لم تتوقف سخونة الأجواء الرياضية مع نهاية الموسم كما يعتقد البعض بل مازال الأمر مستمرا وعادةً ما تكون الأحداث في فصل الصيف بعيدة عن الملعب ويلعب الإعلام الدور الأساسي في هذا الأمر بشكل رئيسي. قضايا كثيرة يطرحها الإعلام ويسلط الضوء عليها بشكل مستمر وتحديدا ما يخص الأندية الجماهيرية ونجومهم ولعل ما يشغل الشارع الرياضي هذه الأيام وتحديدا الجمهور النصراوي قضية نجمهم الدولي السابق سعد الحارثي، ولا أحد ينكر أن الجمهور النصراوي ربما تكون النسبة الأكبر منهم تقودهم عواطفهم تجاه هذا الأمر. تجديد عقد الحارثي لا تحكمه العواطف وسعد يعي هذا الأمر جيدا. تجديد العقد يحكمه العطاء داخل الملعب فهل قدم سعد ما يشفع له حتى يطلب ما يريد لتجديد عقده؟ سؤال كهذا إجابته لن تكون عند سعد بل ستكون لدى النقاد والجماهير والجميع متفقون على قلة عطائه خلال الموسم المنصرم. في فترة رئاسة الأمير سعد بن فيصل خرجت أنباء ببيع عقد سعد الحارثي للاتحاد بمبلغ كبير جدا وقتها قامت الدنيا وتحرك أعضاء شرف النصر حتى يحافظوا على نجمهم الأوحد في تلك الفترة وكان ثمن ذلك استقالة رئيس النادي وكان العنوان الأبرز حينها استقال الرئيس وبقي النجم. حتى في عقده السابق لم يضطر الحارثي إلى أن يبحث عن النصراويين حتى يقنعهم بما يريد ولم يتجاهله النصراويون بل هم من ذهبوا له وقدموا له العروض واختار سعد ما يريد ووقع وفق طلباته ورغباته والسبب لان سعد كان وقتها النجم الأول في الفريق وكان يقدّم أجمل المستويات داخل المستطيل وخارجه بانضباطه ومحافظته على التمارين واهتمامه بنفسه على الرغم من الحالة السيئة التي كان يمر فيها الفريق. أما الآن فلم يعد سعد (الذابح) يشكل خطرا على منافسيه ولم تعد الجماهير تضع ثقتها فيه لقد فقد كل تلك المميزات التي ألزمت الإدارتين السابقتين على المحافظة عليه ولا يستطيع الآن أن يفرض شروطه على النادي ومن المنطق أن يقبل بما تقدمه الإدارة أو يعلن الرحيل بعد انتهاء عقده. في عالم الاحتراف والمال موهبة سعد هي (سلعة) متى ما كانت جيدة سيُقدم لها المبلغ الذي تستحقه وإن كانت عكس ذلك فلن تكون الحاجة لها ملحة. س «لم يعد الذابح يشكل خطرا على منافسيه ولم تعد الجماهير تضع ثقتها فيه لقد فقد كل تلك المميزات التي ألزمت الإدارتين السابقتين على المحافظة عليه ولا يستطيع الآن أن يفرض شروطه على النادي ومن المنطق أن يقبل بما تقدمه الإدارة أو يعلن الرحيل بعد انتهاء عقده»كثيرون ينتقدون إدارة النصر لتجاهلها أمر التجديد مع سعد وعدم البت فيه ومن وجهة نظري من حق الإدارة النصراوية أن تجدد مع من تراه يخدم الفريق وتقدم له العقد الذي يستحق، لن يذكر التاريخ قضية التجديد مع سعد الحارثي من عدمها للنصر بل سيذكر عدد السنوات التي ابتعد فيها النصر عن تحقيق البطولات. فإذا لم يكن سعد عنصرا مهما ويحقق إضافة للفريق من اجل تحقيق انجاز فلن تكون الخسارة كبيرة عندما لا يُجدد عقده، الخسارة الحقيقية فعلا هي إضافة سنة أخرى من الإخفاقات في تاريخ النصر المجيد. لن يتوقف النصر بانتقال الحارثي إذا ما حدث ولن يستسلم سعد بسهولة وسيواصل الركض في مكان آخر ليثبت بأنه صفقة رابحة خسرها النصر لهذا ستصبح الدافع عنده لتحقيق ذاته وعودته اكبر من دوافعه لو استمر في النصر خصوصا بعد ما شاهده من تجاهل ومساومته على المتبقي من عقده لهذا ربما تكون عودة (الذابح) من خلال ناد آخر. كلنا كمتابعين للكرة السعودية نتمنى أن يكون سعد الحارثي مازال قادرا على العطاء حتى نراه في صفوف المنتخب يرفع راية الوطن خفاقة كعادتها في كل المحافل الدولية، عودة سعد لن تفيد النصر وحده إذا (ما استمر معه) لكنها ستفيد الكرة السعودية، لهذا أتمنى أن يكون سعد الحارثي مازال قادرا على العطاء. في زمن الاحتراف والمال يجب عزل العاطفة وقصص ابن النادي يجب أن تنتهي لأنها لن تفيد الاحتراف في شيء بل ربما تؤثر على مسيرته لا مانع من انتقال أي لاعب مهما كانت علاقته بجماهيره، ناد مثل النصر يحتاج لنجوم تقدم له البطولات وسعد ربما يُعيد اكتشاف نفسه في أي مكان اخر وقد يشكل له ابتعاده عن النصر نقطة قوة وتحد مع النفس حتى يعود مرة أخرى ليثبت للجميع أنه نجم له قيمته. سعد الحارثي ومالك معاذ وياسر القحطاني كلهم نماذج لنجوم قدموا أجمل العروض في بداياتهم ونجحوا في صناعة تاريخ جميل لهم وللكرة السعودية وحتى نظفر بعودة هؤلاء النجوم لسابق عهدهم من الضروري تقديم ما يفيدهم حتى وإن كان الثمن التخلي عنهم ولو بشكل مؤقت. [email protected]