صفحات تاريخية مشرفة حققتها الاتصالات السعودية مع اجيال وشبكات الاتصالات منذ تأسيسها قبل أكثر مما يقارب 13 عاماً، وتميزت في سرعة توظيف خدمات هذه الأجيال لعملائها في مناطق المملكة في أوقات قياسية مقارنة بمنطقة الشرق الأوسط، وشمال افريقيا، وكانت الاتصالات السعودية وبتوثيق رسمي من هيئات ومنظمة عالمية تشرف على خدمات الاتصالات بالعالم، ويرتبط بها مئات المشغلين في العالم، أول من يطلق خدمات الجيل الثالث والرابع ليس على مستوى المملكة فقط، بل وعلى مستوى الشركات والمشغلين لخدمات الاتصالات في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، واعطى ذلك للاتصالات رصيداً من الخبرة والتمكن في تقديم الخدمات لهذه الأجيال وفق جودة عالية وحضور قوي لمختلف شبكات الشركة. محطات قاعدية تدعم خدمات الجيل الرابع وشركة الاتصالات السعودية لا تألو جهداً في العمل على تطوير تقنيات الشبكات لتتناغم مع الاختراعات والاستحداثات الجديدة في السوق العالمي وفي مقدمتها شبكة الجيل الرابع، الأحدث والأبرز في هذه الفترة، وخاصة في وسط المهتمين بقطاع الاتصالات وتطوراته وتقنياته، ومن خلال هذا التقرير نقدم عرضاً مختصرا يتناول أهم تقنيات الشبكات المتنقلة العاملة في شركة الاتصالات السعودية، ونقدمها بحسب التطور الزمني لهذة التقنيات. تدشين شبكة الجيل الرابع يعزز حصة STC من النطاق العريض السلكي واللاسلكي بالمملكة والتي تصل إلى 90 % وبالطبع فمناسبة هذا التقرير، الحديث عن تقنية الجيل الرابع (4G) والمعروفة عالميا أيضا بالشبكة طويلة المدى المطورة (LTE)، وهي من التقنيات الواعدة في عصر خدمات النطاق العريض (Broadband) لشبكة الجوال، لما تتميز به هذه التقنية من قدرة عالية في نقل كميات كبيرة من البيانات بسرعات فائقة تعمل على تحسين جودة الخدمات الحالية وتأمين خدمات جديدة مستحدثة. وقبل ذلك نبدأ بعرض تاريخي لشبكات الجيل الثاني والثالث، ثم نعرج بشيء من التفصيل عن الجيل الرابع. عدد من الفنيين السعوديين اسهموا في دعم شبكة الجيل الرابع شبكة الجوال للجيل الثاني (2G) شرعت شركة الاتصالات السعودية منذ أكثر من 15 عاما في بناء أكبر وأوسع شبكة اتصالات متنقلة على مستوى المنطقة. وتغطي شبكة الجيل الثاني للجوال (GSM) حاليا أكثر من 99% من المناطق المأهولة بالمملكة وتنتشر خدمات الشبكة في جميع مدن المملكة و في ما لا يقل عن (7000) قرية وأكثر من (38) ألف كم من الطرق، وتشمل الشبكة أكثر من 11,500 محطة قاعدية تعمل على نطاقات ترددية عديدة لدعم انسيابية الحركة والتغلب على الاختناقات في ساعات الذروة، وتقدم الشركة أيضا حلول التغطية الداخلية للمراكز التجارية ومباني الأعمال، حيث يزيد عدد العملاء عن 26 مليون عميل، وتمتلك شركة الاتصالات أكبر شبكة للرسائل تصل طاقتها إلى أكثر من 17 ألف رسالة نصية في الثانية مما يتيح إرسال أكثر من 1.5 مليار رسالة في 24 ساعة من خلال شبكة عملاقة حديثة. ولتقديم خدمات المحتوى وخدمات البيانات استخدمت الشبكة تقنية ال GPRS المعروفة عالميا والتي تقدم سرعات متواضعة لا تفوق 256 كيلوبت / الثانية. حيث كانت هذه السرعات أعلى ما أمكن استخدامه حينها. «الآن تتبنى الشركة استراتيجية استخدام آخر التقنيات في تحديث وترقية شبكة الجيل الثاني منها تقنية توحيد أساليب النفاذ (Single RAN) التي تسهم في استخدامات متعددة للأجهزة حيث يمكن استخدام نفس الجهاز لنطاقات ترددية مختلفة ولتقنيات الجيل الثاني والجيل الثالث في نفس الوقت. و بذلك تساعد تلك التقنيات الجديدة في تقديم المرونة اللازمة في استخدامات انظمة الشبكة وفي تسيير الحركة الهاتفية بشكل سلس وفعال. إضافة