** الخروج عن النص في زمننا الحالي شائع جدا .. فالجميع حبذ السباحة في هذا البحر المالح .. دونما حكمة أو فن أو كاريزما تشفع له بهذا الخروج في المشهد الرياضي .. !! ** الرئيس والعضو واللاعب والإعلامي والمذيع وعضو الشرف .. كل الممثلين على خشبة المسرح الرياضي .. انتهجوا هذا الدرب في سباق محموم ومقزز ..!! ** لكنهم فشلوا بدرجة امتياز .. عندما نقارنهم بذلك الرجل الذي غادر دنيانا لتجف الأقلام بعده في صياغة كلمات خارج النص مقبولة من الجميع .. فبرحيله غادر الورد كلماتنا وأحرفنا .. وأصبحت أصابعي مشرعة للألم .. وكفي تتساءل وهو يجر عربة الكلمة .. ما لهؤلاء القوم لا يتقنون فن ألاعيبه اللغوية .. وثقافته في رمي الحجر في المياه الراكدة .. بلغة الشعر تارة .. ولغة النثر تارة أخرى.. ولغة المداعبة التي لا يجيدها إلا الكبار .. ؟! ** كانت لكلماته برق تهطل مطرا غزيرا في بلاط صاحبة الجلالة .. وكان لسحر حديثه في محطتي الفرح والحزن عشاق كثر .. كم كان عذبا .. فالماء المالح لا يخرج من فمه إلا قليلا .. ومع ذلك يحسبه الظمآن "الخصم" أكثر عذوبة . أبا خالد .. سامحنا لم نتقن فنك في الخلاف والاختلاف .. كنت تمد يدك لخصومك قبل محبيك لكل عثرة تصيبهم .. إيمانا منك بمقولة "الاختلاف لا يفسد للود قضية." ** الآن .. أقف بين يدى الصوت الذي أدمنت .. أحلم به مرة أخرى .. تتراقص أمامي بحَّته .. وجمال لثغة حروفه .. فقد كانت الحروف تهرع إلى لسانه .. فتتشكل جملا يحفظها الكبير قبل الصغير .. ويتغنى بها الخصوم قبل المحبين ..!! ** لقد عايشت ذلك الصوت المملوء بالحيوية عند الخسارة كما هو الحال عند الفوز .. لا يظهر متغطرسا في الفرح .. ولا يهرب عند الهزيمة .. بل إن المفردة التي يقولها عند الخسارة أجمل بكثير من تلك التي يزج بها عند الفوز . .!! ** ذهبت أبا خالد .. فلم يعد بمقدور الساحة أن تؤسس للغة جديدة في مدها وجزرها لعراك كروي صحفي لا يخرج عن النص إلا ما ندر .. !! ** حتى لذعاتك .. كانت نايا .. حرفا يمازح حرفا .. وقمرا ينام على خد يؤنس السامرين .. وشمسا دافئة في شتاء بارد. ** أبا خالد .. لا أعرف لماذا تذكرتك عندما خرجت علينا لغة (الشوارع) .. فقد عاد صوتك إلى مسامعي هكذا فجأة وبدون مقدمات وأنت تشدو في أحلك الظروف «قد يكبو الهمام خطوة للخلف وعشر للأمام» . ** أتبدد في قاعة الصمت .. وأنت تجول في صالون المفردة المنتقاة من أمهات كتب الأدب لتدخلها خلسة في قاموس العراك الكروي .. كنت وغيري نصمت .. وأحيانا نحفظ عن ظهر قلب بدون ورقة وقلم .. وبدون أداة تسجيل ما تتمتم به من كلمات في أفراحك وأحزانك .. في هجومك ودفاعك .. في مداعباتك .. في سرعة البديهة لديك .. لقد غبت عنا وغابت تلك المدرسة التي نهل منها الخصوم قبل المحبين ..!! ** أبا خالد .. سامحنا لم نتقن فنك في الخلاف والاختلاف .. كنت تمد يدك لخصومك قبل محبيك لكل عثرة تصيبهم .. إيمانا منك بمقولة "الاختلاف لا يفسد للود قضية" .. كنت تؤمن أن الخلاف في الرأي والفوز والخسارة والمد والجزر في الإعلام محطة لها حدودها لا ينبغي أن تنسحب على أشياء أخرى .. وكنا نشعر عندما نكتب لك أو نقرأ تصريحا عنك .. أن التلاقي مع خصومك أمر مستحيل .. فتفاجئنا عندما تلتقيهم .. تلفهم بالمحبة والأحضان والسؤال عن الأحوال .. كتبت تلك الأسطر من قبل .. وأعيد هنا بعضها .. لأننا بالفعل لم نجِد فكرة الخروج عن النص بكاريزما مقبولة لدى الجمهور .. فأنتجنا التعصب الغبي ..!!