اجتمع أول من أمس الحائليون كل عائلة على حدة؛ لإحياء عادة اجتماعية بالمنطقة تستبق دخول رمضان تسمى "القرش"، لتوديع الأكل في النهار، خاصة وجبتي الإفطار والغداء، وتأتي هذه العادة ضمن الاستعدادات التي تستبق رمضان، جسديا ونفسيا. ولم تندثرهذه العادة الاجتماعية رغم الحداثة التي ألغت بعض العادات والتقاليد، ويجمع "القرش" الأسرة حول طاولة الطعام، ويدعى له الأقارب والجيران، ويتميز الأكل بتنوع وجباته، وتعدد أصنافه. وتكتظ أسواق حائل بالمتسوقين، وتزداد الطلبات على منتجات محددة يحرص الأهالى على اقتنائها، وتقول صالحة الشمري إن يوم القرش يستبق رمضان بيوم أو يومين، ويتم فيه الاجتماع بين العائلات، وتجلب كل عائلة كل طعامها، ويجتمعون بموقع محدد، غالبا ما يكون عند الجد أو الجدة. وأضافت أن القرش من العادات المشهورة والمحببة بحائل، وتقوم عليه النساء فيجهزن كل شيء لتوديع الطعام والشراب في النهار قبل الصيام ، مشيرة إلى أن أبناء الأسر المقرر صيامهم هذا العام يكونون الضيوف الرسميين على سفرة القرش، فيتم تحضيرهم للصيام وإشعارهم بأهميته، وتقديم الدعم النفسي لهم للبدء في أداء هذه الشعيرة. فيما يؤكد فلاح نازل، في العقد الثالث من عمره أن "القرش تحضير نفسي قبل دخول الشهر الكريم، وهو يأتي ضمن استعدادات الأسر لاستقبال رمضان، واعتدنا عليه منذ الصغر، وكان له أهازيج وطقوس معينة"، مشيرا إلى أن توافق رمضان مع الإجازة المدرسية يعد فرصة لتطبيقه بشكل أشمل من جميع الأسر.