ما بين مطار هيثرو الدولي ومطار البحرين ساعات طويلة من الترقب والاضطراب ، ومابين لندن عاصمة الضباب والمنامة الغارقة في رطوبة الخليج لحظات كثيرة من التأمل والاستعداد لخوض معترك جديد .. جميل .. وقوي، هو أشبه بالمجازفة وبالحرب في ساحة بيضاء لم تتحدد ملامحها كصحراء المملكة اللاسعة. ولم تكن رحلة ( لندن – البحرين ) على متن طائرة طيران الخليج والتي وصلت في السادسة والنصف صباح الإثنين مجرد رحلة عادية حملت بضعة مسافرين ، وإنما رحلة مختلفة في كل شيء ومتجردة عن كل شيء ، حاملة معها آمال وتطلعات كل السعوديين الذين ظلوا يترقبون هبوط هذه الطائرة على مدرج مطار البحرين وكان السعوديون يرددون مثلهم الشعبي الدارج «يا هلا بالحامل و المحمول «. عندما علمنا عن موعد وصول المدرب الجديد للمنتخب السعودي الكروي الهولندي فرانك ريكارد وتوقيته الصعب في الساعات المبكرة من الصباح ، توجهنا منذ الرابعة فجرا إلى جسر الملك فهد حتى بلغنا الأراضي البحرينية وتوجهنا فورا إلى مطار البحرين ( الساهر الذي لا ينام ولا يهدأ ) وذلك لاستقبال الأسمراني ريكارد حتى وصل إلى أرض المطار برفقة رئيس إدارة شئون المنتخبات السعودية محمد المسحل ، فيما لم يحضر أي عضو من اتحاد الكرة ولا أي مسئول من مكتب رعاية الشباب بالمنطقة الشرقية لاستقبال المدرب وهو ما وضع الكثير من علامات الاستفهام حول هذا الغياب. وفي أول إطلالة صحفية منذ مجيئه لتدريب المنتخب السعودي أكد المدرب الهولندي ريكارد بأنه بحاجة للمزيد من الوقت من أجل التعرف على قدرات اللاعبين والتقرب منهم ، مشيرا إلى أن المرحلة المقبلة سيكون دوره مقصورا على المتابعة والمشاهدة عن بعد وذلك قبل تسلم مهمته ميدانيا. «لا أعد بشيء حتى أشاهد المنتخب بنفسي ولكني أطالب السعوديين بعدم الخوف على منتخبهم» وقال فرانك ريكارد في حديثه ل( الميدان ): أثمن كثيرا للاتحاد السعودي لكرة القدم على اختياري لتدريب المنتخب السعودي وعلى هذا الأساس فأنا قد أتيت هنا إلى المملكة لكي أنجح ولكي أقدم صورة ممتازة عن المنتخب السعودي في المستقبل خصوصا وأن عقدي مستمرا لثلاث سنوات قادمة وأمامنا استحقاقات مهمة للغاية وعلى رأسها المشاركة في تصفيات كأس العالم 2014 والذي يتضح لي بأن الوصول إليه بات هو الهدف الأهم في الفترة المقبلة. وعن طريقة المفاوضات التي دارت بينه وبين اتحاد الكرة وموافقته على تدريب المنتخب السعودي قال ريكارد: المفاوضات كانت سريعة نوعا ما حيث قدم لي العرض من قبل الاتحاد السعودي وبعد مراجعة العقد قررت الموافقة خصوصا أنني أعشق التحدي وأمامي فرصة جديدة لتكوين منتخب يتطلع للمنافسة ولكن الآن لا أستطيع أن أراهن على المنافسة وذلك حتى أشاهد المنتخب عن قرب واجتمع مع اللاعبين وهذا هو الأهم في الفترة المقبلة. «لا أعرف أي شيء عن الكرة السعودية ولا أعرف أي لاعب سعودي ولم أشاهد حتى الآن أي شريط للمنتخب السعودي ولذلك لا أستطيع أن أحدد من الآن هوية خطتنا للفترة المقبلة»وعن تصفيات كأس العالم وكيف يرى حظوظ المنتخب السعودي في هذه التصفيات قال ريكارد : لا أعرف أي شيء عن الكرة السعودية ولا أعرف أي لاعب سعودي ولم أشاهد حتى الآن أي شريط للمنتخب السعودي ولذلك لا أستطيع أن أحدد من الآن هوية خطتنا للفترة المقبلة ولكن أستطيع القول بأن الأمور ستكون واضحة خلال الفترات المقبلة والتي سأكتفي فيها بمشاهدة مباريات المنتخب الودية خصوصا في البطولة الودية التي ستقام في الأردن وقتها سيكون بإمكاني التعرف على إمكانيات اللاعبين عن قرب والتوصل لاختيار أبرز الأسماء التي ستمثل المنتخب. وحول مخاوف الشارع الرياضي السعودي من عدم وصول المنتخب لكأس العالم 2014 قال ريكارد : تاريخ المنتخب السعودي على مستوى كأس العالم يعتبر جيد ونحن سنجتهد لتكوين منتخب يتطلع للمنافسة ، والتصفيات القادمة ستكون شاهدا على ظهور المنتخب السعودي ، أنا لا أعد بشيء حتى أشاهد المنتخب بنفسي ولكني أطالب السعوديون بعدم الخوف على منتخبهم. وعن تجربته الناجحة مع فريق برشلونة الأسباني قال ريكارد : هي تجربة وانتهت وأعتقد بأنها نالت من الصخب والضجيج الإعلامي الشيء الكثير ولكن الآن أنا في مهمة جديدة سأقوم بتنفيذها وفق رؤية مختلفة تماما. من جهته اعتبر رئيس إدارة شئون المنتخبات السعودية محمد المسحل خطوة التعاقد مع الهولندي ريكارد لتدريب المنتخب السعودي خطوة بالطريق الصحيح مؤكدا بأن المنتخب السعودي كان بحاجة لاسم عالمي كبير كي يعيد الأخضر من جديد إلى وضعه الطبيعي بين منتخبات العالم. وحول الانتقادات التي طالت إدارته بسبب ملف المدرب على الرغم من عدم مرور فترة طويلة على تسلمه المهمة قال المسحل : المهم في المرحلة الحالية هو الإنجاز ، وأنا لا أقيم عملي وإنما أتركه للجمهور وباعتقادي أن النجاح في التعاقد مع ريكارد هو نجاح للجميع وكل المنتمين للشارع الرياضي السعودي والذي نتمنى بأن نساهم في تلبية طموحه خلال المرحلة المقبلة خصوصا في تصفيات كأس العالم والتي تعتبر أحد الأهداف الرئيسية والمهمة لنا في المرحلة المقبلة.