أجمع المشاركون في منتدى الاقتصاد السعودي الفرنسي في ختام أعماله، أن المملكة تتميّز ببيئة جاذبة للاستثمار مما يجعل منها اكثر الاقتصاديات التنافسية بالخليج. وأكدوا أن الاقتصاد السعودي يتميّز بخصائص عديدة لا تتوافر في كثير من الدول ومن بينها ان المملكة هي اكبر اقتصاد في العالم العربي، والدولة ال 16 في الاقتصاد العالمي، حيث تحتل المرتبة الثالثة عالمياً في استقبال الرساميل الاجنبية، بالاضافة الى انها تحتوي على 25 بالمائة من احتياطي النفط العالمي وهي رابع منتج للغاز. واشاروا إلى أن فرنسا تمثل اكبر البوابات لدخول الأسواق الأوروبية بينما تعتبر المملكة محركاً اقتصادياً وبوابة رئيسية إلى الأسواق العربية والإفريقية والآسيوية. مؤكدين ان رجال الأعمال السعوديين والفرنسيين راغبون في تنمية وتطوير العلاقات التجارية بين بلديهما وعازمون على تنمية التبادل الذي يبلغ 7 مليارات دولار والاستثمارات المشتركة التي تزيد على 38 ملياراً فكلا الطرفين في البلدين حريص على تنمية هذه العلاقات لكي تتناسب مع المركز الاقتصادي للبلدين. جاء ذلك في ختام المنتدى الذي نظمته الغرفة التجارية العربية الفرنسية في العاصمة باريس تحت عنوان (المملكة العربية السعودية .. التطوّر السياسي والتنمية الاقتصادية: نحو فرص استثمارية جديدة واعدة) بحضور 500 شخصية من رجال الاعمال من البلدين. وافتتح أعمال المنتدى الأمين العام للغرفة التجارية العربية الفرنسية، الدكتور صالح الطيار، مستعرضاً الدور الطليعي الذي تلعبه الغرفة في خدمة الأهداف والتطلعات المشتركة بين فرنسا وشركائها من الدول العربية وعلى وجه الخصوص المملكة العربية السعودية. كما أشاد الأمين العام للغرفة التجارية العربية بأجواء الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي التي تنعم بها المملكة العربية السعودية في هذه المرحلة الصعبة التي تجتازها بعض الدول العربية. ثم تحدث سمو الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية وعرض نجاح المملكة في تأمين وضع اقتصادي صحي نابض بالحياة في المشهد المالي لمنطقة الشرق الأوسط وما وراءها مشيراً الى انه من المتوقع ان يزيد الناتج المحلي الإجمالي للمملكة لهذا العام بنسبة 7.5 بالمائة عن السنة السابقة. واكد ان المملكة تسعى باستمرار لتحسين الإنتاجية الاقتصادية وإعادة استثمار أكبر قدر من الثروة لدعم التنمية فيها. ثم انطلقت جلسات العمل فحملت الأولى عنوان: مكانة المملكة في التنمية العالمية ودورها كعامل استقرار عالمي، وتميّزت الجلسة بمشاركة فرانسوا داراغون سفير فرنسا السابق في المملكة والدكتور فهد السلطان الامين العام لمجلس الغرف. بينما كرّست الجلسة الثانية أعمالها لعرض كيفية التعامل التجاري مع المملكة العربية السعودية.. فعرض خلالها السيد اوليفييه الكسندر مدير الاستثمار والتكرير في شركة توتال تجربة الشركة في المملكة من خلال مشروع جبيل لبناء اكبر مصفاة للبترول في منطقة الشرق الاوسط. ثم تابع المنتدى اعماله وخصّص الجلسة الثالثة لمناقشة دور المرأة السعودية في التنمية الاقتصادية تحدثت خلالها كل من هناء الزهير، الامينة العامة لصندوق الامير سلطان بن عبدالعزيز لتنمية المرأة، والدكتورة افنان الشعبي، الامينة العامة للغرفة التجارية العربية البريطانية، ومها القباني، الباحثة المتخصصة في التحكيم في عمليات التمويل الاسلامي. اما الجلسة الرابعة فقد تركّزت اعمالها الرابعة حول موضوع مناخ الاعمال والفرص التجارية والاستثمارية المتوافرة حالياً في المملكة وعرض خلالها المتحدثون، ومن بينهم كريستوف، غيليه مدير التنمية الدولية في شركة سور، وعبدالرحمن بلغات، سفير مجموعة اكور في البلاد العربية والاسلامية، وعبدالعزيز عبدالقادر نائب رئيس مركز تشجيع الصادرات السعودية، مزايا السوق السعودي والفرص المطروحة أمام الشركات لدخول هذه السوق الواعدة. واختتم أعمال المنتدى الرئيس هيرفيه دو شاريت، رئيس الغرفة التجارية العربية الفرنسية بكلمة أعلن فيها ان الغرفة التي يترأسها ستركّز قسماً كبيراً من نشاطها وأعمالها على تنمية العلاقات التجارية بين فرنسا والمملكة، وأضاف ان المملكة تعيش مرحلة نمو اقتصادي كبير يوفر فرص استثمار واعدة لتبادل تجاري طموح على مستوى الآمال التي يتمناها الطرفان.