وجه وزير الزراعة الدكتور فهد بن عبدالرحمن بالغنيم بإيقاف استيراد الخضار بشكل مؤقت من دول الاتحاد الأوروبي نتيجة أزمة الخضار الأوربية واحتمالية أن تكون بعض أنواعها السبب في العديد من الإصابات والوفيات لتلوثها ببكتيريا (أي كولاي) اعتباراً من الأربعاء إلى حين اتضاح الرؤيا بشأن مصادر التلوث ومدى انتشاره والإطلاع على تقارير آخر المستجدات عن الوضع الصحي والوبائي على المستوى الأوربي. وبين وكيل وزارة الزراعة المساعد لشئون الثروة الحيوانية المهندس جابر بن محمد الشهري ان هذا الإيقاف يأتي في ضوء المعلومات التي اطلع عليها المختصون في الوزارة من المواقع الرسمية للمفوضية الأوروبية والمركز الأوربي لمراقبة الأمراض والهيئة الأوربية لسلامة الغذاء ومنظمة الصحة العالمية. وأكد بأن الإجراء لن يؤثر على السوق المحلي وأن ما كان يستورد من الخضار من تلك الدول محدود جداً وكان محصوراً في كميات محدودة من دولتي هولندا وفرنسا ، إلى جانب ذلك فان الوزارة تطمئن المواطنين إلى أن جميع الإرساليات الحيوانية والخضار والفاكهة الواردة إلى المملكة يتم فحصها في المنافذ الجوية والبحرية والبرية ولا يفسح ويسمح بدخولها المملكة إلا بعد التأكد من سلامتها وجودتها وفقاً لاشتراطات الحجر الحيواني والنباتي الذي تطبقه الوزارة بمهنية عالية. وعلى صعيد متصل تمكن فريق علمي في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن من انتاج مواد جديدة من أنابيب الكربون النانوية مطعمة بمواد نانوية عضوية وغير عضوية تستطيع القضاء على بكتيريا الإيكولاي في المختبر بنسبة 100 في المئة في فترة قصيرة جدا، ويرجح الفريق البحثي أن يكون لهذه المادة المبتكرة تأثير مباشر وقوي على البكتيريا المعروفة ببكتيريا الخيار التي تفشت في أوروبا مؤخرا. الإجراء لن يؤثر على السوق المحلي وأن ما كان يستورد من الخضار من تلك الدول محدود جداً وكان محصوراً في كميات محدودة من دولتي هولندا وفرنسا وأكد الفريق العلمي أن من أهم التطبيقات للاكتشاف استخدام هذه التقنية في تعقيم مياه الشرب ومعالجتها وتنقيتها من الملوثات، وأن استخدام أنابيب الكربون النانوية المعدلة والمطعمة بجزيئات عضوية وغيرها قادرة على قتل البكتيريا وبتراكيز قليلة جدا حسب النتائج الاولية للدراسة. وقدم الفريق العلمي على براءتي اختراع تتعلق بالانجاز لمكتب براءات الاختراع العالمية بامريكا وتم الانتهاء مؤخرا من اجراءات التسجيل المبدئي لها. وضم فريق البحث الدكتور أمجد باجس خليل، الأستاذ المشارك بقسم الأحياء، والدكتور معتز علي عطية، الأستاذ المساعد بقسم الهندسة الكيميائية، والدكتور طاهر لاوي، الأستاذ المشارك بقسم الهندسة الميكانيكية، والمهندس سامر محمد الحكمي، طالب درجة الماجستير بجامعة الملك فهد والمبتعث من شركة أرامكو السعودية. وأوضح أعضاء الفريق أن الباحثين والعلماء في العالم يقومون حالياً بدراسة خصائص ومواصفات البكتيريا المميتة والغامضة والتي ظهرت في بعض أنواع الخضروات وخاصة في الخيار الاسباني التي أدت ألاصابة بها ووفاة العشرات في أوروبا وتفشت كالوباء في عدد من هذه الدول. وتفيد المعلومات الاولية للأبحاث الجارية إلى أن البكتيريا مزدوجة التركيب وبطريقة لم تعرف حتى الآن وأنها تتكون من جزئين مختلفين تماما، وهو ما أدى الى فشل المحاولات العلاجية التي كانت تتركز حتى الآن على جانب واحد من تركيبة البكتيريا المزدوجة باستخدام المضادات الحيوية. وتكمن خطورة البكتيريا الجديدة أنها تفرز سموما داخل الأمعاء تؤدي الى إسهال دموي وفشل كلوي واضطرابات عصبية، وبالتالي وفاة المريض، كما أنها لا تتجاوب كثيرا مع المضادات الحيوية إلا ان اكتشاف سر تركيبتها المزدوجة ستساعد على سرعة تطوير علاج فعال في المستقبل القريب. يقول الدكتور خليل أستاذ الميكروبيولوجي والتقنيات الحيوية في الجامعة وأحد أعضاء الفريق العلمي، أن معرفة التركيبة المزدوجة لهذه البكتيريا القاتلة سيجعل من الصعب جدا على المضادات الحيوية التقليدية أن تقضي على هذا النوع المطور من البكتيريا المميتة. وأضاف نرجح أن يكون لأنابيب الكربون النانوية المعدلة والمطعمة بجزيئات معينة والتي تم تطويرها في جامعة الملك فهد فاعلية كبيرة وسريعة في قتل تلك البكتيريا، مؤكدا على أن لدى الفريق العلمي الذي طور هذه المواد فكرة جيدة عن آلية عمل هذه المادة النانوية داخل البكتيريا والتي قد يكون لها الاثر المباشر في سرعة قتل البكتيريا.