أرسلت الحكومة الباكستانية الجمعة الف جندي إلى كراتشي المضطربة لتعزيز سلطات الأمن في المدينة مع اوامر بإطلاق النار فوراً اذا لزم الامر. وشهدت كراتشي (جنوب) اعمال عنف إثنية وسياسية اوقعت 65 قتيلاً في الايام الثلاثة الماضية طبقاً للسلطات المحلية. واستمر التوتر في المدينة حيث اغلقت المتاجر يوم الجمعة وبقي السكان في منازلهم في الاحياء التي شهدت الاشتباكات. وقد دعا الحزب السياسي المهيمن في المنطقة "الحركة القومية المتحدة" الى يوم حداد وتظاهرات للتنديد بأعمال العنف. وقال وزير الداخلية رحمن مالك للصحافيين: "نرسل الف عسكري اضافي لضبط الوضع في كراتشي" بعدما انتقدت ابرز لجنة لحقوق الانسان في البلاد غياب تحرّك للحكومة. واضاف مالك ان الحكومة تعلم "من هي العناصر التي تقف وراء اعمال القتل هذه.. لدينا تسجيلات عبر الاقمار الاصطناعية في مناطق يقوم فيها ارهابيون بقتل ابرياء من اجل زعزعة استقرار النظام الديموقراطي". وشبّههم بحركة طالبان في شمال غرب البلاد التي نفذت اعتداءات دامية عديدة في كل انحاء البلاد منذ اربعة اعوام. لكن الوزير لم يعلن عن عملية واسعة النطاق في هذه المدينة التي يسكنها 18 مليون نسمة وتعدّ عاصمة اقتصادية لباكستان داعياً قوات الامن الى القيام "بعمليات محددة الاهداف" ضد القتلة. وقال شرجيل ميمون وزير الاعلام في اقليم السند (عاصمته كراتشي) ان القوات الامنية تلقت امراً "باطلاق النار" اذا لزم الامر. واضاف ان "65 شخصاً على الاقل قتلوا في اعمال العنف منذ الثلاثاء. وعدد الجرحى بلغ المائة".. واكد مسؤول امني هذه الحصيلة. وفي اسوأ حادث يقع ضمن اعمال العنف هذه، فتح مسلحون النار على حافلتين مما ادى الى مقتل 12 شخصاً بينهم فتاة في السادسة من العمر ليلا كما اعلن مسؤول امني. قال وزير الداخلية رحمن مالك: «نرسل الف عسكري اضافي لضبط الوضع في كراتشي..(..) ونعلم من هي العناصر التي تقف وراء اعمال القتل هذه.. لدينا تسجيلات عبر الاقمار الاصطناعية في مناطق يقوم فيها ارهابيون بقتل ابرياء من اجل زعزعة استقرار النظام الديموقراطي»وتتنافس "الحركة القومية المتحدة" الممثل للأغلبية الناطقة بالاوردية وحزب "عوامي القومي البشتوني" الممثل للأقلية البشتونية على بسط نفوذهما السياسي في كراتشي، حيث قتل المئات.. واندلع القتال في المدينة يوم الثلاثاء الماضي بعد اغتيال زعيم بشتوني بارز. وتبادلت الجماعتان المتنافستان إطلاق النار في الشوارع، وأصيب بعض المارة بأعيرة نارية طائشة مما أسفر عن مقتل نساء.. وأطلق مسلحون على متن دراجات بخارية النار على المشاة والحافلات. وقال فراز علي المتحدث باسم خدمة "إيدهي" الخاصة للاسعاف إن عشرة أشخاص قتلوا أمس الجمعة وأصيب عشرة آخرون بينما لقي 24 شخصاً حتفهم وأصيب 49 أمس الأول الخميس. وأضاف: "طبقا لسجلاتنا قتل 61 شخصاً خلال أربعة أيام من العنف وأصيب 136 شخصاً آخرين". وقد اعلنت جمعية حقوق الانسان في باكستان ان490 شخصاً قتلوا في اعمال قتل محدّدة حتى الآن هذه السنة مقارنة مع 748 في 2010 و272 في العام 2009. وهذه السنة، وخلال ستة اشهر فقط، تعتبر الأسوأ بالنسبة لأعمال العنف في كراتشي منذ العام 1995. ففي العام 1995 قتل 1742 شخصاً في اعمال عنف بسبب توترات اثنية وسياسية وطائفية، كما تقول لجنة الارتباط بين الشرطة والمواطنين التي تموّلها الدولة. السفير الأمريكي يدين العنف من جهة أخرى عبّر السفير الامريكي في باكستان كاميرون مونتر عن قلقه ازاء انعدام الاستقرار المتزايد في كراتشيالمدينة التي تستخدم الولاياتالمتحدة مرفأها لنقل امدادات الى القوات الاجنبية المنتشرة في افغانستان والبالغ عددها 150 الف عنصر. وقال السفير في بيان ان السفارة "قلقة جداً ازاء تصاعد العنف". واضاف "ندعو كل الاطراف الى الامتناع عن القيام بأعمال عنف اضافية والعمل في اتجاه حل سلمي للخلافات".