دخل، الخميس، مئات السوريين الذين نزحوا منذ أيام باتجاه الحدود الشمالية، الى تركيا فراراً من تقدم الجيش السوري الذي بات على مسافة 500 متر فقط من مخيماتهم التي أعدتها لهم السلطات التركية. نازحون سوريون يعبرون الخميس إلى الأراضي التركية بالقرب من قرية غوفيتشي (أ ف ب) وقال شهود سوريون ومراسلون في الحدود التركية: إن الجيش السوري حشد قواته ليلاً فأصبحت مواجهة بشكل مباشر لأعين الدرك التركي صباح الخميس. وعبر مئات النازحين حاجز الاسلاك الشائكة الذي يرسم الحدود، وصاروا على الطريق الذي تستخدمه دوريات الدرك التركي على بُعد بضعة كيلومترات عن شمال بلدة غوفيتشي التركية، وقد أحاطت بهم عربات الدرك التركي وحافلات صغيرة استدعيت على الأرجح لتنظيم نقلهم الى خمس مخيمات للاجئين السوريين أقامها الهلال الأحمر التركي في محافظة هاتاي (جنوب تركيا) التي تستقبل بالفعل 10200 سوري. وتقول جماعات حقوقية: إن قوات الأمن السورية قتلت في إدلب اكثر من 130 مدنياً ،وألقت القبض على 2000 في حملة لسحق المعارضة في المحافظة. وافاد ناشط حقوقي، أن الجيش السوري تدعمه دبابات دخل الخميس قرية خربة الجوز الحدودية، حيث يتجمع آلاف اللاجئين الفارين من القمع. وقال لاجئون من محافظة إدلب الشمالية الغربية بسوريا: إن عربات مدرعة وقوات تقف الآن على مسافة 500 متر فقط من الحدود في منطقة خربة الجوز. ورأى مصوّر من رويترز في قرية غوتشي التركية ثلاثة جنود سوريين بزي عسكري مع مدفع آلي يتمركزون على سطح منزل على قمة تل. وأمكن رؤية عربات سورية مدرعة لنقل الجُند على طريق يمتد عبر قمة التل، وسمِعت أصوات نيران البنادق الآلية رغم أنه لم يتضح الهدف الذي تطلق عليه القوات النيران. وتقول جماعات حقوقية: إن قوات الأمن السورية قتلت في إدلب اكثر من 130 مدنياً ،وألقت القبض على 2000 في حملة لسحق المعارضة في المحافظة. وقال مفوض الأممالمتحدة السامي للاجئين: إنه منذ السابع من يونيو/ حزيران يفِر ما بين 500 إلى 1500 شخص كل يوم عبر حدود سوريا مع تركيا التي تمتد لمسافة 840 كيلومترا. وفي اليوم المئة للانتفاضة ضد حكم الرئيس بشار الأسد، قال سكان: إن قوات سورية انتشرت على طريق رئيسة تصل من مدينة حلب إلى تركيا مع امتداد الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية الى مناطق حدودية، بينما تتزايد انتقادات أنقرة للحملة العسكرية التي تشنها القيادة السورية. وقال طبيب من منطقة حلب لرويترز هاتفيا: "النظام يحاول اجهاض اضطرابات في حلب بقطع الإمدادات من تركيا. أناس كثيرون هنا يستخدمون شبكات الهاتف المحمول التركية للهرب من التجسس السوري على مكالماتهم، ولهم صلات عائلية مع تركيا ،وهناك أيضا طرق تهريبٍ قديمة كثيرة يمكن أن يستخدمها الناس للهرب". وقال نشطاء: إن قوات الأمن قتلت متظاهرا في حلب يوم الجمعة ،وألقت القبض في الأيام الثلاثة الماضية على 218 طالبا بجامعة حلب التي أصبحت مسرحا لاحتجاجات يومية. وتزايدت انتقادات تركيا للرئيس السوري رغم العلاقات الوثيقة التي قامت بين الجانبين منذ نحو عقد ،وبعد أن كانت ساندته في السابق في مسعاه لإقامة سلام مع اسرائيل وتحسين العلاقات مع الولاياتالمتحدة بينما فتح الأسد السوق السوري أمام البضائع التركية. وحذرت تركيا الأسد من تكرار اعمال القتل الجماعي في المدن التي حدثت أثناء حكم والده في عقد الثمانينات (منطقة حماة). وقال مسؤول تركي كبير يوم الاحد :إن الأسد أمامه أقل من اسبوع لبدء تنفيذ إصلاحات سياسية طال الوعد بها قبل أن يبدأ تدخل أجنبي. ودعا ناشطون الى الاضراب العام ، الخميس ، في جميع المدن السورية بمناسبة مرور مئة يوم على اندلاع موجة الاحتجاجات. كما دعوا عبر الإنترنت الى التظاهر مجددا اليوم الجمعة تحت عنوان يوم "سقوط الشرعية" عن الرئيس السوري.