طول عمري أكره الإيغال في الرمزية لدى بعض الزملاء الأفاضل خاصة عند تناول قضايا الشأن العام بطريقة لا يفهمها إلا نخبة منتقاة من القراء . في مفهومي المتواضع أن الصحف اليومية موجهة لشرائح متنوعة من القراء ويجب أن تكون لغتها مفهومة وواضحة ويسهل فهمها على الأغلبية البسيطة التي تبحث عن معنى فيما نكتبه . كنت أتصفح قبل أيام أعدادا قديمة من مجلة الرسالة التي أصدرها أحمد حسن الزيات في النصف الأول من القرن الماضي وبهرني هذا الوضوح في التناول حتى في القضايا الأدبية ، كان الكتاب يتسابقون على الوضوح في الطرح واستخدام المفردات التي لا تحتمل التأويل . وفي المقابل أقرأ لبعض الزملاء مقالات يعجز فهمي عن استيعابها ولا معرفة المقصود منها بل أجد نفسي أدخل في معركة مع مفردات أجزم أن الكثير من القراء لم يسمعوا بها أو أدخل في متاهة أسلوب يضعني في (حيص بيص) . فلا يجوز الخلط بين أسلوب الكتابة في الكتاب وأسلوب الكتابة في الصحيفة السيارة لأن الكتاب موجه لفئة معينة تهتم به وتستوعبه - مع تحفظي على تغليفه بالرمزية المغلقة التي تستعصي على فهم القاريء العادي - أما الصحيفة فهي للجميع بدءا بمن يدرس في محو الأمية وانتهاء بمن يحمل شهادة الدكتوراة . التبسيط - الذي لا يخل باللغة ولا المعنى - مطلب أساسي لقاريء الصحيفة خاصة عندما يتوقع القاريء أن يكون الكاتب مرآة صادقة لقضاياه وهمومه . بالتالي فالرمزية في الكتابة الصحفية تصبح أمراً غير مقبول حتى لو كان الهدف منها اسقاطات معينة لا يرغب الكاتب في أن يُلزم نفسه فيها برأي أو حتى لو كان السبب فقط الهروب من غرامة الخمسمائة ألف . همسة : يارب لامني ذكرتك وصليت *** وذكرت عفوك وانت لا ضقت عوني ضحكت ضحكة طفل لاهي وسجيت *** ما همني لو الجميع اخذلوني /تويتر h_aljasser [email protected]