في أجواء مبهجة يحتفل أهالي الاحساء بنهاية شهر شعبان، حيث ينتظر الاهالي بشغف استقبال "يوم القرش" أو "القريش". وهو أحد الأيام التراثية المعروفة في آخر يوم من شعبان. وكانت الأسر في السابق تحتفل بطهو الكبسة والفقاعة واللحم والبيض. وهناك من يحتفل بطريقة مختلفة تماماً. فتكتفي بالطعام المتوافر في المنزل، مثل السمك المملح المجفف "المشلق"، التمر والأرز. وفي هذه الحالة يعرف اليوم ب"القريش" وهي تصغير لكلمة "قرش"، ترميزاً إلى تصغير اللقمة. ويجتمع ربّ الأسرة مع زوجته وأولاده وأحفاده حول سفرة واحدة يجمعون عليها حواضر المنزل في احتفال جماعيّ رغبة في توطيد أواصر العلاقات بينهم. ويصنعون جوّاً من البهجة والسرور. واليوم كثير من أهالي الاحساء يحتفلون بهذا اليوم بإقامة "البوفيهات" والسفر العامرة. فيدعون الأهل والأصحاب ويوزعون بطاقات دعوة رسمية للحضور وتوزيع الهدايا والمكسرات ولبس الزي الشعبي والجلابيات والبخنق، ومنهم من يقوم بتوزيع اكياس الحب والمكسرات على الاطفال. وتعد ليلة القرش عادة اجتماعية معروفة لأهالي الاحساء، وذلك من أجل استقبال دخول رمضان لتوديع الأكل في النهار، خاصة وجبتي الإفطار والغداء، وتأتي العادة ضمن الاستعدادات التي تستبق رمضان، جسديا ونفسيا. وتكتظ أسواق المكسرات والحلويات خلال أيام القرش بالرواد وتزداد الطلبات على منتجات محددة يحرص الأهالى على اقتنائها، وتقول "أم محمد الحمد" إن يوم القرش يستبق رمضان بيوم أو يومين، ويتم فيه الاجتماع بين العائلات، وتجلب كل عائلة كل طعامها، ويجتمعون بموقع محدد، غالبا ما يكون عند الجد أو الجدة. وأضافت ان القرش من العادات المشهورة والمحببة بالاحساء، وتقوم عليه النساء فيجهزن كل شيء لتوديع الطعام والشراب في النهار قبل الصيام، مشيرة إلى أن أبناء الأسر المقرر صيامهم هذا العام يكونون الضيوف الرسميين على سفرة القرش، فيتم تحضيرهم للصيام وإشعارهم بأهميته، وتقديم الدعم النفسي لهم للبدء في أداء هذه الشعيرة. ولا تقتصر عادة "يوم القرش" على الاحساء، وإنما تمتد إلى مناطق أخرى، حيث تحرص السيدات على تنظيف منازلهن وإقامة السفر الممتلئة بالأطعمة الفاخرة والمزركشة وذلك من أجل الاستعداد لشهر رمضان.