وقف عمر بن الخطاب «رضي الله عنه» على منبر رسول الله «صلى الله عليه وسلم» فقال: (أيها الناس ما إكثاركم في صداق النساء وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) واصحابه وانما الصّدُقات فيما بينهم أربع مائة درهم فما دون ذلك، ولو كان الإكثار في ذلك تقوى عند الله أو كرامة لم تسبقوهم إليها فلأعرفن ما زاد رجل في صداق امرأة على أربع مائة درهم، ثم نزل فاعترضته امرأة من قريش فقالت: يا أمير المؤمنين نهيت الناس أن يزيدوا في مهر النساء على أربع مائة درهم؟ قال: نعم، فقالت أما سمعت ما أنزل الله في القرآن الكريم؟ قال: وأي ذلك؟ فقالت: أما سمعت الله يقول: {وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَاراً} الآية ؟ فقال: اللهم غفراً، كل الناس أفقه من عمر، ثم رجع للمنبر وصحّح الأمر. تذكّرت هذه القصة وأنا أقرأ خبراً حدث في (إحدى جزر المحيط الهادئ) إذ إن أحد الكتاب تجرّأ وانتقد أداء أحد الوزراء المعروف بدماثة خلقه وحسن تعامله مع كل من يراجع وزارته وهي على علاقة وثيقة بتوظيف (خلق الله) ومعروف عنه أنه يقابل من يراجع وزارته طالباً حقه في الحصول على عمل بكل دماثة، ويأخذ شكاواهم بكل لطف ولا يعايرهم ويطمئنهم بأن قضاياهم هي مصدر اهتمامه واهتمام وزارته، وسيقوم بحلها ويردّد دائماً: أنا خادم لكم.. كما أنه معروف عنه حسن تعامله مع وسائل الإعلام والنقد البناء، ولكن أخانا الكاتب من مواطني هذه (الجزيرة النائية) كتب مقالاً لم يرض عنه الوزير،أخونا الكاتب من مواطني هذه (الجزيرة النائية) كتب مقالاً لم يرض عنه الوزير، فقام الوزير برفع قضية على هذا الكاتب استناداً إلى قانون صدر في تلك (الجزيرة النائية) مع أن المنطق يقول إن الكاتب لا يخرج عن حالتيفقام الوزير برفع قضية على هذا الكاتب استناداً إلى قانون صدر في تلك (الجزيرة النائية) مع أن المنطق يقول إن الكاتب لا يخرج عن حالتين: فهو إما تحدّث عن أشياء غير صحيحة وهنا يجب على الوزير في هذه (الجزيرة النائية) أن يرد عليه في نفس الصحيفة وفي نفس المكان ويفند ما أورده من معلومات مغلوطة، أو أن الكاتب أورد واقعاً خاطئاً وهنا يجب أن يُشكر ويتم توجيه المسئولين في وزارته لتعديل الخطأ، وليكن عمر بن الخطاب بكل علمه وفضله ومكانته من رسولنا العظيم قدوة له. ملحوظة: هذه القصة فعلاً حدثت في إحدى الجزر البعيدة عنا وفي حال تطابق ما ورد فيها مع واقع عندنا فهو تطابق غير مقصود ومن باب الصدفة البحتة. [email protected] /تويتر h_aljasser