من حقوقنا المشروعة رياضياً الفخر بفريقنا الكروي مهما تعرض للإخفاقات وتراجع في الترتيب (فالقلب وما يهوى) وجمال الحياة في تعددية الألوان والأذواق والتعبير، وروعة كرة القدم في منافساتها وانتصاراتها وانكساراتها والنهوض لتسلق القمة من جديد مع الابتسامة والتواضع عند الفوز وتقبل الهزيمة بروح رياضية.. فكرة القدم متعة وترفيه وتسامح بعيداً عن التعصب والسخرية اتساقاً مع المقولة الفرنسية (دعه يعمل دعه يمر)، ورغم بداهة ذلك إلا أن هناك من يستكثر علينا ممارسة حقنا في (حبنا للنصر)، ويسخر من فرحتنا بمركز متقدم أو تأهل مستحق لبطولة إقليمية، وكأنه محذور علينا رسمياً أن لا نشجع إلا فريقا واحدا "مدللاً"حتى يتكرموا علينا برضاهم وصمتهم عنا. و حتى وإن خرج فريق النصر العالمي من مسابقات هذا العام خالي الوفاض رغم ما يقدمه من مستويات فنية راقية فلن يقلل هذا من مكانته العالية وشعبيته الكبيرة في قلوب محبيه فكرة القدم تعطي أحياناً لمن لا يستحق وتحرم من يستحقها فيوم لك ويوم عليك.. وعلى سبيل المثال فازت ايطاليا بكأس العالم 2006م وهي ليست أفضل من فرنسا زيدان، وحقق الانتر دوري أبطال أوروبا عام 2010م ولم يكن الأقوى، وكذلك فاز ريال مدريد بكأس أسبانيا الأخيرة رغم جمال ومتعة وقوة برشلونة.. ومحلياً تحقق بعض الفرق البطولات وتحصل على المركز الأول في مسابقاتنا الكروية في حين أنها ليست الأفضل والدليل أنها "تفشلنا" خارجياً في كل عام خاصة في مباريات الحسم التي أصبحت "صعبة" "قوية" و"محزنة" لنا كسعوديين رغم ما يوفر لهذه الفرق من دعم رسمي ومالي كبيرين لا يقارنان بما يقدم للأندية والمنتخبات العالمية.. و هذا الأمر لغز لم يستطع أحد فك طلاسمه، فكيف تفوز بكل شيء محلياً وتفشل ولو لمرة في الوصول للبطولات العالمية وتُخفق في رفع راية بلادك.. إنه شيء غريب!! ولأن الحديث يجر حديثاً ..فالملفت للنظر هذا الموسم هو تزايد التعصب بين الجماهير الرياضية بشكل مبالغ حتى أن بعض هؤلاء المتعصبين لم يفرحوا بالمركز الأول بل أسعدهم كثيراً تراجع النصر إلى المركز الخامس، وهذا الأمر على غرابته يمكن تقبله من جماهير المدرجات التي تحركها العواطف والحماس وتقودها "ثقافة القطيع"، ويمكن التجاوز عنه في "تهويمات" المنتديات والمواقع الشخصية الإلكترونية لكن أن تصدر مثل هذه الممارسات تلميحاً تارة وتصريحاً تارة أخرى من كتاب معروفين يفترض فيهم حمل أمانة الكلمة ونبل القلم فهذا لا يمكن تقبله.. فهؤلاء المفلسين الذين ابتلينا بهم في الصفحات الرياضية تمادوا بلا خجل يحتفلون بفرح طفولي بكبوات النصر و"التريقة" السامجة، وإطلاق ألقاب السخرية ومفردات التعصب وكأن "مصالحهم غير الرياضية التي نعرفها جيداً" لا تتحقق إلا بالشماتة من هذا الفريق الكبير مع العلم أن بعض الأندية كالهلال ذاق مرارة الأربعة بقيادة كابتنه صالح النعيمة أمام فوركاوا الياباني في الرياض، واستطعم كذلك الخمسة بقيادة مهاجمه سامي الجابر أمام الأهلي السعودي وأمام الشارقة الإماراتي في الرياض! وكذلك تشبع مرمى نادي الشباب ونادي اتحاد جدة بالاربعات والخمسات بحضور نجومهما الكبار.. لذا فلا داعي لتقليب المواجع فهذه حال كرة القدم ولنترك السخرية جانباً فالحال من بعضه كما يقال.. والمشكلة تظل في وجود بعض الإعلام الرياضي الذي لا يرى إلا بعين واحدة، ويضخم الأمور لمصلحة فريقه حتى وإن كان الثمن تردي نتائج منتخباتنا الوطنية. لذا فإن "قدر الله عليك" وصرت نصراوياً فلا تحزن ولا تعير بالاً لإعلام القاصرين عن التمام.. فخسارة الفرق الكبيرة ليست نهاية المطاف بل هي إعداد لمستقبل أفضل، ففريق النصر العالمي صاحب الصيت والبطولات.. شمسه الساطعة في طريقها نحو الشروق والتمدد في الآفاق من جديد كأحد أركان الكرة السعودية بقيادة جيل واع جديد من الإداريين واللاعبين الذين لا يعرفون اليأس والإحباط ..يحتاجون فقط قليلاً من التجربة والنضج ليعود الفريق من جديد رقماً صعباً في المسابقات المحلية وداعماً سخياً لمنتخب الوطن في تصدره قمة المحافل الدولية وهذا هو الأهم والمهم.