تمكن فريق علمي في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، من إنتاج مواد جديدة من أنابيب الكربون النانوية مطعمة بمواد نانوية عضوية وغير عضوية تستطيع القضاء على بكتيريا الإيكولاي في المختبر بنسبة 100 في المئة في فترة قصيرة جداً، ويرجح الفريق البحثي أن يكون لهذه المادة المبتكرة تأثير مباشر وقوي على البكتيريا المعروفة ببكتيريا الخيار التي تفشت في أوروبا مؤخراً. وأوضح الفريق العلمي أن من أهم التطبيقات لهذا الاكتشاف استخدام هذه التقنية في تعقيم مياه الشرب ومعالجتها وتنقيتها من الملوثات، كما أكد أن استخدام أنابيب الكربون النانوية المعدلة والمطعمة بجزيئات عضوية وغيرها قادرة على قتل البكتيريا وبتركيز قليل جداً، وأثبتت قوة وفاعلية عالية وسريعة جداً حسب النتائج الأولية للدراسة. وقدم الفريق العلمي براءتي اختراع تتعلق بهذا الإنجاز لمكتب براءات الاختراع العالمية بالولايات المتحدة وتم الانتهاء مؤخراً من إجراءات التسجيل المبدئي لها. وأكّد أعضاء الفريق أن الباحثين والعلماء في جميع أنحاء العالم يقومون حالياً بدراسة خصائص البكتيريا المميتة والغامضة التي ظهرت في بعض أنواع الخضروات وخاصة في الخيار الإسباني. وقال الدكتور أمجد خليل أستاذ الميكروبيولوجي والتقنيات الحيوية في الجامعة وأحد أعضاء الفريق « أن معرفة التركيبة المزدوجة لهذه البكتيريا القاتلة ستجعل من الصعب جداً على المضادات الحيوية التقليدية أن تقضي على هذا النوع المطور من البكتيريا المميتة», مؤكداً أن لدى الفريق العلمي الذي طور هذه المواد فكرة جيدة عن آلية عمل هذه المادة النانوية داخل البكتيريا التي قد يكون لها الأثر المباشر في سرعة قتل البكتيريا. وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن البكتيريا الجديدة تحمل على السطح تركيبة الفيروس النادر المعروف باسم O104:H4 إلا أن تركيبته الداخلية مختلفة, وأنها نوع غير معروف حتى الآن. وتكمن خطورة البكتيريا الجديدة في إفرازها سموماً داخل الأمعاء تؤدي إلى إسهال دموي وفشل كلوي واضطرابات عصبية، وبالتالي وفاة المريض، ولا تتجاوب كثيراً مع المضادات الحيوية، إلا أن اكتشاف سر تركيبتها المزدوجة سيساعد على سرعة تطوير علاج فعال في المستقبل القريب.