قد لا يصدق البعض وجود شبكات اتصال ذات نطاق عريض تتعدى سرعاتها سرعة الألياف البصرية التي أذهلت الكثيرين بأدائها , إلا أن تقنيات و شبكات اتصال الجيل الرابع «4G» اجتازت جميع التوقعات ووصلت لسرعات تجاوزت جميع من سبقها بفارق كبير. و تعرف تقنيات الجيل الرابع «4G» على أنها أحدث ما سيتم تطبيقها خلال الشهور القليلة القادمة وفقا لما أعلنته بعض شركات الاتصالات السعودية, كما أنها تعتبر طورا جديدا و قفزة نوعية في عالم الاتصالات وشبكات البيانات. والجيل الرابع مصطلح يمكنه أن يشمل معايير أخرى خارج الاتصالات الهاتفية المتقدمة , كما يمكن لتقنيات الجيل الرابع»4G» ترقية شبكات الاتصالات الحالية فهو يوفر حلا شاملا و آمنا على بروتوكول الانترنت «IP « حيث يقدم المرافق مثل الصوت و البيانات والوسائط المتعددة المتدفقة إلى المستخدمين على قاعدة «أي زمان ومكان في الوقت الحقيقي»، وبمعدلات بيانات أعلى بكثير مقارنة بالأجيال السابقة والحالية. وتتميز تقنيات الجيل الرابع أنها تقدم السرعة الأعلى في نقل البيانات كونها ترسل البيانات بنفس سرعة نقلها للاتصالات الهاتفية، وهو ما يعد ثورة في عالم الإتصالات المحمولة, إذ تبدأ سرعة النقل فيها من 100 ميغابت في الثانية وتصل إلى 1 جيجابت بالثانية , و بإمكانها رفع قدرات الشبكات على احتمال عدد أكبر من المستخدمين في وقت واحد , كما تتميز بالجودة العالية لخدمات جيل الوسائط المتعددة القادم و الذي سيشمل كل من ( نقل صوت المكالمات في الوقت الحقيقي و نقل البيانات بسرعات عالية جدا , بالإضافة إلى محتوى فيديو عالي الدقة وتلفزيون الانترنت وغيرها ). وقال الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة اتحاد الاتصالات (موبايلي) المهندس خالد بن عمر الكاف في مؤتمر عقد مؤخرا أن الشركة ستعمل على المدى القريب الذي لا يتجاوز عام 2015 على تطوير خدماتها في النطاق العريض مشيرا إلى ربحيته العالية التي انعكست على أداء الشركة مشيرا إلى «موبايلي» ستمتلك قريبا جدا أكبر شبكة على مستوى الشرق الأوسط و أوروبا في خدمات الجيل الرابع «4G» التي ستعتمد على التواصل التلفزيوني وتدفق المعلومات على الأجهزة الخلوية بطريقة فعالة و مميزة « . وأضاف الكاف : « إن التلفزيون في نمطه الجديد سيغير مفهوم التواصل و إن وسائل التواصل ستتطور بشكل سريع عبر الشبكات الاجتماعية المعروفة و الجديدة , ولفت النظر إلى أن البث التلفزيوني و حركة الانترنت تسير في اتجاهين متقابلين و التداخل بينهما سيكون على المدى القصير قويا ومؤثرا» و يقول خبراء أن الشركات المصنعة للهواتف الذكية قد توجهت منذ منتصف العام الماضي إلى تجديد وإعادة هيكلة خطوط إنتاج أجهزتها لكي تدعم تقنيات الجيل الرابع «4G» ضمن خدمات اتصال هواتفها الجديدة وأجهزتها اللوحية والتي تعتمد بشكل كبير على تراسل البيانات و استخدام الانترنت في تطبيقاتها مؤكدين أن الجيل الجديد من الهواتف الذكية الداعمة لشبكات الجيل الرابع ستكون لها الأولوية والسيطرة على أسواق الهواتف المحمولة عالميا. تقنيات الجيل الرابع تقدم السرعة الأعلى في نقل البيانات كونها ترسل البيانات بنفس سرعة نقلها للاتصالات الهاتفية، وهو ما يعد ثورة في عالم الاتصالات المحمولة, إذ تصل سرعة النقل فيها إلى 1 جيجابت بالثانية من جانبه لفت عمر محمد صاحب متجر للهواتف المحمولة في المنطقة الشرقية إلى أن الكثير من المحلات بدأت تتجه إلى شراء أكبر عدد من الهواتف الذكية و الأجهزة اللوحية الداعمة لشبكات الجيل الرابع عبر طلبها من الخارج بواسطة الأسواق الإلكترونية نظرا لقرب تطبيقها في المملكة. و أشار إلى أن كثير من المحلات باتت حريصة على اقتناء وتخزين الأجهزة الداعمة لتقنيات الجيل الرابع بسبب توقعات بارتفاع أسعارها في حال بدأت الشبكات بالعمل في المملكة, لكنه دعا إلى التأكد في حال اقتنائها من النطاق العريض فالكثير من الهواتف الداعمة للجيل الرابع لا تدعم نطاق «LTE» وهو النطاق الذي ستعمل به معظم شركات الاتصالات , لكن هذه الهواتف تدعم نطاق «HSPA+» و الذي لا تعتمد عليه معظم شركات الاتصالات السعودية . وتعتمد شبكات الجيل الرابع على تقنية «LTE» وهي إختصار ل» Long term evolution « التي تقدم سرعات عالية جدا بتقنية (OFDMA) باستخدام ترددات يصل عرضها إلى 20 ميجاهرتز في مراحلها الأولى ، وتصل سرعات الجيل الرابع في مراحله الأولى إلى 173 ميجابت بالثانية ، وفي مرحلة مستقبلية سيتم زيادة هذه السرعات لتصل إلى 326 ميجابت بالثانية و في مرحلة متقدمة جدا إلى ستصل إلى 1 جيجابت بالثانية ، و ستوفر تلك التقنية السعات الكافية المستقبلية على الأمد البعيد لخدمات النطاق العريض عبر شبكات الهاتف المتحرك و التي ابتدأت بشبكات الجيل الثالث وما بعده. يذكر أن شبكات الجيل الثالث و ما بعده ، أحدثت ثورة في عالم الاتصالات و تقنية المعلومات فيما يخص النطاق العريض مشابهة لتلك التي أحدثتها شبكات الجيل الثاني (GSM) في التسعينيات الميلادية للمكالمات الهاتفية. و يفيد المتخصصون في الحوسبة السحابية و التي تعرف بأنها عملية استضافة لكل من الخدمات و البيانات و التطبيقات الخاصة بمواقع الانترنت وأنظمة المعلومات الخاصة بالمؤسسة من قبل شركات أخرى لتسهيل عمليات الدعم الفني و إمكانية الدخول على السحابة الإلكترونية من أي مكان و في أي وقت عبر أجهزة الكمبيوتر أو اللوحية أو الهواتف و التي تعتبر التوجه الجديد للكثير من الشركات والمنظمات في الوقت الراهن إلى أن تقنيات الجيل الرابع ستكشف معنى جديدا و تدعم الوصول إلى محتوى السحابة الإلكترونية لكونها تتمتع بسرعات وسعات اتصال فائقة السرعة مما يسهل الوصول إلى محتوى السحابة الإلكترونية عبر أجهزة الهاتف الداعمة لتقنية الجيل الرابع عالي السرعة.