في جريمة بشعة، استشهد فجر أمس، الفتى محمد حسين أبو خضير (16عامًا) بعد خطفه وحرقه على يد مستوطنين متطرفين في حي شعفاط شمال مدينة القدسالمحتلة، الأمر الذي فجر اشتباكات واسعة في الحي امتدت لتشمل المدينة المقدسة وطالب الرئيس محمود عباس، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإدانة خطف وقتل الفتى محمد أبو خضير، كما أدنّا نحن خطف وقتل المستوطنين الثلاثة، وطالب أبو مازن إسرائيل باتخاذ إجراءات حقيقية على الأرض لوقف اعتداءات المستوطنين وحالة الفوضى التي خلفتها الأعمال التصعيدية الإسرائيلية، وما نتج عنها من أجواء خطرة أدت إلى استشهاد خمسة عشر مواطنا منذ بداية شهر حزيران، وحمل الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة إسرائيل كامل المسؤولية عن قتل الفتى وطالبها بالكشف عن الجناة ومحاسبتهم، وكانت مركبة من نوع «هونداي» توقفت قبل أذان الفجر بعشر دقائق واختطفت الفتى محمد أبو خضير، وفرت مسرعة باتجاه مركز المدينة من دون أن يتمكن أحد من اللحاق بها. وبين أبو ردينة أن القيادة ناقشت أمس، استمرار الإجراءات الإسرائيلية التعسفية، من اغتيال واعتقال وهدم لمنازل المواطنين، حيث بلغ عدد الشهداء منذ 12-6-2014 ولغاية الآن 14 مواطنا، وأضاف: إن القيادة تبحث أيضا استكمال التوجه للمنظمات الدولية. واعتبرت حركة فتح خطف المستوطنين للشاب محمد أبو خضير (16 عاماً) وإعدامه بدم بارد، جريمة حرب وإرهاب منظم، ونتيجة مباشرة للتحريض المتواصل من قبل حكومة الاحتلال اليمينية، ودعمها المطلق لإرهاب المستوطنين. وحذر المتحدث باسم الحركة، من مغبة إرهاب المستوطنين وجرائم حكومة الاحتلال، وعدوانها المتواصل على المنازل الفلسطينية، واستمرار الاعتقالات اليومية، مستنكراً رعاية حكومة الاحتلال الكامل ودعمها لإرهاب المستوطنين. واوضح شهود عيان كانوا بطريقهم لمسجد شعفاط لأداء صلاة الفجر، أنهم شاهدوا الخاطفين وحاولوا اللحاق بهم لكنهم لاذوا بالفرار بسرعة جنونية. ولفتت العائلة إلى أن شرطة الاحتلال صادرت تسجيلات كاميرات المراقبة في شعفاط، والتي رصدت الحادثة، وكذلك الكاميرات الخاصة بالقطار الذي يشق حي شعفاط إلى نصفين. وكانت الشرطة الإسرائيلية استدعت والد الشهيد حسين سعيد أبو خضير للتعرف على جثته، حيث تم إجراء تحقيق معه في مركز شرطة مستوطنة النبي يعقوب، وحاليا تم تحويله إلى مركز المسكوبية. ووصل وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي يتسحاق اهرونفيتش مع قائد الشرطة يوحنان دنين إلى مقر قيادة الشرطة في مدينة القدس للوقوف على آخر المستجدات، ولتقدير الموقف، في الوقت الذي انتشرت قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية مع «الشاباك» في محيط شعفاط، بعد أن أصيب خلال المواجهات في الحي أكثر من 22 شابا أحدهم إصابته بالغة جراء استخدام الجيش والشرطة للرصاص المعدني والحي والمطاطي. تحقيق اسرائيلي وأشارت الشرطة الإسرائيلية إلى أنها تحقق في ظروف وملابسات الوضع، وقد توقفت حركة القطار نحو شعفاط خوفا من اندلاع مواجهات وجاء أنه تم فرض أمر منع نشر تفاصيل حول مجريات التحقيق أو كل ما يمكن أن يشير إلى المشتبيهن بتنفيذ الجريمة الإرهابية. وأفاد شهود عيان وأهالي من شعفاط وحسب كاميرات المراقبة فقد قام مستوطنون باختطاف محمد