نشرت القوات الباكستانية أمس الجمعة ألف جندي إضافي في مدينة كراتشي الساحلية المضطربة جنوبي باكستان مع تعليمات بإطلاق النار لضبط العنف العرقي والسياسي، وذلك بعد يوم من قتل الجيش 11 مسلحا وجرح 7 آخرين في منطقة قبلية شمالي غربي البلاد، في حين تعرّضت نقطة تفتيش أمنية شمالي وزيرستان لقصف من حلف شمال الأطلسي (ناتو). وتلقت الشرطة وقوات الأمن الباكستانية أوامر أمس الجمعة بإطلاق النار فورا على أي شخص يثبت تورطه في أحداث العنف بكراتشي، كبرى مدن البلاد، إثر مقتل 70 شخصا خلال ثلاثة أيام من أعمال العنف. وقال وزير الإعلام في إقليم السند -وعاصمته كراتشي- شارجيل ميمون (بالإضافة إلى الشرطة ورجال الأمن سيتم نشر ألف عنصر آخر من حرس الحدود للسيطرة على العنف في المدينة). وأضاف أن 70 شخصا قتلوا في المدينة خلال الأيام الثلاثة الماضية وأصيب العشرات، وأن (37 شخصا قتلوا يوم أمس وحده). وتشهد المدينة التي يزيد عدد سكانها عن 18 مليونا حالة من الركود مع إغلاق المتاجر ومحطات الوقود وتعطل وسائل النقل، بعد أن أعلنت الحركة القومية المتحدة -وهي الحزب السياسي الرئيسي في المدينة- عن يوم حداد إثر موجة من العنف. وتحدث عدد من السكان لوكالة الصحافة الفرنسية عن معاناتهم إثر نقص إمدادات الغذاء وتعطل حركة الحافلات، فضلا عن تعرض العديد من المنازل لوابل من الرصاص وهجمات بالصواريخ والقنابل اليدوية من قبل مسلحين مجهولين. وقالت لجنة حقوق الإنسان في باكستان إن 490 شخصا قتلوا في عمليات القتل المستهدف خلال الأشهر الستة الأولى هذا العام، مقارنة ب748 قتيلا في عام 2010 و272 آخرين في عام 2009، مما يجعل النصف الأول من العام الحالي الأكثر دموية في السنوات الست عشرة الماضية للمدينة. وعلى صعيد ذي صلة، قال السفير الأميركي في إسلام آباد كاميرون مونتر في بيان إن عدد القتلى في هذه الاضطرابات يثير القلق، وشدد السفير على أنه يتعين على كل الأطراف عدم تصعيد الموقف وتنحية خلافاتها جانبا، معربا عن تعازيه لعائلات الضحايا. وكان القتال قد اندلع الثلاثاء الماضي بين الأغلبية الناطقة باللغة الأوردية والأقلية الناطقة بلغة الباشتو بعد اغتيال زعيم بشتوني بارز. ويعود تاريخ الاشتباكات والمواجهات بين الجماعتين السياسيتين المتنافستين إلى ثلاثة عقود مضت قتل فيها الآلاف من الجانبين.