إلى أنه يتم تفعيل خصائص هامة في الشبكة تساعد في تحسين أدائها اليومي و خصوصا خلال أوقات الذروة (مثل: Half-Rate, Adaptive Multi-rate, etc.)». وتتمتع شبكة الجوال للجيل الثاني حاليا بسعات عالية تمكنها من نقل كميات كبيرة من الحركة الهاتفية عند الحاجة وبكفاءة عالية. فقد نجحت شركة الاتصالات في استثمار شبكتها بصورة كبيرة، وخاصة في أوقات الزحام، ومن أمثلة ذلك زيادة الحركة في منطقة مكةالمكرمة والمدينة المنورة، ففي شهر رمضان 1432ه, شهدت الشبكة ارتفاعاً بارزاً في حركة الخدمات الصوتية والمعلوماتية وخدمات المحتوى والقيمة المضافة. حيث ارتفع عدد مكالمات الجوال بنسبة 25% عن العام الماضي وارتفع عدد المكالمات الدولية بنسبة 40% و ارتفع عدد الرسائل النصية ليلة عيد الفطر المبارك بنسبة 67 %. وتأتي القدرة الاستيعابية في سهولة وتمرير الحركة نتيجة نجاح الشركة في استثمار التحالف الاستراتيجي مع أفضل النواقل والمشغلين العالميين إضافة إلى استثمار التكامل الدولي مع الشركات الزميلة في تبادل أفضل المسارات لتمرير الحركة الدولية. شبكة الجيل الثالث (3G) والجيل الثالث المطور (3.5G - HSPA+) كما كان لشركة الاتصالات السعودية السبق في ادخال شبكة الجيل الثالث (3G) في المملكة في منتصف عام 2006م، حيث تم الاستفادة من التقنيات المتاحة حينها مما وضع المملكة على لائحة الدول الرائدة التي تستخدم هذه التقنيات. وتغطي شبكة الجيل الثالث (3G) المدن الرئيسية في المملكة بنسبة (100%)، وبنسبة تغطية تصل قريبا الى (92%) من المناطق المأهولة بالسكان. ومنذ ذلك الحين استمرت الشركة في تحديث تقنيات الشبكة بتوفير سرعات عالية من خلال تقنيات الجيل الثالث المطور. وتصل سرعات هذه الشبكة إلى (42) ميجابت /الثانية عبر تقنية (HSPA+) إضافة إلى أنه جار العمل على دراسة ووضع خطط لرفع سرعات البيانات إلى (84) ميجابت/الثانية مما يساعد على نقل كميات كبيرة من البيانات بسعات فائقة وبجودة عالية. وكانت شركة الاتصالات السعودية المشغل الأول في المنطقة الذي يطرح سرعة (42) ميجابت/الثانية من خلال شبكة الجيل الثالث المطور (HSPA+) في أكثر مدن المملكة والعمل جار بشكل متسارع لتغطية بقية مناطق المملكة بهذه السرعات. وتخدم في الشبكة أكثر من 7000 محطة قاعدية عالية الكفاءة تغطي أكثر من 1285 مدينة وبلدة في المملكة وبسعة إجمالية تفوق 4.2 مليون خط. وترتبط المحطات القاعدية لشبكة الجيل الثالث مع باقي أجزاء الشبكة بشبكة الألياف البصرية المتقدمة (FTTM) لتسهيل نقل الكميات العالية من الحركة الهاتفية». علما بأن الشركة تقوم بشكل دائم بترقية أنظمة شبكة الجيل الثالث من خلال استخدام آخر التقنيات التي تساعد في رفع مستوى عمل الشبكة وتكاملها. ومن هذه التقنيات توحيد أساليب النفاذ (Single RAN) ونظام السيطرة الموحد في أنظمة التحكم في المحطات القاعدية (Common Controller) , إضافة إلى ترقية أنظمة الشبكة الأساسية و تكاملها عبر خطة واسعة لتوحيد ودمج أجزاء الشبكات المختلفة (Network Convergence). شبكة الجيل الرابع (4G - LTE) وواصلت الاتصالات السعودية مواكبة تتطور أجيال الاتصالات، من خلال المتابعة الدائمة لأحدث شبكات هذه الأجيال، وقد قررت الشركة تبني تقنية الجيل الرابع في بداية العام 2009م، وبدأت الشركة الدخول في شراكات مع أكبر الموردين العالميين لهذه الشبكات، كما قامت الاتصالات السعودية بعمل التجارب الميدانية للتأكد من توافق هذه التقنية مع شبكات الجوال القائمة وتلبيتها لاحتياجات العملاء. وبعد نجاح التجارب الخاصة بهذه التقنية بدأت الشركة بوضع خطط تدشين هذه الشبكة وزيادة التغطية في