أمام معالي وزير الخدمة المدنية الجديد الكثير من الملفات التي لم يتعامل معها سلفه لأسباب لا يعلمها إلا الله. وقد تفاءل الجميع ببداية معالي الوزير الدكتور عبدالرحمن البراك في الوزارة عندما أكد على أن وزارته لا بد أن تأخذ بزمام الأمور التي من شأنها الرقي بالموظفين لأن ذلك سيساعد على النهوض والرقي بالخدمات الحكومية كافة. مفهوم جديد ووعي متقدم لدور وزارة الخدمة المدنية التي يحسب لها أو عليها أن وزيرها السابق هو أول وزير يرفع قضية على صحفي بعد صدور قانون المطبوعات!! وهذا يدفعني لأن أخاطب هذا الفكر المتطور لدى معالي الدكتور البراك وأطالبه بأن يعيد النظر في أمر بالغ التأثير في العملية الإدارية برمتها وهو التقويم السنوي ومعايير الأداء فهي ما زالت ضبابية ومزاجية وتخضع لكثير من الاعتبارات يأتي في آخرها حسن أداء العمل. الأهم يا معالي الوزير أن كل آمال الموظفين والخريجين معلقة على باب وزارتك وينتظرون منك تفهما لحاجاتهم بما عرف عنك من دماثة خلق ولو من باب الكلمة الطيبة سواء كان المراجعون رجالا أم نساء وهذا بالطبع انعكس سلبا على أداء المجتهد والطموح وأصبح الأمر تحصيل حاصل.. حدثني من أثق به أن كثيرا من المسؤولين يرفضون ترقية الموظف المتميز في أدائه خشية أن ينتقل لقطاع آخر أو مدينة أخرى، وفي المقابل يعطي الفرصة في الترقية للموظف الذي يود التخلص منه، بالتأكيد هذا منطق أعوج ويتعارض مع أبسط قواعد الإدارة!! ففي غياب المعايير الواضحة وضبابية التقييم بقي الأمر لعقود كما هو وعلى المتضرر أن يستمر في أداء عمله. نادينا كثيرا بأن يعاد النظر في نظام الخدمة المدنية برمته فقد وضع قبل أربعة عقود، ولكم أن تتخيلوا ما طرأ على علم الإدارة من تطوير خلال هذه العقود الأربعة. يقول الوزير البراك في تفاعل واضح مع هذه التغيرات: «إن المعطيات الحالية ليست كما كانت عليه قبل، وإن متطلبات الموظفين الحالية تختلف تماما عما كانت عليه قبل 20 عاما». يا معالي الوزير: خلال ال 40 عاما الماضية طرأت تغييرات ضخمة في كافة روافد المجتمع السعودي نتوقع جميعا أن تنعكس على نظام الخدمة المدنية ليتماشى مع تطلعات الموظف والقيادة!! والأهم يا معالي الوزير أن كل آمال الموظفين والخريجين معلقة على باب وزارتك وينتظرون منك تفهما لحاجاتهم بما عرف عنك من دماثة خلق ولو من باب الكلمة الطيبة سواء كان المراجعون رجالا أو نساء. وفقك الله. تويتر h_aljasser [email protected]