دخل امس مئات السوريون الذين توجهوا منذ ايام الى الحدود السورية، تركيا فرارا من تقدم الجيش السوري الذي بات على مسافة مئات الامتار فقط من مخيماتهم، حيث قال سكان ان القوات السورية انتشرت على طريق رئيسية تصل من مدينة حلب الى تركيا مع امتداد الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية الى مناطق حدودية بينما تتزايد انتقادات أنقرة للحملة العسكرية التي يشنها الرئيس بشار الاسد. وعبر مئات النازحين السوريين حاجز الاسلاك الشائكة الذي يرسم الحدود وساروا على الطريق الذي تستخدمه دوريات الدرك التركي على بعد كلم شمال بلدة غوفيتشي التركية الحدودية.كما شوهدت مجموعة من مئات الاشخاص على الطريق نفسها تسير باتجاه سيارات الدرك. وفي اليوم المئة للاحتجاجت ضد حكم الاسد ، قال سكان ان جنودا من الجيش والشرطة السرية تساندهم مركبات مدرعة اقاموا حواجز امس الاول على الطريق بين حلب وحدود تركيا، وهو مسار رئيسي لمرور شاحنات الحاويات من اوروبا الى الشرق الاوسط، والقت القبض على عشرات الاشخاص في منطقة حريتان شمالي حلب ثاني اكبر مدينة في سوريا.واضافوا ان ناقلات جند مدرعة وصلت الى منطقة دير الجمال على بعد 25 كيلومترا من الحدود التركية. وقال احد السكان -وهو طبيب- بالهاتف «النظام يحاول اجهاض اضطرابات في حلب بقطع الامدادات من تركيا. اناس كثيرون هنا يستخدمون شبكات الهاتف المحمول التركية للهرب من التجسس السوري على مكالماتهم ولهم صلات عائلية مع تركيا وهناك ايضا طرق تهريب قديمة كثيرة يمكن ان يستخدمها الناس للهرب». وتشهد المناطق الشمالية على الحدود مع تركيا احتجاجات متزايدة للمطالبة بالحريات السياسية ونهاية لحكم اسرة الاسد المستمر منذ 41 عاما في أعقاب هجمات شنها الجيش على بلدات وقرى في منطقة جسر الشغور بمحافظة أدلب الى الغرب من حلب والتي تسببت في فرار أكثر من 10 آلاف نازح الي تركيا. وقال نشطاء ان قوات الامن قتلت متظاهرا في حلب يوم الجمعة والقت القبض في الايام الثلاثة الماضية على 218 طالبا بجامعة حلب التي اصبحت مسرحا لاحتجاجات يومية الان. وفي أدلب تقول جماعات حقوقية ان قوات الامن السورية قتلت اكثر من 130 مدنيا والقت القبض على 2000 في حملة لسحق المعارضة في المحافظة. وقال مفوض الاممالمتحدة السامي للاجئين انه منذ السابع من يونيو حزيران يفر حوالي 500 إلي 1500 شخص كل يوم عبر حدود سوريا مع تركيا التي تمتد لمسافة 840 كيلومترا. وتزايدت انتقادات تركيا للرئيس السوري بعد ان كانت ساندته في السابق في مسعاه لاقامة سلام مع اسرائيل وتحسين العلاقات مع الولاياتالمتحدة بينما فتح الاسد السوق السوري امام البضائع التركية. وحذرت تركيا الاسد من تكرار اعمال القتل الجماعي في المدن التي حدثت اثناء حكم والده في عقد الثمانينات، وقال مسؤول تركي كبير الاحد الماضي ان الاسد امامه أقل من اسبوع لبدء تنفيذ اصلاحات سياسية طال الوعد بها قبل ان يبدأ تدخل اجنبي. الى ذلك، قال رنبال الاسد ابن عم الرئيس السوري بشار الاسد والمعارض له ان سوريا يمكن ان تنزلق الى حرب أهلية و صراعا اقليميا يمكن أن يشتعل ما لم يحدث تقارب بين الرئيس والاحتجاجات الشعبية ضد حكمه. وقال رنبال الذي يقيم في لندن ان متطرفين دينيين يخطفون الانتفاضة التي تفجرت منذ ثلاثة أشهر وان «دائرة داخلية فاسدة تدفع الرئيس نحو مقاومة تقديم تنازلات لحركة الاحتجاج».وقال في مقابلة مع «رويترز» في لندن: «علينا ان نختار. إما ان يكون هناك تغيير سلمي والا فقد نجد أنفسنا في حرب اقليمية. حرب أهلية وحرب اقليمية ... يمكن ان تندلع بسهولة». ورنبال ابن رفعت الاسد عم بشار والقائد العسكري السابق الذي تنسب اليه المسؤولية على نطاق واسع عن سحق انتفاضة عام 1982 ضد الرئيس الراحل حافظ الاسد والد بشار. وقتل في تلك العملية آلاف الاشخاص.