فتاة تسأل: مشكلتي أن أبي يحادث نساء عبر الماسنجر محادثات عابثة وسيئة، ولا أستطيع المواجهة، لسرعة غضبه.. أرشدوني ماذا أفعل؟ جزاكم الله خيراً. الجواب: لو أن كل إنسان أقدم على فعل، أي فعل، سأل نفسه ماذا لو قام أحد بهذا الفعل معي أنا، كيف ستكون ردة فعلي؟ لو سرقت، فماذا عني إن تمت سرقتي، لو خنت، فماذا لو وقعت الخيانة بحقي؟، لو أهملت، فماذا لو وقع الإهمال في حقي، ترى كم «لو»،«وماذا» سنحتاج إليها على مدار حياتنا كلها؟ أشكر لكِ خوفكِ على أبيك، وشفقتك عليه. هو سريع الغضب إذن، وتخشين مواجهته، إذن لتكن رسالة رقيقة منكِ إليه، يا أبي، وليس عندي أعز وأغلى منك في هذا الوجود، ولا أحد آمنه على سري ومشكلتي التي تؤرقني مثلك، أتمنى أن تشملني فيها بعطفك وحنان أبوتك، قبل أن يثور غضبك عليّ، فإني في النهاية بشر، ورب الخلق يغفر ويرحم، فما بال المخلوق. يا أبي، هناك من يُرسل لي و يتودَّد ويطلب محادثتي، صارحتك كي تقف بجانبي وترشدني وتساعدني. تحمَّلي غضبه مهما كانت حدة انفعاله وثورته، وبعد أن يهدأ قليلاً، صارحيه ووضِّحي له الأمر وأنكِ لست على علاقة بأي أحد والحمد لله، إنما هي رسالة لأقول لك فيها، إنني مثل هؤلاء النساء يا أبي، ترى لو فعل أحدهم معي مثل ما تفعل مع هؤلاء النسوة، لماذا لا تتوقع أن تكون ردة فعلهم وغيرتهم على بناتهم وأخواتهم مثلما صدر منك الآن، أوَ تحب لي ما تفعله أنت معهم؟! إذا لم تفلح هذه المحاولة، فابحثي عن صديق مقرَّب له، أو من داخل العائلة ويمتاز بالحكمة والهدوء ومقرَّب من والدك، وصارحيه بهذه المشكلة، وائتمنيه عليها ليحاول التقرُّب إليه وصرفه عن هذا العبث. حاولي مع أمك وأخواتك إشغاله كثيراً بطلبات البيت والزيارات وما شابه ليقل الوقت الذي يجلس فيه بمفرده.