أكّد الشاعر إبراهيم زولي أنّ قصيدة النثر لها حضور كبير آخذ في التزايد في المملكة بالرغم من وجود ظاهرة استسهال كتابتها دون وجود قيمة حقيقية، وشدد على ترسّخ جذور التجربة النثرية في المملكة وتزايدها بحيث أصبحت تشكّل المتن في حين أصبحت الأشكال الشعرية الأخرى كالقصيدة العامودية في الهامش. جاء ذلك في الأمسية الشعرية التي أقامها نادي المنطقة الشرقية الأدبي مساء الأحد المنصرم لثلاثة من الشعراء القادمين من منطقة جازان وهم الشاعر عبدالرحمن موكلي والشاعر علي الحازمي والشاعر إبراهيم زولي، وقدّم الأمسية الشاعر محمد خضر الذي عرّف بالسيرة الشعرية للشعراء. والتقت «اليوم» بالشعراء على هامش الأمسية، حيث عبّروا عن سعادتهم بما لاقوه من حفاوة واهتمام من شعراء المنطقة وجمهورها الأدبي. وأثنى الشاعر إبراهيم زولي على الحضور النوعي والنخبوي المبهج لهذه الأمسية وقال ان الشرقية تتميز دوما بهذا الحضور الذي يتمنى جميع الشعراء أن يلقوا بين أيديهم، وأعتبر أنّها أمسية «لن تنسى من ذاكرة الجنوب». وأكّد زولي أنّ قصيدة النثر لها حضور كبير آخذ في التزايد بالرغم من وجود ظاهرة استسهال كتابتها دون وجود قيمة حقيقية. وشدد على ترسّخ التجربة النثرية في المملكة بحيث أصبحت تشكّل المتن في حين أصبحت القصيدة العامودية في الهامش. وقال ان قصيدة النثر لها جذور تمتد إلى الشاعرة فوزية ابو خالد التي سجلت حضوراً خارج المملكة بشهادة كبار نقاد العالم العربي مثل أدونيس، وقال ان قصيدة النثر اليوم تشهد ازدهاراً وثراءً وتنوّعا في التجارب بين شعرائها المختلفين. في حين تحدّث الشاعر عبدالرحمن موكلي عن مشاركات الشعراء في مناطق أخرى غير مناطقهم، معتبراً أنها ظاهرة تعزز التواصل وتبادل التجارب بين الشعراء. وأكد أن بقاء رغبة الناس في الشعر الذي لا يزال يشكل «قبة الفن». وعبّر الشاعر علي الحازمي عن سعادته باحتفاء شعراء الشرقية بشعراء جازان، وقال ان جمهور الشرقية يتميز عن بقية المناطق ويوازي جمهور العاصمة الرياض وجمهور نادي جدة. وعن جديده، قال الحازمي انه يعمل على ديوانه القادم الذي قرأ منه في الأمسية، وقال انه حريص على تجاوز نفسه وعدم التكرار والدخول في مرحلة جديدة. وقرأ الشاعر الحازمي قصائد من ديوانه القادم قصيدة «وحدك دون غيرك»، وقرأ «زواج الحرير من نفسه»، وقصيدة «دلني صوتي عليك» التي جاء فيها: «سَفَرُ الحَمَامِ إلى غيابِكَ لم يكُنْ يكفي لتَرميمِ المسافةِ بيننا، يكفي لأَلمسَ في بعيدِكَ صُورَتي شَفقاً بهيجاً للتأَمُّلِ في فَراغِ الكونِ من عينيكَ، ما معنَى حياتِكَ في الهباءِ وقد وَرثتَ من الندى شجراً يَشُدُّ وريدَ حُلمِكَ في كُفوفِ الرمل!» وقرأ الشاعر إبراهيم زولي من ديوانيه «رويداً باتجاه الأرض» وديوان «قصائد ضالة» عدداً من القصائد منها «السرّ، فجراً أتوك، تجليات الفتى الأسمر» التي جاء فيها: «قرب تلك البيوت التي تشبه الأصدقاء نزعت قميص الطفولة فانكشفت قامتي هل يعود الصغير الذي حاورته الفوانيس حتى يُسِرَّ إليها حديثًا فصاح بأعلى صباه وأغفى ولكنه أضرم الشعر بين سريرته فأتاه اليقين ألم يكن الساحليُّ من الماء والعابرون أتوا من قوافي الزبد كيف سار الغُزاة له وهو محتشم في الجسد إنه الآن منفرط في الشوارع والدرب من حَمَأٍ لم يُسَن غيَّب الدّجن قامته ثم حن إلى ظله شده الليل من حزنه فانتحب ما الذي تبتغيه المسافة من زنجبيل الكتابه هو العشق شاهده والطيور المحناة بين نزيف الربابة» وقرأ الشاعر عبدالرحمن موكلي من ديوان «لا حدّ لي» الصادر مؤخراً عن دار جداول للنشر ببيروت عددا من القصائد منها: «البيت، لا حدّ لي، أنا فداك». وجاء في قصيدة «البيت»: يا ليت بيته في طريقي لدخلته أمشي على قدرٍ جنبي على سجّادتي ويدي على الأوقاتْ والذكرى مهاداً للحريق .................... قل: يا ليت بيتها في طريقي لدخلته أحنّي بُروقي وفي جانب من المداخلات، أثنت القاصة شريفة الشملان على ما استمتعت بسماعه من شعر الجنوب المضمّخ بعطره والموشى بلون الحنّاء في أيدي النساء، مبدية إعجابها بما تضمّنته القصائد من احتفاء بالمرأة التي لا تزال تجلس في الصفوف الخلفية بعد الرجال. وختمت الأمسية بتقديم نائب رئيس النادي الشاعر محمد الدميني الدروع التذكارية للشعراء والتقاط الصور التذكارية..