كان صدى التوجه لتهيئة المجتمع السعودي من خلال اكتمال مكونات المجتمع التربوي القادر على إعداد مواطنين يغلب على طابعهم العام الاقتداء بقيم وأخلاق النبوة ورفع شعار المواطنة النابع من الحب والولاء والرغبة في العطاء والإنتاجية واقعا في حياتهم العملية والمهنية ومثالا يقتدى به للأجيال القادمة ، وكان المثال لهذا التوجه في التخطيط الإستراتيجي للسياسة التربوية و التعليمية المستقبلية تمثل في ( مشروع مجتمع القيم النبوية ) ، ولست في هذا المقام بصدد الثناء أو المديح لجهود تبذل في هذا الخصوص ولكن عمق المسئولية الشخصية في هذا المجتمع المسلم ينشد التعاضد بهدف تنمية و تعزيز القيم التربوية السليمة أساسا وسلوكا عمليا لواقع الحياة اليومي لفلذات أكبادنا من مختلف الشرائح التعليمية والدراسية التي يعول عليها في خدمة الوطن في جميع الأنشطة والمجالات العلمية والمهنية ، رسالتي في هذه العجالة يمكن تلخيصها في دعوة جادة إلى كل من يستطيع أن يساهم في تأسيس وتهيئة البيئة المادية التعليمية والتربوية والبيئة الصحية المناسبة لنجاح مثل هذه التوجهات الإستراتيجية المطلوبة لمجتمع طموح يتمتع بجميع مقومات النجاح والعطاء والمحافظة على الاستقرار والأمان. البيئة المادية هي الأكثر فعالية في قيادة التنمية التعليمية والتربوية من خلال تناغم العلاقة بين الطالب والمعلم والأسرة وكذلك توافر جميع مقومات البيئة المادية التعليمية المناسبة في فصول وردهات المدرسة أو الجامعة التي تنشد تهيئة المكان والزمان والمناخ والاحتياجات الخدماتية والعلمية والتقنية والتدريبية الحديثة ، والتي تسمح بتدفق المعلومة وتنامي الحس التربوي وواقع المواطنة القابلة للإنتاجية والعطاء غير المحدود. كما أن مفهوم وتطبيقات البيئة الصحية تستطيع المساهمة في تلافي بعض المعوقات والسلبيات المتمثلة في كثرة الغياب عن التحصيل العلمي والتربوي من خلال ارتفاع نسبة ونوعية المخاطر والأمراض الصحية والمعدية والإعاقة البدنية أو العقلية للطالب. إن العمل على دمج ثقافة ومفهوم البيئتين المادية والصحية كبيئة حاضنة للبرامج التنفيذية المعلنة لخطة مشروع مجتمع القيم النبوية والبالغ عددها سبعة عشر، هي ما يحتاجه صناع القرار والشركاء واللجان العلمية والإعلامية لبناء الأساس والدعامة القوية للقيم والأهداف المنشودة في تهيئة مجتمع تربوي صالح وطني غيور على دينه قادر على الممارسة الصحيحة لمفهوم وعمق وتوقيت التناغم بين المسئولية الشخصية والتفاعل الجماعي، وأقول لمن يضع نصب عينيه المعوقات والصعوبات قبل المبادره والدعم : وما أنا بالمصدق فيك قولا... ولكني شقيت بحسن ظني *باحث وناشط في البيئة والبيئة الصحية