أبو خضير، أثناء وقوفه أمام منزله مقابل المسجد الكبير، حيث ترجل من السيارة مستوطنان اثنان وقاما بإدخال الفتى عنوة إلى السيارة «هواندي»، علما ان 3 مستوطنين كانوا يستقلونها. ونقلت القناة العاشرة الإسرائيلية عن مصادر في شرطة الاحتلال في القدس إنها عثرت، صباح أمس الأربعاء، على المركبة التي يرجح أنها استخدمت في اختطاف الفتى وأن الفحوصات الأولية أشارت إلى وجود بقع من الدماء داخل المركبة. وشهد حي شعفاط شمال المدينة المقدسة اشتباكات ومواجهات بين الجيش والشرطة ومئات المحتجين، أصيب خلالها 22 مواطنا، كما أغلقت قوات الاحتلال الطرق المؤدية إلى شعفاط وبيت حنينا. فرقة المستعربين وكشف المتظاهرون فرقة من المستعربين، وتمكنوا من القبض على أحدهم وأوسعوه ضرباً إلى أن تمكنت قوة من الجيش والقوات الخاصة من تخليصة من أيديهم، كما أطلق المتظاهرون في شعفاط 3 عبوات ناسفة أنبوبية باتجاه قوات الشرطة خلال مواجهات، مما تسبب بإصابة أحد أفراد الشرطة، وانفجرت إحدى العبوات ما أدى إلى إصابة أحد المتظاهرين بجروح، وتم نقله إلى المستشفى للمعالجة. ودفعت سلطات الاحتلال بقوات كبيرة إلى القدسالشرقية، ونصبت الحواجز وانتشرت بكثافة على نقاط التماس مع القدس الغربية، في حين قام محتجون بتشويش حركة سير شبكة القطارات الخفيفة فاضطرت الشرطة إلى إغلاق محطة القطارات الواقعة في الحي الاستيطاني «بسغات زئيف» خشية اندلاع مواجهات، في حين شهدت مدينة الخليل توترا ومواجهات بعد تفجير منزل زياد عواد المتهم بقتل ضابط الشرطة الإسرائيلي باروخ مزراحي.تفجير واعتقالات، وواصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي فجر امس شن حملات الدهم والاعتقالات بحق عشرات الفلسطينيين في مختلف مدن الضفة الغربية، حيث اعتقلت 39 فلسطينيا، وشملت الحملة قيادات كبيرة في حركة حماس، وقال الجيش الإسرائيلي: إن السلطات هدمت امس منزل الفلسطيني زياد عواد، الذي اعتقل بتهمة قتل ضابط شرطة إسرائيلي خارج ساعات الخدمة في أبريل الماضي، كما سلّم جيش الاحتلال قرارات هدم لعدد من منازل قيادات بارزة في حركة حماس، منهم باجس نخلة المعتقل في سجون الاحتلال من مخيم الجلزون، والأسير المحرر عباس قرعان من مدينة البيرة، ومحمد ادغيش من مخيم الجلزون، وعلق قرارا بهدم مسجد مخيم الجلزون، وفي مدينة نابلس التي شهدت مواجهات واعتقالات عنيفة، اعتقل القيادي أحمد دولة وعدد من الأسرى المحررين، كما اعتقل عدد من الأشخاص في محافظات سلفيت ورام الله وبيت لحم وقلقيلية وجنين. اعتقال 629 فلسطينيا من جهته، أفاد نادي الأسير الفلسطيني بأن الجيش الإسرائيلي اعتقل أمس الأربعاء 44 فلسطينيا في الضفة الغربية، وذكر بيان صادر عن نادي الأسير أن الاعتقالات جرت خلال حملة مداهمات واسعة لقوات الجيش شملت مدن رام الله، والقدس، ونابلس، وجنين، وسلفيت، والخليل، وبيت لحم. وحسب البيان ارتفع عدد المعتقلين الفلسطينيين إلى 629 منذ بدء الجيش الإسرائيلي حملة أمنية بعد فقدان آثار ثلاثة شبان إسرائيليين جرى العثور على جثثهم مساء أول أمس الاثنين في الخليل. وذكر البيان أن عدد المعتقلين في الخليل وصل 230 معتقلا، ونابلس 102 معتقلين، وبيت لحم 85 معتقلا، مشيرا إلى أن من بين المعتقلين 10 نواب عن حركة «حماس» وعشرات المحررين من السجون الإسرائيلية.