لا مشكلة في النقاب أو البرقع، فقد يكون سترا للمرأة، غير أن له تبعاته أحيانا، وهو عند بعض الناس مثيرا للفضول لما هو تحته، وقد يستعمله بعض النساء كوسيلة، خصوصا إذا كانت حسنة الصوت وجميلة العينين فقط لا غير؛ أي ليست عوراء أو طمشاء أو حولاء. والبعض من القضاة الضعفاء يطبّون في هذا الشرك، مثل تلك الزوجة المتبرقعة التي لها نفس المواصفات التي ذكرتها، وذلك عندما وقفت تتشاكى مع زوجها في حضرة القاضي، الذي يبدو أنه قد افتتن بجمال عينيها وحسن صوتها، فبدأ يميل معها ويقرّع زوجها ويسكته كلما أراد أن يتكلم، فتأكد الزوج الذكي مما يعتمل في نفس القاضي، فما كان منه إلا أن يخطف البرقع سريعا من على وجهها الذي تكشف عن قبح لا يضاهى، فلم يتمالك القاضي نفسه حتى قال لها: قومي أخزاك الله، كلام مظلوم ووجه ظالم. فارتجل زوجها الشاعر سريع البديهة هذه الأبيات في الحال قائلا: قومي إلى رحلك أم حاتم كدت تسبين فؤاد الحاكم بمنطق مظلوم ووجه ظالم ولا شك أن تلك المرأة لو كانت (كاملة الأوصاف) لكان موقف ذلك القاضي الضعيف قد تغير (كومبليتلي) ولأصبح كزميله القاضي الآخر الذي قال فيه الشاعر: وكان قديما عابس الوجه كالحا فلما رأى منها السفور تبسما طبعا لا بد لي أن أستدرك مؤكدا أن الغالبية العظمى من القضاة، حفظهم الله، هم أبعد ما يكونون عن هذا الهزال المتمثل في هذين القاضيين الضعيفين؛ فالقضاة الراسخون في العلم لا تأخذهم في الحق لومه لائم. وبما أننا بصدد الحديث عن النقاب والبراقع، فلا بأس من إيراد بعض أبيات الشعر التي قيلت في هذا المجال الرحب والخصب، وإليكم بعض النماذج: جزى الله البراقع من ثياب عن الفتيان شرا ما بقينا يوارين الملامح فلا نراها ويخفين القباح فيزد هينا وقال ثان: قلت لما رأيتها أسفرت لي تنقبي لست والله مدخلا إصبعي في حجر عقرب وقال ثالث: ليت النقاب على النساء محرم كي لا تغر قبيحة بنقابها وقال آخر: إذا بارك الله في ملبس فلا بارك الله في البرقع يريك عيون الدمى غرة ويكشف عن منظر أشنع وللشعر الشعبي أو النبطي مساهمة في هذا الصدد، ولا شك أن الكثير يعرفون أغنية (محمد عبده) التي يقول فيها: ما هقيت أن البراقع يفتننّي لين شفت ظبا النفود مبرقعات غير أن هناك شاعرا شعبيا آخر ذهب في مساء يوم جمعة يتنزه في إحدى حدائق الرياض فهاله ما رأى بأم عينيه، فما كان منه إلا أن يقول معارضا تلك الأغنية: ما هقيت أن البراقع يفجعّني لين شفت قرود الحدائق كاشفات [email protected] نقلا عن الشرق الاوسط السعودية