تألق مساء نادي الشرقية الأدبي في الدمام بحضور شاعر كبير هو الدكتور إبراهيم العواجي الذي أمتع الحضور بموجز عن مسيرته مع الشعر وبداياته مع القصيدة وأثري ليل الشرقية بشيء من ابداعه الشعري وسط حضور لافت للجمهور الذي تفاعل مع ابداعات الشاعر. وكان رئيس النادي الكاتب والقاص خليل الفزيع، قد قدم الشاعر الكبير لحضور الامسية ساردا جانبا من سيرته الذاتية واصداراته العديدة، بعدها تحدث الشاعر الكبير ابراهيم العواجي عن بداياته مع الشعر فقال : ألقي اليوم الضوء على تجربتي الشعرية وقد بدأتها بأربع قصائد كنت قد كتبتها في الصف السادس الابتدائي وجدتها في كراسة قديمة لي ولا يزال عليها تصحيحات المدير !! وذكر أن حياته الوظيفية كمسؤول في وزارة الداخلية في الرياض خلت من الشعر.. لكن في مرحلة تاريخية تتسم بالنهوض والتحرر على المستوى العربي في الجزائر وفلسطين غيرها كنا نلتهب حماسا .. وكنت أكتب همنا اليومي شعريا .. وفي مرحلة الدراسة في أمريكا كتبت قصيدتين واحدة مزقتها وواحدة في أحد دواويني المطبوعة اليوم. وأضاف العواجي: «كان عملي في الداخلية صعبا وكان الشعر متنفساً لي .. كنت أهرب إلى الشعر .. وكنت أكتب قصائدي عادة قبل السادسة صباحاً .. وقد هدأ الشعر عندي لما تركت الوظيفة، فصرت أكتب أقل. القصيدة كانت تأتي إلى في وضعها الخاص.. كانت تأتي بهذا الشكل في كل المواضيع تلقائية وابداعا، ما عدا المدح وشعر المناسبات فأنا لست ناظماً بل شاعرا تكتبني القصيدة .. وقصيدة التفعيلة اكتشفتها في قصيدتي «المواكب الصاعدة» لم أقصد ذلك هي جاءت هكذا دون أن أدري وهي قصيدة عن ثورة الجزائر .. في المراحل الأولى من حياتي قرأت عيون الشعر العربي وأذكر أني اكتشفت سرقة لأحدهم في جريدة المدينة!!.. والفضل في تكوين بنيتي الشعرية يعود إلى قراءاتي الأولى.» وذكر العواجي أنه كتب أيضاً القصيدة الشعبية لكن لم يصدر ديوانا بالعامية . وقال ان بعضا من قصائده العامية موجودة في المواقع.. وإن كتابة الشعر ساعدته على أن يتوازن ويحافظ على البياض في روحه. ثم بدأ الشاعر بإلقاء قصيدة حب تألقت فيها الصور والعاطفة المشبوبة ولفتت انتباه الجمهور بشاعريتها وتدفق العاطفة وصدق التعبير، ثم القي قصيدة «غربة» التي يقول فيها: يسكن الإحساس غربة فكرة ترتجف من حمى الغياب رحلة تعقب رحلة وسحاب مات في رحم الضباب وويكشف هذا المقطع قدرة الشاعر العالية على التصوير الفني وعلى ضبط الوزن والقافية. وفي هذه القصيدة تنتج الغربة عن العولمة لتضحي اغترابا قاسيا ومؤلما للذات الشاعرة وفي قصائد أخرى تحدث عن الوطن واغراض شعرية اخرى. القى الشاعر بعد ذلك مجموعة من القصائد منها: «وحدة العشق» وأحرف دون نص «وصورة وقصيدة» «الدولار» التي كتبها في اليونان. وقصيدة «عازف الناي وأخير قرأ من الخماسيات مجموعة من قصائد رشيقة مرهفة تكاد تغني. !! بعد ذلك فتح مقدم الامسية القاص والشاعر خليل الفزيع باب الأسئلة والمداخلات . فأشاد الناقد يوسف شغري بالتصوير الفني في القصائد وسأل العواجي : هل كتب قصيدة النثر؟. وقد نفى الشاعر ذلك. واشادت معظم المداخلات بمستوى القصائد وكشفت عن المتعة التي تلمسها حضور الامسية .