصاص قسم حاضنات العمل الاجتماعي بالجمعية، ولمن يرغب في التواصل مع الجمعية مباشرة وسيتم الاهتمام بكافة الطلبات. اوضح عوض بن محمد المالكي (إعلامي ومشرف تربوي بتعليم الشرقية) أن العمل التطوعي ركيزة أساسية في بناء المجتمع ونشر التماسك الاجتماعي بين أفراده مع اختلاف أطيافه وأجناسه ويسهم العمل التطوعي بشكل مباشر في تنمية الشاب أو الفتاة وبناء شخصيته، وكما يعرف أن العمل التطوعي ممارسة إنسانية ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بكل معاني الخير والعمل الصالح عند كل المجموعات البشرية منذ القدم، فالتطوع ما تبرع به الإنسان من ذات نفسه مما لا يلزمه فرضه حيث ينبع من قناعة الشاب أو الفتاة بالعمل وتقديم خدمة للمجتمع من مساعدة أو نشر ثقافة أو مشاركة في مناسبة اجتماعية أو غيرها وهو بذلك يحقق اهدافا محمودة وجليلة. وله فوائد جمة تعود على الفرد المتطوع نفسه وعلى المجتمع بأكمله، وتؤدي إلى استغلال أمثل لطاقات الأفراد وخاصة الشباب في مجالات غنية ومثمرة لمصلحة التنمية الاجتماعية وتنمة مهاراته في مجالات معينة مثل تخصصه أو هواياته أو غيرها. التطوع ما تبرع به الإنسان من ذات نفسه مما لا يلزمه فرضه حيث ينبع من قناعة الشاب أو الفتاة بالعمل وتقديم خدمة للمجتمع من مساعدة أو نشر ثقافة أو مشاركة في مناسبة اجتماعية أو غيرها ومما يجب أن تركز عليه مؤسسات وهدف العمل التطوعي كعمل خيري يعد وسيلة لراحة النفس والشعور بالاعتزاز والثقة بالذات عند من يتطوع والتسامي نحو خير يمس محيط الشخص وعلاقاته، ليشعروا بأهميته ودوره في تقدم المجتمع الذي يعيشون فيه مما يعطيه الأمل بحياة جديدة أسعد حالاً. وحتى تضمن ايجابية العمل التطوعي فإنني أرى أن يكون من جهات نظامية سواء كانت مؤسسات حكومية أو أهلية أو هيئات خيرية أو جمعيات متخصصة بحيث نضمن نتائج جيدة ومفيدة وذات قيمة تعود على المجتمع بالنفع والفائدة وكذلك نضمن عدم وجود الدخلاء واستغلال البسطاء من افراد المجتمع ممن هو في حاجة الاخرين تحت ذريعة العمل التطوعي. والعمل التطوعي المؤسسي أكثر تقدماً من العمل التطوعي الفردي وأكثر تنظيماً وأوسع تأثيراً في المجتمع، في الوطن العربي توجد مؤسسات متعددة وجمعيات أهلية تساهم في أعمال تطوعية كبيرة لخدمة المجتمع ،إذ إن العمل المؤسسي يسهم في جمع الجهود والطاقات الاجتماعية المبعثرة وحول دور مراكز الأحياء في العمل التطوعي تحدث نائب رئيس لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية لأحياء الفيصلية وطيبة والندى والمنار أحمد المنيع أن هناك خططا لتطوير العمل التطوعي تعتمد على حل بعض المعوقات منها الانتهاء من بناء مباني مراكز الأحياء ولجان التنمية بحيث تستطيع تقديم المزيد من الأنشطة والبرامج. ومن ضمن تلك الخطط عمل شراكات مع الجهات الحكومية كالصحة والتعليم والأمانة والمرور وهيئة الأمر بالمعروف وغيرها وقد بدأ بعضها تنفيذ برامج مشتركة لخدمة الأهالي بالأحياء السكنية. واللجنة أشركت العنصر النسائي في العمل التطوعي فتم تعيين 23 عضوة وقد بدأن العمل باللجنة منذ 4 سنوات وحققن العديد من البرامج والانجازات بما يقارب 80 برنامجا استفادت منها أكثر من 20 ألفا من الفتيات والنساء وكان آخر هذه البرامج والذي نفذ قبل أسبوع هو الملتقى النسائي والذي حضره قرابة 5000 من الفتيات والنساء والصغيرات لمدة يومين وتخلله العديد من الأنشطة الثقافية والترفيهية والاجتماعية.