أهم مناطق المملكة ووفقا لاحتياجات العملاء». ويعتمد نظام الإرسال وتشكيل الإشارة في شبكة الجيل الرابع على تقنية التقسيم الترددي الرأسي للنفاذ المتعدد الحديث (OFDMA) التي تقدم سرعات فعلية تفوق 3-4 أضعاف السرعات الممكنة من خلال شبكة الجيل الثالث. وتزداد هذه الهوة مع زيادة سرعة شبكة الجيل الرابع والتي من المتوقع أن تصل إلى 1000 ميجابت/ الثانية. وتستخدم شبكة الجيل الرابع في الشركة أيضا تقنية ال TDD والتي تعتمد على التقسيم الزمني للإشارة بحيث يمكن توزيع السعة المستغلة بين الإرسال والاستقبال بشكل مرن وبكفاءة عالية. والجدير بالذكر أن الكثير من دول العالم وخصوصا دول شرق آسيا (مثل الصين والهند واليابان وغيرها) قد تبنت استخدام هذه التقنية وتساندها في ذلك معظم الشركات المصنعة لتقنية الجيل الرابع». وبحسب المواصفات العالمية الحالية تقدم هذه الشبكة لائحة من خدمات البيانات (Data Services) فقط, ويجري الآن العمل على إدخال الخدمات الصوتية (Voice Services) إلى هذه اللائحة من الخدمات. علما بأنه يوجد حاليا طرق متنوعة لنقل المكالمات الصوتية لشبكة الجيل الرابع وذلك بتمريرها عبر شبكات الجيل الثاني والثالث وغيرها. ويشهد العالم تسارعا ملحوظا (بنسبة تفوق 155%) في عدد الأجهزة الطرفية المصنعة حديثا والتي تمكن العميل من الدخول إلى شبكة الجيل الرابع, حيث فاق عدد أجهزة العميل الطرفية عن 161 جهازا تم تصنيعها من قبل 45 شركة عالمية كبيرة (GSMA report: Aug. 2011). ومن المتوقع أن يكون استخدام نظام المودم (USB) هو الأكثر انتشارا كما هو الحال في خدمات «كويك نت» في شبكة الجيل الثالث, إضافة إلى أجهزة الجوالات الذكية وغيرها. وتتميز شبكة الجيل الرابع بخصائص هامة منها التنظيم الذاتي (Self Organizing Network) مما يسهل أعمال التشغيل والصيانة وبالتالي تحسين عمل وكفاءة وإدارة الشبكة. كما تساعد هذه الأساليب الجديدة في خفض تكلفة تشغيل ودعم الشبكة وتنظيم إعداداتها بالشكل المثالي, خصوصا أن معظم هذه النشاطات الضرورية تحصل في الشبكة بشكل أوتوماتيكي آلي. وهذا بالتالي يحسن من جودة الخدمة المقدمة للعميل ويزيد من راحته في استخدام الشبكة. وبتدشين شبكة الجيل الرابع تواصل الشركة ريادتها وسيطرتها على حصتها من خدمات النطاق العريض بنوعيه السلكي واللاسلكي بالمملكة والتي تصل إلى أكثر من 90 % من حصة حجم حركة الإنترنت والبيانات في المملكة, حيث سجلت الشبكة ليلة عيد الفطر لهذا العام (1432) زيادة قدرها 70% عن العام الماضي وذلك نتيجة لتركيز الاتصالات السعودية على الاستثمار الرأسمالي في هذا المجال الإستراتيجي، حيث تمتلك أكبر بوابة إنترنت (Internet Gateways) في المنطقة تفوق سعتها على 360 جيجابت/ الثانية، مرتبطة بكافة الكيابل البحرية التي تمر في المنطقة والممتدة عالمياً شرقاً وغرباً إضافة إلى قيام المجموعة بإنشاء مسارات كوابل برية قارية، بالتحالف مع شركاء المجموعة الإستراتيجيين لتحقيق مزيد من التقدم والتوسع والموثوقية». ويتوقع الكثير من المراقبين والمهتمين بقطاع الاتصالات، أن تحدث شبكة الجيل الرابع نقلة نوعية في عالم الاتصالات في المملكة، كما أنها ستقدم لعملاء الاتصالات السعودية على وجه الخصوص خدمات حديثة، وكذلك قدرات انتاجية عالية من خلال خصائص فنية متطورة وسرعات لم تكن ممكنة من قبل، ومن خلال ذلك تجدد الشركة التزامها الدائم في تحسين وتسهيل الخدمة المقدمة للعميل وتوسيع رقعة التغطية لتحافظ على دورها الريادي ليس على المنطقة فقط، بل وعلى المستوى العالمي في ظل تواجد مجموعة الاتصالات السعودية فعلياً بخدماتها الحديثة في 10 دول في العالم».