في بريد اليوم ثلاث رسائل، الأولى من الشرقية والثانية من الطائف، والثالثة من تبوك، ومن عجب أن ثلاثتهم يسألون عن العملة التي كان المسلمون يتعاملون بها في صدر الإسلام وهل هي فضة أم من الورق؟ وقد عدت للمراجع المعتمدة حيث وجدت الإجابة التي يقول نصها: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الدينار بالدينار لا فضل بينهما، والدرهم بالدرهم لا فضل بينهما» . ومعلوم أنه لم يكن للعرب قبل الإسلام نقود خاصة بهم، فكانت المعاملات التجارية تتم بالنقود المتداولة في شبه الجزيرة العربية، وقد أشار القرآن الكريم إلى الرحلات التجارية التي كان يقوم بها العرب والمعروفة برحلتي الشتاء والصيف: رحلة صيفية إلى الشام يحصلون منها على الدنانير الرومية، ورحلة شتوية إلى اليمن يحصلون منها على الدراهم الحميرية. كما كانت ترد إلى شبه الجزيرة العربية الدراهم الفضية التي كانت تضرب في الأقاليم الشرقية وخاصة في إيران والعراق. وهكذا كانت العمليات التجارية تجلب إلى بلاد العرب كمية النقود المتداولة بينهم سواء النقود الذهبية البيزنطية أو النقود الفضية الفارسية، ويذكر البلاذري في كتابه فتوح البلدان أن العرب كانوا يتبايعون بالدنانير على أنها تبر، ويطلقون عليها العين كما يطلقون على الدراهم الفضية كلمة الورق. فلما جاء الإسلام أقر الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم النقود على ما كانت عليه، وتعامل عليه الصلاة والسلام نفسه بهذه النقود فزوج علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنهما على 480 درهما، وكذلك فرض الرسول صلى الله عليه وسلم زكاة الأموال بهذه النقود السائدة فجعل في كل خمس أوقيات من الفضية خمسة دراهم، كما جعل في كل عشرين دينارا نصف دينار، وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم أقر الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم في تبني النقود المتداولة بين المسلمين ولم يغير منها شيئا. وكلمة الدينار لفظ مشتق من اللفظ اليوناني اللاتيني دينوريوس أوريس وتعني (الدينار الذهبي) وهو اسم وحدة من وحدات السك الذهبية، وقد عرف العرب هذه العملة الرومانية وتعاملوا بها قبل الإسلام وبعده. وكان شكله المتداول في الجزيرة العربية قبل تعريب السكة في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان قطعة مستديرة من الذهب تحمل على أحد وجهيها صورة الامبراطور البيزنطي هرقل، ويحيط به ولداه هرقليوناس وقسطنطين، وقد قبض كل منهما على صليب طويل، أما ظهر الدينار فكان عليه رسم لصليب قائم على مدرجات أربعة تحيط به عبارات دعاء والإشارة إلى مكان الضرب بالحروف اليونانية واللاتينية. الدرهم: وحدة من وحدات السكة الفضية وقد اشتق اسمه من الدراخمة اليونانية، وقد عرفه العرب عن طريق معاملاتهم التجارية مع الأقاليم الشرقية التي كانت تتبع قاعدة الفضة في نظامها النقدي، وعلى ذلك اتخذت من الدرهم الفضة نقدها الرئيسي، وقد كانت أشكال الدراهم الساسانية المتداولة في بلاد العرب قبل التعريب قطعة مستديرة من الفضة على أحد وجهيها نقش يمثل الجزء العلوي منه صورة كسرى الفرس، ويظهر وجهه في وضع جانبي وعلى رأسه التاج الساساني المجنح، وعلى الوجه الثاني للدرهم نقش لحارسين مدججين بالسلاح أو بدونه. هذا ما حصلت عليه إجابة على سؤال الإخوة الثلاثة .. والله أعلم. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة