قدمت جمعية الثقافة والفنون بالدمام بمهرجان عيد ارامكو الثقافي بالظهران عرضا لمسرحية «مريم وتعود الحكاية»،وهي المسرحية المقدمة في دراما تراثية، تتناول المرحلة التاريخية التي انكسرت فيها تجارة اللؤلؤ في قالب فني حديث ومبتكر، المسرحية فازت مؤخرا، بست جوائز رئيسة في مهرجان الفرق المسرحية الأهلية السعودية الأول بالرياض، منها: جائزة أفضل ممثل لحسين اليوسف، جائزة أفضل مخرج لعقيل خميس، جائزة أفضل عرض مسرحي متكامل. وهي من تأليف ياسر الحسن وإخراج عقيل الخميس. محور المسرحية مستوحى من التراث الخليجي الذي مازال محفورا في ذاكرة الأجيال وخاصة سنة الطبعة التي وقعت عام 1925م. تميز العمل بتكامله من الجوانب الاخراجية، و أثبت المخرج من خلاله استفادته من كل زوايا الخشبة والدمج الواضح للموسيقى العربية التراثية مع الموسيقى الغربية مما حقق قوة إضافية للعرض المسرحي وكذلك رومانسية الحوار بين أبطال المسرحية، وقد برزت السنيوغرافيا مع حركة الممثلين الجماعية في أكثر من صورة عبر القماش الأبيض الذي قدم صورا ضوئية متعددة وملفتة ، والذي رمز لكثير من الأمور من المؤامرات وخاصة لمن يمتلك الثروة، والحب وتلك العلاقة ما بين مريم وناصر وقصة اللؤلؤ، .. مشاهد متعددة تختلف عن بعضها البعض دون الوقوع في التكرار وهذا يعود أيضا لكاتب النص. تميز العمل بتكامله من الجوانب الاخراجية، و أثبت المخرج من خلاله استفادته من كل زوايا الخشبة والدمج الواضح للموسيقى العربية التراثية مع الموسيقى الغربية شخصية» مريم الأم» و»مريم الطفلة» أحد محاور المسرحية الرئيسية وقفت شامخة بالقيم والمبادئ وهي تحاول ان تدفع وجه المتغيرات في العادات والتقاليد والجشع الذي يسيطر على عقول البشر. استطاع مؤلف العمل ياسر الحسن من خلال النص أن يسيطر على المشاهد عبر استدعاء الماضي ويحرك دواخل الجمهور بالاحداث التي تناولها، وهو يوضح الحالة الاقتصادية والموت الذي يمر على كل البيوت والبحر وكيف كان بالنسبة للمجتمعات وقد ساعد على ذلك المخرج في اختياره الديكور والتحكم في حركة الممثلين الجسدية وإتقانهم مخارج الحروف .. الممثلون كانوا في أوج حالاتهم الإبداعية فهم قد اعتادوا أن يقدموا ما لديهم أمام جمهور تجاوز الأربعة آلاف خلال الأربعة عروض ، بالإضافة الى أن الطفلة «رحمة» أبهرت الجمهور بأدائها القوي وقدرتها في رفع سقف الأداء والحركة، وهي تعبر عن الحوار الأساسي للعرض «ماء الحياة» وقد أجادت في إيصال هذا المفهوم للبناء الدرامي الذي عمل عليه المؤلف والمخرج. كان الانسجام الواضح والتفاهم الكبير والتجانس بين الممثلين و كذلك علو الأداء والتعبير سواء الصوتي او الحركي وخاصة للوحات التي عبرت «بالقماش». وقد أكد مخرج العمل عقيل الخميس والمؤلف ياسر الحسين على شكرهما لشركة ارامكو على إتاحتها الفرصة لتقديم العرض وتعريف الجمهور الذي تعود على مشاهدة عروض في أيام العيد فكاهية ومضحكة على ان هناك أنواعا أخرى للمسرح مثل المسرح التراجيدي والدراما الجادة والمسرح الكوميدي والدراما السوداء والمسرح التجريبي ومسرح العرائس، كانت بالتأكيد هي فرص للجمهور ليتعرف على نوع آخر من المسرح. وأضافا: بكل تأكيد نحن في عرض نحاول ان نقدم الأفضل والأقوى وخاصة اذا توفرت الإمكانيات مثل المكان والإضاءة بالإضافة الى حضور جمهور كبير يتمنى مشاهدة الجديد والمختلف.