لا وقت لا للراحة ولا للاستجمام ولا الهدوء ولا حتى للهدنة في نادي النصر ..!! حراك يفرز من المستطيل الأخضر تارة .. ومن المشاكل مع الأندية الأخرى في محطة جديدة .. والتعاقدات وصخبها ونتائجها من جهة ثالثة .. واختلاف الشرفيين محطة تخفت وتبرز بين الحين والآخر .. والاستقالات موضة جديدة .. وعجائب وغرائب من كل حدب وصوب تشتعل في هذا النصر .. صيف شتاء .. في موسم كروي أو عداه .. في منافسات محلية أو خارجية .. !! اليوم وأمس وغدا .. يمارسون هواية الصراخ في الفضائيات .. وعبر الصحف .. يختلفون لحد الخروج عن النص فيما بينهم .. لكنهم في نهاية المطاف .. يرمون فشلهم واختلافاتهم على الإعلام المضاد .. أو الأسطوانة المشروخة تضخيم الفعل وردة الفعل من الآخر .. رغم ان التناحر بينهم هي وكالة خاصة بهم .. وليست مستوردة من الآخر .. !! نعم .. في الوقت الذي تخطط فيه إدارات الأندية الأخرى لدراسة ملفات الأجانب والمحليين وحتى المدربين للتعاقد معهم في الموسم الجديد .. نجد في النصر حرب داحس والغبراء .. بمناسبة وبدون مناسبة .. ولكن هذه المرة أستطيع أن أسميها حرب النجوم مع الإدارة .. وطبعا الشرفيون يتفرجون بكل سلبيات ومعضلات النادي القائمة .. حتى وصل الأمر لفصل الجلد عن اللحم .. !! كل شيء في النصر يكبر وينتفخ .. كل حبة تتحول لقبة .. وكل بقعة مياه في أرضه تتحول لأنهار وأبحار تمتد لحدود جبال الهملايا ..!! محبوه يتمنون هذا الصيت لأصفرهم .. صيت ألقاب وبطولات .. وخصومه يتمنونه مدا لا ينقطع لأنه يشغل النصراويين عن الوصول لبوابة الانتصارات .. فهم غارقون في الفوضى من الرأس حتى أكحل القدمين ..!! عشرات السنين تمضي .. وهذا الأصفر لم يعرف طعم الراحة في مسيرته .. الأوجاع تتناوب عليه .. ولم تفلح معه كل التشخيصات التي أجريت على جسده المنهك .. تزداد صرخة الداء .. وتتوسع رقعتها .. ولا دواء حقيقي لها ..!! وبصراحة لا يستطيع أي دواء في العالم .. أن يسكن آلام الجسد النصراوي .. فأمراضه متتالية .. ليس بينها فاصل زمني .. وليس بمقدورها أن تأخذ حتى تنهيدة لواجع جرح غائر هنا .. واستقبال آهة جديدة هناك ..!! تتبعوا منذ نهاية الموسم الحالي .. كم أزمة مرت بالنصر ؟! قارنوا بين صخب الأصفر .. وأولئك الذين طاروا بالألقاب والبطولات ؟! بل حتى قارنوا بين النصر والاتحاد .. فرغم أن الأخير يبحث عن إدارة جديدة .. إلا إنه أخف وطأة من عيارات النصر اليومية في التلاعب بأعصاب جماهيره ومحبيه ..!!! حكم على جمهور النصر المغلوب على أمره .. أن يقف على أحر من الجمر في موسم المنافسات .. أو صيف الانتقالات .. فكلا الطريقين له يؤديان إلي الاشتعال ..!! أبا خالد .. لقد تراشق قومك فيما بينهم .. عبر الفضاء وعبر الأرض .. وبصواريخ عابرة القارات .. هذه الثقافة لم تكن موجودة في حضرتك .. فما بال القوم لا يتعلمون ..!! أبا خالد " رحمك الله " مذ غادرت دنيانا ومحبرتي تئن .. فبرحيلك غادر الورد كلماتي وأحرفي .. وأصابعي أصبحت مشرعة للألم .. وكفي تساءل وهو يجر عربة الكلمة .. ما لهؤلاء القوم لا يتقنون فن ألاعيبك اللغوية .. وثقافتك في رمي الحجر في المياه الراكدة .. بلغة الشعر تارة .. ولغة النثر تارة أخرى.. ولغة المداعبة التي لا يجيدها إلا الكبار؟ كانت كلماتك برقا يهطل مطرا غزيرا في بلاط صاحبة الجلالة .. وكان لسحر حديثك في محطتي الفرح والحزن عشاق كثر .. كم كنت عذبا .. فالماء المالح لا يخرج من فمك إلا قليلا .. ومع ذلك يحسبه الظمآن " الخصم " أكثر عذوبة. الآن .. أقف بين يدي الصوت الذي أدمنت .. أحلم به مرة أخرى .. تتراقص أمامي بحته .. وجمال لثغة حروفه .. فقد كانت الحروف تهرع إلي لسانه .. فتتشكل جملا يحفظها الكبير قبل الصغير .. ويتغنى بها الخصوم قبل المحبين ..!! أين هو ذلك الصوت الذي غاب .. وغابت معه ثقافة الاختلاف والخلاف .. وغاب معه العراك الكروي الإعلامي الرصين. أبا خالد .. لقد تراشق قومك فيما بينهم .. عبر الفضاء وعبر الأرض .. وبصواريخ عابرة القارات .. هذه الثقافة لم تكن موجودة في حضرتك .. فما بال القوم لا يتعلمون ..!!