تحدَّث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يوم أمس الأول إلى علماء الأمة الإسلامية والمشاركين في المؤتمر الإسلامي العالمي بعنوان «العالم الإسلامي.. المشكلات والحلول» الذي أنهى أعماله في مكةالمكرمة، وحثهم على الاجتهاد والإخلاص في تبليغ كلمة الإسلام الصادقة، والذود عن حياض الدين القويم ورسالة المصطفى، صلى الله عليه وسلم، التي جاءت لتهدي البشرية، مسلمين وغير مسلمين، إلى الخير والمحبة والتعاون على البر والتقوى من أجل عمارة الأرض بالصلاح والتآلف، والتعاون على محاربة المنكرات والمفسدين في الأرض الذين يتجرَّأون على انتهاك حرمات الله تعالى وحقوق الإنسان في الحياة والتفكير وإبداء الرأي، ويسفكون دماء الأبرياء المعصومة بكلمة الله وعهده. وكانت كلمات خادم الحرمين الشريفين تصدر من قلب حانٍ ونية صادقة وزعيم مخلص لأمته الإسلامية ولأمته الإنسانية، حيث دعا علماء الأمة إلى بيان حقائق الإسلام ونور الحق، وتبصير الضالين بمخاطر ضلالهم والوقوف في وجه المفاسد التي يرتكبها أبناء الإسلام باسم الإسلام. وعبَّر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مثلما تحدث مراراً، عن ألمه وحزنه للدمار الذي ينتشر بمعظم بلدان العالم الإسلامي، وللدماء التي تسفك والحقوق التي تُنهب والعنف الأعمى الذي يعمُّ المدن الإسلامية، والتشويه الذي يُرتكب بحق الإسلام البريء من ضلالات المفسدين الذين يلوون ألسنتهم بمُثل الدين وآيات القرآن الكريم، وأحاديث خاتم الأنبياء، صلى الله عليه وسلم، بينما يرتكبون أفعال الشياطين «يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ» (البقرة 9). ودعوة خادم الحرمين الشريفين علماء الأمة إلى ضرورة تكثيف العمل بالتوعية والتبصير بمبادئ الإسلام العظيمة مثل الرحمة والتآلف والتعاون والصدق في السر والعلن، هي دعوة في مكانها وفي وقتها نظراً لموجات العنف التي تجتاح العالم الإسلامي وما يتبعها من الضلالات والانتقامات والانقسامات وزرع بذور الفتنة والكره والفُرقة بين أبناء الأمة، مما يشغل البلدان الإسلامية والمسلمين عن قضاياهم المصيرية وتنمية مجتمعاتهم وبلدانهم، وتعطيل مبادئ الإسلام العظيم التي جاءت لخير المسلمين ولخير البشرية جمعاء، لتحقيق عالم يعاضد التعاون البشري المعطاء للخير ويكافح العنصرية والجهوية والإقليمية والمناطقية وكل ما يُفرِّق بين الناس من أجل تحقيق حياة كريمة لبني الإنسان حيثما كانوا وحيثما حلوا ومهما كانت ألوانهم وأعمارهم وعقائدهم ودياناتهم. ويتعيَّن أن يكون الخطاب الإسلامي هو خطاب الخير والمحبة، لا خطاب الكُره والبغضاء والفُرقة ونشر الفتن في المجتمعات والبلدان وبين الناس. وأول خطوة لحماية الإسلام والمسلمين من الأخطار الخارجية هي الحرص على تعزيز مبادئ الإسلام بين المسلمين والحرص على التعامل مع الآخر بالصدق والمحبة والنزاهة والتعاون الذي يحتمه الإسلام على المسلمين في كل أحوال حياتهم.