وقعت مشادة الاربعاء في مجلس النواب اللبناني في اليوم الثاني من جلسات مناقشة البيان الوزاري للحكومة على خلفية الموقف من الأحداث الجارية في سوريا . وبدأت المشادة أثناء إلقاء النائب خالد الضاهر من كتلة المستقبل بزعامة سعد الحريري مداخلته التي أعلن فيها حجب الثقة عن الحكومة. وقال الضاهر: «من منطلق إيماننا بأن حرية الشعوب وكرامتها حق إنساني مقدس، فإننا نتوجه بالتحية والتقدير إلى الشعوب العربية المنتفضة وخصوصا الشعب السوري الشقيق الذي يناضل من أجل الحرية والكرامة والديموقراطية». وحاول النائب عاصم قانصوه من حزب البعث العربي الاشتراكي المتحالف مع حزب الله مقاطعته سائلا إياه عن سبب «تحديه لسوريا»، لكن رئيس المجلس نبيه بري تدخل وطلب من قانصوه إفساح المجال للضاهر لإنهاء مداخلته. وإثر انتهاء الضاهر من كلمته وقع تلاسن بينه وبين قانصوه وارتفعت اللهجة واستخدم كلام ناب، وتدخل عدد من النواب للفض بينهما. وفي اليوم الأول من جلسات الثقة في البرلمان النيابي اللبناني بحكومة الرئيس نجيب ميقاتي الثانية،طغى بند المحكمة الدولية والسلاح بإيقاع مضبوط من قبل رئيس البرلمان نبيه بري,وفيما لاحظت «اليوم» أن المعارضة اللبنانية المتمثلة بقوى 14 آذار نجحت في أول أيام الجلسات في إدارة مواجهة سياسية تحت السقف الديموقراطي، محددة إطار معركتهم والذي ينحصر بالهجوم على الحكومة على قاعدة تخليها عن المحكمة الخاصة بلبنان واعتبار رئيسها رهينة لسلاح «حزب الله» غير قادرة على اتخاذ قرار مستقل. وأكد مرجع بارز في المعارضة ل»اليوم»: «سنستمر بحجب الثقة على الحكومة الميقاتية ووقف التعاون معها لأننا لم نسمع من رئيس الحكومة تعهدا لالتزام صريح لتنفيذ القرار 1757 الخاص بالمحكمة بانتظار خطوات لاحقة سنحددها في المستقبل القريب». واللافت في مواقف النواب اللبنانيون كان قرار :»الجماعة الإسلامية»، عبر نائبها عماد الحوت، الامتناع عن التصويت، في موقف يحمل دلالات هامة على مستوى الساحة السنية، ويؤشر إلى وقوف «الجماعة» بما تمثل على مسافة من «المعارضة الشرسة» التي يعتمدها «تيار المستقبل».