لم تعد الفوارق الجغرافية قادرة على إيجاد الفواصل بين جيل الشعراء الشباب العرب الذين وصلت بينهم التقنية الحديثة وجعلتهم يعيشون في مجتمع أفتراضي واحد. هذا ما أثبتته أمسية أقيمت مساء الأربعاء الماضي في نادي المنطقة الشرقية الأدبي للشاعر السوداني محمد عبد الباري الفائز بجائزة الشارقة عن ديوانه "مرثية النار الأولى" حيث غاب عنها شريكه المفترض الشاعر عبدالله الزيد الذي فوّت موعد الإقلاع. فمنح بذلك الشاعر عبدالباري حصة الأسد في الأمسية، إلا أن مدير الأمسية عضو مجلس إدارة النادي الشاعر سعيد سفر آثر تطعيم الأمسية ببعض قصائد الشعراء الحضور من أصدقاء الشاعر الذين جاؤوا للاحتفاء بصديقهم فملأوا الأمسية حضورا وشعرا. افتتح عبدالباري الأمسية بقصيدته "باسمك" ثم ألحقه بنصّ بعنوان "الحمامة" وجاء فيها: راهنت قال لي الرهان ستربح فلمحت في الأنواء ما لا يلمح ثم قصيدة "الغيمات حين تمر" التي أهداها الشاعر للجانب النسائي من القاعة، وجاء فيها: يوم لا ينضب شلال الصبايا .. تنتهي هند لكي تبدأ مايا الجميلات دوار دائم .. وهواهنّ دخول في المرايا حين يمشين فيا أرصفة لم يعد فيها من الصبر بقايا حين يحكين يعلّقن المدى ..في ضباب شهرزادي الحكايا ثم فتح مدير الأمسية المجال لجولة من قصائد الشعراء الحضور وكان أبرزها قصيدة للشاعر حيدر العبدالله، وأخرى للشاعر زكي السالم، قبل أن تعود الجولة الشعرية لضيف الأمسية الشاعر عبدالباري الذي قرأ قصيدة "ما لم تقله زرقاء اليمامة" التي طالب بها الحضور. واحتوت القصيدة على عرض شعري لما تمرّ به الساحة العربية من مآس وآلام، وتنبوء بما سنؤول إليه الأمور، ومنها: شَجَرٌ من الحدسِ القَدِيْمِ هَزَزتُهُ حَتّى قَبضتُ المَاءَ حينَ تبخّرَا لا سِرّ .. فانُوسُ النُبوة قالَ لِيْ ماذا سيجري حينَ طالعَ مَا جَرَ ........ في الموسم الآتي ستشتبكُ الرؤى ستزيدُ أشجارُ الضّبابِ تَجَذُرَا وَسَيُنكرُ الأعمَى عَصَاهُ ويَرتَدِيْ نظّارتينِ من السّرَابِ لِيبصِرَا وختمت الأمسية بتكريم الشاعر، حيث قدّم رئيس مجلس إدارة النادي القاص والكاتب خليل الفزيع درع النادي التذكارية للشاعر، وتلا ذلك التقاط الصور التذكارية.