قدم نحو 40 فنانا تشكيليا مساء أول من أمس في رواق المعرض التشكيلي الجماعي في مهرجان "صيف" الثقافة، الذي ينظمه فرع جمعية الثقافة والفنون بالأحساء بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار في مقر قصر إبراهيم الأثري، في حي الكوت وسط مدينة الهفوف التاريخية، لوحات تشكيلية متنوعة لمشاهدات يعيشونها في حياتهم، رصدوا فيها الإنسان والبيئة والحياة وبعض الهموم الاجتماعية والسلام والاستقرار. وقال مدير فرع الجمعية في الأحساء علي الغوينم إن الإنسان عرف الألوان والرسم منذ عصور قديمة، فكان يرسم على جدران الكهوف معبرا عما يراه حوله عن حياته اليومية وعن معتقداته، وكان الرسم من أهم الوسائل التي فسرت حياة الأمم القديمة، فمن الطبيعة استمدوا ألوانهم وطقوسهم الكتابية، حتى إن الحروف في الحضارة الفرعونية القديمة استلهمت من الرسم فكان كل شكل من الأشكال يمثل حرفا، وإن الفن التشكيلي ينمي الذوق والإحساس بالجمال والمنظر الجميل، ويبعث على البهجة والسرور في النفوس الإنسانية، والألوان لها مدلولاتها في شتى جوانب الحياة المختلفة، في الحب والكره، وفي الفرح والحزن، وفي الرضا والغضب، وإن اللوحة التشكيلية تعبر عن الحالة النفسية والوجدانية للفنان، فهو ينثر إبداعاته بألوان تحكي معاناته، مبينا أن هذا المعرض يأتي مجسدا للقيمة الثقافية والجمالية للفن التشكيلي الذي أسهم فنانينا بالتعريف بمجتمعهم في عدد من المناسبات والمحافل المحلية والدولية. إلى ذلك استقطب رواق "المتاحف الشخصية" في المهرجان عددا من الزائرين، الذين حرصوا على التقاط الصور التذكارية بجانب تلك المقتنيات، التي يقدر عمر بعضها أكثر من 300 عام، والتحدث مع أصحاب تلك المتاحف وهم: عبدالرزاق العرب، سليمان الماجد، وضيف الضيف، ووليد الناجم. واشتملت تلك المتاحف على مجموعة من المقتنيات الأثرية القديمة، وجناح لمكونات البيت الأحسائي القديم، وأجنحة تحاكي الحياة القديمة في الأحساء، كمبسط المواد الغذائية القديمة والمشروبات الغازية والعصائر، وكذلك ركن لأدوات الطبخ المختلفة، والهدف من مشاركة هذه المتاحف هو نشر المعرفة والتعريف بالتراث عبر مختلف العصور التاريخية، وإبراز الموروث الشعبي والتراثي للمملكة بوجه عام والأحساء بشكل خاص.