يعجبني في الصحافة الغربية و بالخصوص الصحافة البريطانية أنها مسئولة أي أن الكاتب يتحمل مسئولية ما يكتب وتتحمل الصحيفة وزر السماح له بالكتابة إذا أساء للغير بلا دليل فسمعة الناس أو المنظمات ليست لمن هب ودب يكتب كيفما يشاء فالقضاء بالمرصاد وكثير من القضايا تحل خارج المحكمة بملايين الجنيهات خوفاً من عقوبات أشد، لذا فالكاتب يحسب حساب مايكتب فلا يمكنه القول: إن الخدمات الصحية فيها كذا وكذا وتزعزع ثقة الناس بمستشفياتنا من غير أن يملك الدليل القاطع على ما يقول!! . بعيداً عن الكلام في الخدمات الصحية - التي بجعبتي الكثير عنها - فكاتبكم متابع جيد لما يكتب في الصحافة البريطانية وهو غرام قديم منذ أن كنت أقيم في بريطانيا وكنت أقرأ صحفهم يوميا أيام الأسبوع أما في أيام الأحد فهو يوم الحصاد الأسبوعي حيث تتفنن الصحف البريطانية في عددها الأسبوعي لجذب القراء وعليك أن تختار صحيفة واحدة فقط فالعدد الأسبوعي يتجاوز المائة صفحة وكل مواضيعها دسمة ويجتهد مراسلوها في خلق الأخبار ونشر ما هو مخبأ خلف الأبواب المغلقة سواء كان دواء في طور الاختراع أو اتفاقا سيبرم بين عمالقة الصناعة وغيرها من الأخبار المثيرة لكن كل شيء لديهم بميزان لذا سأحدثكم عن مقالين نشر الأول في صحيفة الميل اون صنداي في 5/6/2011 والثاني نشر في صحيفة الصنداي تلغراف في 19/6/ 2011، الأول يتعلق بالخطوط الجوية البريطانية والمقال الثاني يتعلق بخطوط فيرجين اتلانتيك البريطانية التي يملكها الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون لكن قبل ذلك دعونا نتطرق إلى النقاش الذي يدور هذه الأيام في ناقلنا الوطني الخطوط الجوية السعودية وأحيي الأقلام التي تنقد لتبني لا لتهدم أحد صروحنا الوطنية فالإصلاح مبتغانا ويجب ألا نسكت عن الخطأ لكن أن نرمي التهم جزافاً وبلا دليل فهذا ما لا نقبله ونطالب إما بإثبات ما ينشر و يضر بمصالحنا الوطنية أو معاقبة من تسبب في الضرر. الكلام عن الشأن الداخلي مثل الكلام في الخدمات الصحية على سبيل المثال أخف ضرراً من أن نتكلم بسوء عن ناقلنا الوطني فالخدمات الصحية هي للمواطنين والمقيمين داخل المملكة أما خطوطنا الجوية السعودية فزبائنها من مختلف دول العالم وما ينشر في صحافتنا يترجم إلى لغات عدة ويستغله المنافسون ويوثر على ربحية مؤسسة سعودية وهذا ما لا نرضاه. شخصيا لا ناقة لي ولا جمل في الخطوط الجوية السعودية فضلا عن أنها ليست بحاجة لمن يدافع عنها فلديها من يدافع عنها لكن أليس من واجبنا أن ننافح بأقلامنا عمن يحمل علم بلادنا عالياً ؟؟ ألا يهمنا أن نرى منشآتنا الوطنية من الشركات الأُولى في خدمة النقل الجوي في العالم ؟؟ ألا يهمنا أن نراها رابحة ؟؟ إذن لماذا نسيء إليها بدون دليل!!! يجب ألا ننسى أنه عندما كانت شبكة طرقنا البرية في طور الإنشاء وكانت مستشفياتنا ممتلئة بضحايا حوادث الطرق بسبب سوء الطرق البرية، كانت الخطوط الجوية السعودية تقوم بواجبها على أكمل وجه ويكفينا فخراً أننا نحس بالراحة النفسية على طائرات الخطوط السعودية فنفتتح سفرنا بدعاء السفر ولا نرى من يعصي الله بشربه المسكرات ونحن في الجو نطلب السلامة في سفرنا ونعرف أين القبلة ونؤدي صلاتنا ونحن مطمئنون بل بعض طائراتنا فيها مصليات. نعود لمقال الميل امن صنداي فهل يعلم القارئ الكريم أن المدير التنفيذي للخطوط الجوية البريطانية كييث وليامز عالم في التاريخ ومتخصص في الآثار لكنه مولع بحل المشاكل فعندما استلم منصبه كانت الخطوط البريطانية تخسر 150 مليون جنيه استرليني بسبب الإضرابات فكتب رسالة شخصية لأفراد الأطقم الجوية ال 13500 يخبرهم بأنهم هم الذين يلعبون الدور الأهم للحفاظ على سمعة ناقلهم الوطني وانه يضع الخلافات السابقة وراء ظهره بل ويعرض عليهم علاوة. هذا المدير الذي ترك تحضير الدكتوراة في التاريخ وتدرب على المحاسبة في شركة آرثر اندرسون يقول: « أتغلب على المشاكل بجمع كل المعلومات ثم أجمع أعظم الأكاديميين في هذا المجال مع البسطاء للوصول للحل «. أما مقال الصنداي تلقراف الذي تحدث عن ستيف ريدقواي المدير التنفيذي لطيران فيرجين اتلانتيك الذي قام بشراء أول سيارة له وهو في الحادية عشرة من عمره بثمانية جنيهات استرلينية فيقول: «إن الشركة تحب الحفلات وفي الواقع فإن ثقافة الشركة مبنية على فلسفتها بأن تجعل السفر متعة وفرحا ليستمتع بها مسافروها»....وأترككم لتكملوا المقال الممتع بأنفسكم لضيق المساحة. [email protected]