قال مسؤول أمريكي رفيع إن الرئيس، باراك أوباما، اجتمع مع طاقم مستشاري الأمن القومي، فجر امس، إلا أنه لم يتخذ قرارا بعد بشأن ضربة عسكرية في العراق وصرح البيت الأبيض إن أوباما سيواصل مشاوراته مع فريقه الأمني خلال الأيام القادمة. وذكرت مصادر مسؤولة عدة ل"سي ان ان" ، إن من بين الخيارات المطروحة، طلعات جوية تجسسية بطائرات بلا طيار، والتركيز على جمع معلومات استخباراتية، بجانب توجيه ضربة جوية. وتزامن الاجتماع مع إرسال الجيش الأمريكي نحو 257 من العناصر القتالية إلى العراق لتأمين البعثة الدبلوماسية في العراق، كما تزامن مع لقاء أمريكي إيراني مقتضب تشاور فيه الجانبان بشأن الوضع في العراق، حيث سيطرت مليشيات تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" على عدد من المدن والبلدات. وأكدت مصادر أمريكية مسؤولة في البنتاغون أن ليس هناك نية للتعاون العسكري مع إيران في العراق، وأوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع: "ليست هناك خطط للتشاور مع إيران بشأن تحركات عسكرية داخل العراق. وفي التفاصيل، أعلن الرئيس الاميركي باراك أوباما ان 275 جنديا اميركيا هم الان بصدد الانتشار في العراق لحماية سفارة الولاياتالمتحدة في بغداد والمواطنين الاميركيين الموجودين فيها. وكانت الخارجية اعلنت عن ارسال هذه التعزيزات الامنية الاحد، ولكنها لم تحدد حجمها. كما اعلنت عن تدابير احترازية اخرى تشمل نقل بعض من طاقم السفارة في بغداد الى اماكن اخرى داخل العراق وخارجه، وذلك بسبب "حالة انعدام الاستقرار والعنف في بعض انحاء العراق". وقال اوباما في رسالة الى قادة الكونغرس انه "اعتبارا من 15 حزيران/يونيو بدأ نحو 275 جنديا الانتشار في العراق لتعزيز امن الموظفين الاميركيين وسفارة الولاياتالمتحدة في بغداد". واضاف ان "هذه القوة تم نشرها لحماية المواطنين الاميركيين والمباني الاميركية، اذا لزم الامر، وهي مجهزة للقتال"، مشيرا الى ان هذه القوة ستبقى في العراق "الى ان ينتفي مبرر وجودها على الصعيد الامني". وفي السياق، تباحثت الولاياتالمتحدة مع ايران "باقتضاب" في الازمة التي يشهدها العراق، وذلك على هامش المفاوضات النووية التي استضافتها فيينا الاثنين، كما اعلنت وزارة الخارجية الاميركية. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية ماري هارف الموجودة في العاصمة النمسوية لشبكة "سي ان ان" التلفزيونية الاميركية "لقد جرت مباحثات مقتضبة في مجموعة 5+1 حول العراق، مباحثات جد مقتضبة". واضافت ان "المستقبل سيحدد ما اذا كنا نريد ان نستمر في الحديث مع ايران بشأن العراق". غير ان مسؤولا اميركيا آخر قال لوكالة فرانس برس انه من المستبعد ان تجري محادثات اخرى في فيينا بين واشنطن وطهران حول الازمة التي يشهدها العراق. أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جين ساكي إن الغرض من المشاورات هو تشجيع إيران على لعب دور، إذا كان ذلك ممكنا، في تشجيع الحكومة العراقية على التصرف بطريقة مسؤولة وغير طائفية، مشيرة إلى أن إيران لديها مصلحة مشتركة في عراق مستقروذكرت هارف أن الولاياتالمتحدةوايران لديهما "مصلحة مشتركة" ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) الذي بات على اعتاب العاصمة بغداد. وقال مسؤول اميركي في رسالة عبر البريد الالكتروني ارسلها من العاصمة النمسوية حيث يشارك في المفاوضات، ان "الموضوع تم فعلا بحثه باقتضاب مع ايران على هامش محادثات مجموعة 5+1 في فيينا، بشكل منفصل عن اجتماعنا الثلاثي الاطراف" الذي ضم الاتحاد الاوروبي. واضاف "نحن منفتحون على ان يكون هناك التزام مع الايرانيين، تماما كما مع اطراف اقليميين آخرين، في ما يتعلق بالعراق. من جهته، أشار وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى أن واشنطن يمكن أن تنظر في التعاون مع إيران في العراق. وقال كيري لشبكة "ياهو نيوز" ان الولاياتالمتحدة "منفتحة على أي عملية بناءة هناك يمكن أن تقلل من العنف"، معتبرا أن تنظيم داعش يشكل "تحديا وجوديا للعراق نفسه". وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جين ساكي ان الغرض من المشاورات هو تشجيع ايران على لعب دور، إذا كان ذلك ممكنا، في تشجيع الحكومة العراقية على التصرف بطريقة مسؤولة وغير طائفية، مشيرة إلى أن إيران لديها مصلحة مشتركة في عراق مستقر. تمويل عمليات عسكرية وقال مساعدون بالكونجرس الأمريكي إن البيت الأبيض يعد اقتراحا بتحويل بعض الأموال التي كانت مخصصة لاستخدامها في أفغانستان إلى عمليات عسكرية محتملة في العراق. وفي الوقت الذي يصيغ فيه مسؤولو البيت الأبيض ردا على الأزمة العراقية أبلغوا نوابا في الكونجرس بأنهم سيقدمون هذا الأسبوع أو الذي يليه طلبا للكونجرس من أجل تمويل "للعمليات الخارجية الطارئة" مقتطعين بعض الأموال للعراق والتي كان من المتوقع سابقا استخدامها في أفغانستان. وقال المساعدون لرويترز إن هذا الطلب سيتضمن تفاصيل لخطط إنفاق هذه الأموال. وكان الرئيس باراك أوباما قال إنه مستعد لاحتمال قيام الولاياتالمتحدة بعمل في العراق لمساعدة حكومة بغداد. وطلب تمويل العمليات الخارجية الطارئة الذي يأتي ضمن مشروع قانون اعتمادات دفاعية حجمه 79.4 مليار دولار. ولكن مشروع القانون هذا يعرض في الكونجرس دون تفاصيل عن كيفية انفاق المبلغ. والتقدم بطلب للكونجرس لتمويل العمليات في العراق سيكون مؤشرا على مدى جدية الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بمساعدة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لصد تقدم المتشددين الذي يهدد بتقسيم البلاد. وقال المساعدون إن الإدارة الأمريكية مستمرة في التشاور مع أعضاء الكونجرس حول خططها بشأن العراق بما في ذلك عقد جلسة سرية لأعضاء في لجنة الخدمات المسلحة بمجلس النواب اليوم الأربعاء. وأضافوا ان الإدارة تعد أيضا إخطارا رسميا للكونجرس حركه إجلاء جزئي للسفارة الأمريكية في بغداد يسمح بتعزيز الأمن في السفارة. وقالوا إن الإخطار قد يتضمن خططا أكثر من التي أعلنتها وزارة الخارجية الأمريكية يوم الأحد لتعزيز الإجراءات الأمنية ومغادرة بعض الموظفين بالسفارة.