أقال الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، الذي تشهد بلاده احتجاجات اجتماعية هي الأعنف منذ توليه رئاسة البلاد سنة 1987 وزير داخليته رفيق بلحاج قاسم امس على خلفية اتهامات حقوقيين ونقابيين لقناصة من الشرطة التونسية بتعمّد قتل محتجين ومتظاهرين مسالمين في مدن «تالة»و»القصرين» (شمال غرب تونس) و»الرقاب» (وسط غرب). وذكرت وكالة الانباء التونسية الاربعاء أن بن علي «قرر تعيين السيد أحمد فريعة وزيرا للداخلية والتنمية المحلية وإطلاق سراح كل الأشخاص الذين تم إيقافهم خلال الاحداث التي شهدتها بعض مناطق البلاد باستثناء من أثبتت التحقيقات العدلية تورطهم في أعمال عنف شديد وتخريب مقصود وحرق للمتلكات». وأضافت أن بن علي قرّر «تكوين لجنة تحقيق في التجاوزات التي يمكن أن تكون قد حصلت خلال هذه الأحداث وتكوين لجنة تحقيق ثانية تنظر في موضوع الرشوة والفساد وأخطاء بعض المسؤولين». وقالت الوكالة التونسية إن الرئيس التونسي «توجه بدعوة إلى مجلسي النواب والمستشارين لعقد جلسة استثنائية لكل منهما اليوم الخميس في حوار مفتوح حول هذه القرارات والاجراءات والخطط العملية المعلن عنها للشروع فورا في تطبيق المبادرات الرئاسية الاستثنائية التي أذن بها بن علي يوم الاثنين الماضي والخاصة بالتشغيل وتوفير مواطن الرزق ودفع التنمية والاستثمار بالجهات الداخلية لدعم التوازن بين كافة مناطق الجمهورية››. وأضافت أن بن علي «دعا المجلسين إلى تأكيد تمسك الجميع بالحوار وحرية التعبير السلمي وتشريك جميع الاطراف الوطنية في قضايا البلاد ورفض العنف». إلقاء عبوات حارقة على السفارة التونسية في برن وانتشرت وحدات من الجيش الاربعاء في تونس العاصمة حيث تصاعد التوتر غداة اندلاع مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين خلال الليل قبل الماضي في الضاحية الغربية الشعبية، كما أفاد مراسل وكالة فرانس برس. مصفحة تابعة للحرس الوطني تجوب أحد شوارع حي التضامن بالقرب من العاصمة تونس وظهرت تعزيزات عسكرية من جنود بالسلاح وشاحنات وسيارات جيب ومصفحات في العاصمة التونسية للمرة الاولى منذ اندلاع المواجهات التي تشهدها تونس منذ اربعة اسابيع. وتمركزت هذه التعزيزات عند مفارق الطرق في وسط العاصمة وعند مدخل حي التضامن حيث كانت الاضرار التي خلفتها اعمال العنف خلال ليل الاربعاء ظاهرة. وتمركزت مصفحة وجنود مسلحون عند مدخل هذه الضاحية الكبيرة حيث لم يرفع بعد حطام السيارات وحافلة ركاب محترقة بالقرب من مقر المعتمدية الذي تعرض لهجوم امس الاول. وغطى حطام الزجاج وإطارات السيارات المحترقة طريق بيزرت التي تمر في الاحياء الشعبية التضامن والانطلاقة والمنيهلة في غرب العاصمة. وفضلا عن تعزيزات الشرطة الكبيرة ووحدات التدخل الخاصة هناك آليتان للجيش وجنود بالسلاح يتولون حراسة الساحة التي تربط بين جادتي فرنسا والحبيب بورقيبة قبالة السفارة الفرنسية وكاتدرائية تونس الكبيرة. وزير الاتصالات التونسي يعرض صورا للأضرار التى لحقت بمبان حكومية خلال الاحتجاجات( أ.ف.ب) وقد شهدت هذه الساحة امس تظاهرات قمعتها الشرطة. كذلك شوهدت تعزيزات عسكرية حول مقر الاذاعة والتلفزيون في حي لافاييت. اما حركة السير فكانت شبه طبيعية، ولوحظ ازدحامات نادرة بالضاحية بسبب الامطار. وكانت محطات الاذاعة الوطنية والخاصة تبث برامجها كالمعتاد. من ناحية اخرى تعرضت السفارة التونسية في العاصمة السويسرية برن لهجوم بعبوات حارقة في وقت مبكر صباح الأربعاء. وقالت مصادر الشرطة إن الخسائر المادية الناجمة عن الهجوم كانت بسيطة. ولاذ منفذو الهجوم بالفرار بعدما ألقوا بالعبوات الحارقة على مبنى السفارة بعد منتصف الليلة قبل الماضية. ولم تعرف حتى الآن خلفيات الحادث، أو المتورطون فيه كما لم يعرف أيضا ما إذا كان للحادث علاقة بالاحتجاجات المستمرة التي شهدتها تونس في الفترة الاخيرة. على صعيد آخر دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الحكومة التونسية الى العمل من اجل «حل سلمي» لوقف الاضطرابات الاجتماعية التي تشهدها البلاد وذلك في مقابلة مع قناة العربية التي يوجد مقرها في دبي. وقالت كلينتون في المقابلة التي بثت مساء الثلاثاء «نحن قلقون بالإجمال من عدم الاستقرار في تونس، يبدو أن الاحتجاجات خليط ما بين الاقتصادي والسياسي وللأسف فإن رد الفعل الحكومي أدى لمقتل البعض، ونأمل في حل سلمي». وشددت كلينتون على أن «واشنطن ليست طرفا في المواجهات الجارية حاليا بين محتجين والسلطات التونسية» واشارت الى ان الولاياتالمتحدة «ستقوم بالاتصال مع السلطات التونسية عندما تهدأ الأوضاع». وحثت كلينتون الحكومة التونسية على «التركيز لإيجاد الوظائف للعاطلين» عن العمل.