في الأسبوع الفائت كنت أشاهد برنامج اتجاهات الذي تقدّمه نادين البدير على قناة روتانا خليجية، وفيه اقترحت ضيفتها في البرنامج هيفاء خالد على النساء الراغبات في قيادة السيارة أن يستبدلن السيارة بالدراجة الهوائية والتي تعرف باللهجة العامية (السيكل) لأنه لا يوجد نص قانوني يمنع ولا فتوى شرعية تحرم. وان كان اقتراح هيفاء خالد يعتبر رأياً ذاتياً يخصها لكنها أضافت على هذا الرأي قليلاً من الملح وكثيراً من البهارات وذلك عندما اختلفت مع الضيفة الأخرى روضة اليوسف من جدة حول كشف الوجه إذ إن هيفاء كانت تغطي وجهها بنوع حديث من النقاب يشبه البرقع، فأجابت على الضيفة الأخرى إن لبسها البرقع لكونها من قبيلة معروفة، ولأنها تحترم أعراف المجتمع ولأن وجهها فتنة ! إن كان اقتراح هيفاء خالد يعتبر رأياً ذاتياً يخصّها لكنها أضافت على هذا الرأي قليلاً من الملح وكثيراً من البهارات وذلك عندما اختلفت مع الضيفة الأخرى روضة اليوسف من جدة حول كشف الوجه إذ إن هيفاء كانت تغطي وجهها بنوع حديث من النقاب يشبه البرقع. وبغض النظر عن البرنامج وطبيعته التي غلبت عليه المشاحنات والاختلافات النسائية بين الضيفتين والتي كان غالبها لا يمت لموضوع الحلقة بصلة. من برنامج «اتجاهات» الذي كان مسلياً وممتعاً أكثر من كونه مفيداً إلى العديد من المواقع الإعلامية والمنبرية والالكترونية التي تناولت قضية منال الشريف بقليل من الموضوعية وكثير من التطرف الفكري من جانب المؤيدين والرافضين لقيادة المرأة السيارة في مجتمعنا. ويبدو أن الرؤية التي سيطرت على آراء الفريقين وأخذت مساحة من الورق سال فيها حبر كثير، وحيزاً إلكترونياً أرهق لوحات المفاتيح بين فريق يرى أن هذا أمر قانوني لا دخل للدين فيه وكأن قوانيننا نستلهما من جزر الواق واق وبين فريق بالغ في الخصومة إلى الدرجة التي وصف فيها من قاد السيارة من النساء بالفسق والفجور. هنا يبرز دور الاعتدال والوسطية في مناقشة شؤوننا بالحكمة ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً، فأين دور العقلاء والحكماء من قضايانا ؟ ولماذا يتركون هذه المساحة الرحبة لفريقين لا يمكن أن يقدّما رأياً موضوعياً مقبولاً؟ إن ما يحدث الآن من تجاذبات يتقاذف به الفريقان المجتمع يُمنة ويُسرة لم يكن ليحدث لو مُلئت هذه المساحة بالآراء الصحيحة من المفكرين والعلماء المعتدلين. وبين اقتراح هيفاء بقيادة النساء للسياكل وبين فريقين ينهجان الحدية ما زلنا في انتظار الحكماء والعقلاء ليدلوا بدلوهم فهل سيطول الانتظار؟!