تنتابني أيها الفارس لحظات أعتصر فيها شفقة عليك.. ممن هم حولك.. يطعنونك ليل نهار بلغة الجهل تارة.. والوهم تارة أخرى.. والعيش على رصيف الحقد المتعفن الذي أكل من جسدك لسنوات طوال.. كم شوهوا صورتك النقية.. كم عبثوا بتاريخك الوميض.. كم تحدثوا باسمك بثقافة ضحلة مقززة.. كما هو صاحب "العجرة" الذي ملأ الفضاء صراخا وعويلا.. حتى أصبح كمبارس كوميدي يضحك عليه وليس له كل من تابعه.. كم هو مؤلم أن يتصدر هؤلاء مشهدك.. بعد أن كان رمزك الراحل يعلو في سماء المجد ثقافة ونباهة ولغة وعلما وتصريحا ومداعبة..!! عد أيها الفارس لسابق عهدك.. عد لمن أحبك بلا وهم.. ومن عشقك بدون عقدة المؤامرات.. ومن اخلص لك بدون العقدة من الحوار مع الآخر.. فقد كان رمزك الراحل يتحدى بالمناظرات.. متسلحا بالعلم والمعرفة.. شاهرا سيفه بلغة الضاد يصول ويجول.. يتحدث فيقنع ويبهر.. أما الآن فقد أصبح المخلص لك غريبا في مدينتك.. لم لا.. وقد تغيرت الشوارع.. واستبدلت المباني.. ويا ليتها بقيت في ماضيها.. فقد زخرفها المشاكسون الجدد ديكورا باطنه خاوٍ.. وظاهره مطلي بالنحاس الأصفر.. يخدع الناظر فيحسبه ذهبا..!! متى يعود نصر الثقافة.. نصر الجماهير التي تتغنى بإنجازاتها.. همها الأول والأخير نجومها وحصاد نصرها.. حتى من يعتزل من نجومها كخالد التركي يبدع في مجال آخر.. ومن اعتزل وسار في السلك الرياضي مثل الحكم محمد سعد أبدع وتألق.. ولا عزاء لمن يريد أن يلتصق بالنصر عنوة ويشوه صورة الفارس بأحاديث ما أنزل الله بها من سلطان.. متسلحا "بالعجرة" والتهديد.. بأسلوب مضحك ركيك.. تبرأ منه كل عقلاء ومحبي الأصفر..!! نعم.. المطلوب منك أيها الفارس دحر الوهم.. والاستقامة بشموخ بعد الترنح.. والبعد عن التركيز في غيرك... أنت أحوج ما تكون لهذا التركيز.. يخدعونك.. ويشغلونك.. يريدونك أن تسير في محطة التفاصيل الصغيرة جدا.. ليبعدوك عن العناوين الكبيرة..!! عد أيها الفارس لسابق عهدك.. حتى لا تسري العتمة في مدينتك.. بعدما كانت كل الطرقات مضاءة..!! ما بال قومك أيها الفارس.. سعوا لإطفاء سراجك.. كان يضيء في كل مكان.. وكان لإضاءته سحر لا يقاوم.. تساءلت وأنا أجوب تلك العتمة.. هل فقد قومك تلك الهمة؟؟!! في هذا الموسم بصيص الأمل عاد.. فالعناد بدأ يتحول لرماد.. والتباعد بين محبيك تقلص.. وصناع القرار بدؤوا في الانسجام.. والانغماس في الآخر .. بدأ يجد معارضة من أهل الدار..!! نعم.. المطلوب منك أيها الفارس دحر الوهم.. والاستقامة بشموخ بعد الترنح.. والبعد عن التركيز في غيرك... أنت أحوج ما تكون لهذا التركيز.. يخدعونك.. ويشغلونك.. يريدونك أن تسير في محطة التفاصيل الصغيرة جدا.. ليبعدوك عن العناوين الكبيرة..!! افتح كتابك الأخير أيها الفارس.. ففيه بعض من ملامح الماضي الجميل.. فيه باب التحدي.. وفصل المثابرة.. وعناوين الفخر.. خذها من جديد.. وارفعها بيد من حديد.. واطرد من على صدر مجلدك.. باب المبالغة.. وفصل التزييف.. وفهرست المؤامرات.. والعقدة من الآخر.. وافتح نوافذ ماضيك.. البديهة.. وسرعة ردة الفعل.. والمكوث في الصف الأمامي.. وشعورك بالمذلة عندما تقطن شوارع المقاهي.. والثرثرة.. وتغوص في تفاصيل الغير.. وتترك أساسياتك..!! (رسالة لمن يهمه الأمر) تابعت حديثك.. وندمت أنني رددت عليك فيما مضى.. فأنت بجد تستحق الشفقة.. فالثقافة ضحلة.. والكذب يكسوك من رأسك حتى أخمص قدميك.. وكل ما لدي قوله.. حرام اليد التي تستخدم "العجرة" تمسك طبشورا لتكتب على السبورة.. هناك فرق.. وفرق شاسع جدا.. أليس كذلك..!! تويتر @essaaljokm