توقعت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة «الفاو» ارتفاع الإنتاج العالمي من الحبوب لمستوى قياسي جديد في 2011 بفضل اتساع الرقعة المزروعة وتحسّن الإنتاجية، لكن من المنتظر أن تظل الأسعار مرتفعة ومتقلبة لانخفاض المخزونات. وقالت المنظمة الثلاثاء في أول تقدير للمحصول العالمي الإجمالي لعام 2011 إن من المتوقع أن ينمو إنتاج الحبوب العالمي 5ر3 بالمائة الى 315ر2 مليار طن هذا العام متعافياً من انخفاض بنسبة واحد بالمائة في 2010، كما توقعت المنظمة أن يرتفع الإنتاج العالمي من القمح 2ر3 بالمائة الى 674 مليون طن هذا العام مخفضة بذلك توقعاً سابقاً بأن يبلغ الإنتاج 676 مليون طن نتيجة أحوال جوية غير مواتية في شمال أفريقيا وأنحاء من أوروبا، وتتفاوت التوقعات لمحصول القمح في الدول المنتجة الرئيسية مع توقعات باستقرار إنتاج الاتحاد الأوروبي عند 137 مليون طن وتراجع المحصول الأمريكي 5ر8 بالمائة الى 55 مليون طن بسبب سوء الأحوال الجوية، بينما من المتوقع أن يقفز إنتاج روسيا 5ر32 بالمائة الى 55 مليون طن متعافياً بعد جفاف حاد في 2010، وقالت المنظمة إن الأحوال الجوية في الشهور المقبلة ما زالت حاسمة في تحديد أحجام المحصول النهائية. باكستاني يفرز أنواع الذرة في سوق الخضار في لاهور، حيث توقعت الفاو نمواً قدره 9ر3 بالمائة بإنتاج الحبوب الخشنة (EPA) وأضافت إن من المتوقع أن يرتفع إنتاج العالم من الحبوب الخشنة 9ر3 بالمائة الى 165ر1 مليار طن مدفوعة بمحصول الذرة ومن المتوقع أن يكون الجانب الأكبر من هذه الزيادة في الولاياتالمتحدة حيث ما زال من المتوقع تحقيق محصول قياسي يبلغ 343 مليون طن رغم تأخر الغرس بسبب الطقس السيئ، وقالت الفاو إن ارتفاع الإنتاج العالمي للحبوب هذا العام لن يكون كافياً لإعادة بناء مخزونات قوية وهو ما قد يؤدي لاستقرار الأسعار. وأضافت إن من المتوقع أن يتباطأ نمو الطلب هذا العام خاصة من قطاع الوقود الحيوي، ومن المتوقع أن ترتفع مخزونات الحبوب العالمية 0.8 بالمائة بنهاية موسم 2011-2012 الى 494 مليون طن وهو ما سيظل أقل من 534 مليوناً في نهاية موسم 2009-2010، كما يتوقع أن تنخفض مخزونات القمح 6ر2 بالمائة في نهاية الموسم الى 183 مليون طن، وقالت المنظمة في ضوء أن إنتاج الحبوب الإجمالي يغطي الاستهلاك بصعوبة، فمن المرجح أن تظل الأسعار العالمية مرتفعة خاصة في أسواق القمح والحبوب الخشنة. توقعت الفاو أن يرتفع إنتاج العالم من الحبوب الخشنة 9ر3 بالمائة الى 165ر1 مليار طن مدفوعة بمحصول الذرة ومن المتوقع أن يكون الجانب الأكبر من هذه الزيادة في الولاياتالمتحدة، حيث ما زال من المتوقع تحقيق محصول قياسي يبلغ 343 مليون طن رغم تأخر الغرس بسبب الطقس السيئ. وأضافت إنه على سبيل المثال ارتفعت عقود القمح الشتوي الآجلة في شيكاغو في 75 بالمائة في مايو آيار مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي وهو ما دفع الأسواق لتوقع ارتفاع الأسعار في النصف الأول من موسم التسويق 2011-2012 الذي يبدأ في يوليو تموز، وقالت إن قرار روسيا رفع الحظر على صادرات الحبوب اعتباراً من يوليو قد يضع بعض الضغوط النزولية على الأسعار لكنها أضافت إن من المتوقع أن تظل الأسعار العالمية متقلبة في ضوء عدم التيقن بشأن توقعات المحصول في الولاياتالمتحدة والمنتجين الأوروبيين الرئيسيين. وفي مطلع مايو تضرّرت أسواق الحبوب العالمية الرئيسية جراء أكبر موجة بيع في السلع الأولية منذ 2008 لكن الأسعار استمدت بعض الدعم من مخاوف بشأن تضرر المحاصيل من الطقس السيئ في أكبر الدول المنتجة. وقالت الفاو إن من المرجح أن يؤدي ارتفاع أسعار الحبوب وزيوت الطعام في الأسواق العالمية لارتفاع تكلفة المواد الغذائية المستوردة بنسبة 21 بالمائة هذا العام الى مستوى قياسي يبلغ 29ر1 تريليون دولار متجاوزة حاجز التريليون دولار للمرة الثالثة في السنوات الأربع المنصرمة. وستكون الدول الأشد فقراً هي الأكثر تضرراً لأن فاتورة استيراد الغذاء من المتوقع أن تقفز 30 بالمائة وتمثل نحو 18 بالمائة من إنفاقها الإجمالي على الواردات، وقالت المنظمة إن هذا يقارن مع قفزة بنسبة 20 بالمائة في فاتورة واردات الغذاء للدول المتقدمة، لكنها أضافت إنه حتى زيادة الإنفاق على واردات الغذاء لن تضمن إتاحة مزيد من الغذاء في الدول الفقيرة، حيث ستعوّض الواردات الكبيرة تراجع الإمدادات المحلية لا أكثر.