لا شك في أن رؤية وتوجهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله تتجه جميعها نحو بناء مجتمع معرفي اقتصادي متين من خلال الاهتمام بالشباب، لاسيما أن جملة التوجهات والقرارات الملكية السامية التي صدرت مؤخراً تهدف إلى الارتقاء بالبيئة التعليمية والتدريبية في المملكة وتوسيع مظلة الفرص الوظيفية أمام الشباب السعودي. كما نلاحظ الاهتمام المتواصل لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض وحرصه الدائم على التفاعل مع الفعاليات الخاصة بالشباب السعودي، الأمر الذي يجسّد عمق الاهتمام الذي توليه القيادة الحكيمة في المملكة لتأهيل هؤلاء الشباب وتوظيفهم، لكن للأسف الشديد يبدو أن بعض البنوك تسبح عكس التيار ، حيث تزرع العراقيل تلو العراقيل أمام طريق الشباب السعودي نحو استنهاض هممهم واستيعاب قدراتهم ومهاراتهم وفتح الطريق أمامهم نحو المشاركة الفاعلة في بناء بنية تحتية وعمود فقري اقتصادي يواجه كل التحديات والأزمات التي تعانيها اقتصادات الدول الأخرى. وهذا الصدود والانكفاء الذي يمارسه بعض البنوك ضد الشباب السعودي بعدم دعمهم وتحقيق أحلامهم، سيساهم بشكل مباشر في اختيار الشباب طرقا أخرى قد تؤدي بهم إلى التهلكة. فهناك آلاف الخريجين والشباب من السعوديين الذين يبحثون عن دعم مستحق من البنوك السعودية لقرضهم وتمويلهم بما يناسب اهتماماتهم وقدراتهم ومهاراتهم، حتى يستطيعوا أن يؤسسوا مشاريع اقتصادية طموحة من المؤكد سيكون لها دور في المساهمة في البناء الاقتصادي الوطني، لكن للأسف أن العديد من البنوك السعودية تدير ظهرها للشباب الواعد أو تصعب عليها إجراءات دعمه، الأمر الذي يولّد نوعا من الغبن لديهم تجاه هذه البنوك التي تكون بهذا السلوك قد ارتكبت خطأ فادحا أولا لأنها بهذه الطريقة تساهم في تنفيذ رؤية قيادة المملكة التي تسعى جاهدة لتعليم الشباب وتدريبهم وصنع فرص وظيفية كبيرة لهم تمكنهم من بناء ذواتهم وعصمتهم من الحاجة والعوز ، وهذا الصدود والانكفاء الذي يمارسه بعض البنوك ضد الشباب السعودي بعدم دعمهم وتحقيق أحلامهم، سيساهم بشكل مباشر في اختيار الشباب طرقا أخرى قد تودي بهم إلى التهلكة من خلال البحث عن اهتمامات أخرى قد تؤدى بهم الى طريق مسدود في عالم الأعمال. أعود فأقول : على البنوك تقع مسؤولية وطنية كبيرة، إذ لابد لها من فتح الباب واسعا أمام الشباب السعودي، من خلال دعمها المادي لهم ذلك لأنهم ثروات هذا الوطن الوسيع حتى تكون قد ساهمت مع القيادة الرشيدة في تحقيق تطلعاتها وفي نفس الوقت تكون ساهمت في تنشئة مجتمع شبابي اقتصادي سعودي يكون نموذجا حيا لغيره، وبالتالي محاربة البطالة والحد من ظاهرة الضياع التي يعيشها شباب بعض البلاد الأخرى، حتى يلعبوا بدورهم دورا مهما ومسؤولا في مسألة توفير وإيجاد العديد من الفرص الوظيفية لشباب الوطن في كل القطاعات الحيوية.