يحرص سكان شمال السعودية، سنويا، وخصوصا أهالي حائل، على إحياء تقليد قديم يقومون به في اليوم الأخير من شهر شعبان، يطلقون عليه «يوم القرش»، في الغالب ما يكون مع أفراد العائلة، ويشترط أن يكون في اليوم الأخير من شهر شعبان، ويعتبرونه اليوم الأخير لوداع الأكل نهارا، فيما يراه البعض استعدادا جسديا ونفسيا لاستقبال رمضان. ويتردد «القرش» في اليومين الأخيرين بشكل واسع في حائل وقراها، ويتمحور «القرش» حول توديع الوجبات الغذائية، منها الإفطار الصباحي، ووجبة الغداء، وهي التي تعتبر وجبات أساسية لدى السعوديين. ويشمل «يوم القرش» الحرص على أكل وجبات أخرى، لتوديع الأكل نهارا، فيما يعد «القرش» أحد العادات القديمة التي لم تندثر مع هجمة الحداثة على بعض العادات والتقاليد. وهنا يؤكد نواف عايد الفريح (في نهاية العقد الثالث من عمره) أن «يوم القرش» يعتبر توديعا لأكل الطعام والشراب في النهار، واستباقا لرمضان، وهي عادة تسند مهمة تطبيقها وإحيائها لربات البيوت، عبر إعداد وجبات الفطور والغداء، واعتبر «يوم القرش» يوما للأكل يختلف عن بقية الأيام، على حد وصفه. وفي سياق مغاير، واستباقا لرمضان الذي يصادف شهر أغسطس (آب)، عمد عدد كبير من السعوديين، من العاملين في القطاع الحكومي والخاص، إلى تأجيل إجازاتهم لتتصادف مع هذا الشهر الكريم، وخاصة المغتربين خارج مدنهم، وعزاء عدد منهم أن تحديد الإجازة لتتوافق مع شهر رمضان، سعيا ل«جمعة العائلة»، وخاصة أن شهر رمضان مع إجازة نهاية العام الدراسي، فيما يرى آخرون أن لجوءهم لهذا التوقيت بالذات، كان من منطلق الهرب من حرارة الجو. ومن جهة أخرى، اكتظت الأسواق في حائل بالمتسوقين، وزادت الطلبات على منتجات محددة يحرص السعوديون على اقتنائها، خصوصا في شهر رمضان، واستباقا لذلك قامت الجهات الأمنية والمرورية، بوضع خطط استباقية لذلك، وأخرى خاصة بشهر رمضان الكريم. وأكد العقيد عبد العزيز الزنيدي، الناطق الإعلامي لشرطة منطقة حائل، أن الجهات الأمنية بالمنطقة تعمل على أهبة استعدادها للتنظيم الأمني والمروري خلال شهر رمضان المبارك، من خلال بذل الجهد وتقديم كل الخدمات والتسهيلات للمواطنين والمقيمين والانتشار الأمني، ومراقبة الأسواق، ولضمان عدم حدوث ما يعكر ابتهاج المواطنين بهذه المناسبة السعيدة، ودعا في الوقت ذاته للتعاون مع رجال الأمن العام، عبر التقيد بالقواعد والسلامة المرورية. وفي السياق ذاته، اكتظت مسالخ حائل بالذبائح، واصطفت طوابير السيارات أمامها، وهو الأمر الذي أسهم في رفع وتيرة الطلب على الأغنام المخصصة للذبح، وبلغ سعر بيع الخروف البلدي ما بين 1100 و1600 ريال، فيما تراوحت أسعار تيوس الذبح بين 650 و850 ريالا، وبلغ سعر الحاشي (صغير الجمل) قرابة 4500 ريال.