استطاع فريق علمي في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن انتاج مواد جديدة من أنابيب الكربون النانوية مطعمة بمواد نانوية عضوية وغير عضوية تستطيع القضاء على بكتيريا الإيكولاي في المختبر بنسبة 100 في المئة في فترة قصيرة جدا، ويرجح الفريق البحثي أن يكون لهذه المادة المبتكرة تأثير مباشر وقوي على البكتيريا المعروفة ببكتيريا الخيار التي تفشت في أوروبا مؤخرا. ويضم فريق البحث الدكتور أمجد باجس خليل، الأستاذ المشارك بقسم الأحياء، والدكتور معتز علي عطية، الأستاذ المساعد بقسم الهندسة الكيميائية، والدكتور طاهر لاوي، الأستاذ المشارك بقسم الهندسة الميكانيكية، والمهندس سامر محمد الحكمي، طالب درجة الماجستير بجامعة الملك فهد والمبتعث من شركة أرامكو السعودية. ويرى الفريق البحثي في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن أن الانجاز العلمي الجديد في مجال التطبيقات الحيوية لتقنية النانو الذي تم الاعلان عنه قبل أسابيع يتمثل في ابتكار مواد جديدة من أنابيب الكربون النانوية مطعمة بمواد نانوية عضوية وغير عضوية وقد يكون له تأثير مباشر وقوي على تلك البكتيريا الغامضة. و أكد الفريق العلمي أن من أهم التطبيقات لهذا الاكتشاف هو استخدام هذه التقنية في تعقيم مياه الشرب ومعالجتها وتنقيتها من الملوثات، وأكد الباحثون في الفريق العلمي أن استخدام أنابيب الكربون النانوية المعدلة والمطعمة بجزيئات عضوية وغيرها قادرة على قتل البكتيريا وبتراكيز قليلة جدا وأثبتت قوة وفاعلية عالية وسريعة جدا، وذلك حسب النتائج الاولية للدراسة. وقدم الفريق العلمي على براءتي اختراع تتعلق بهذا الانجاز لمكتب براءات الاختراع العالمية بأمريكا وقد تم الانتهاء مؤخرا من اجراءات التسجيل المبدئي لها. وأوضح أعضاء الفريق أن الباحثين والعلماء في حميع أنحاء العالم يقومون حالياً بدراسة خصائص ومواصفات البكتيريا المميتة والغامضة والتي ظهرت في بعض أنواع الخضروات وخاصة في الخيار الاسباني التي أدت الاصابة بها إلى وفاة العشرات في أوروبا وتفشت كالوباء في عدد من هذه الدول. وبلغ عدد الوفيات في ألمانيا إلى 17 حالة، إضافة الى 2000 إصابة تعالج في المستشفيات. وتفيد المعلومات الاولية للأبحاث الجارية إلى أن هذه البكتيريا مزدوجة التركيب وبطريقة لم تعرف حتى الآن وأنها تتكون من جزأين مختلفين تماما، وهو ما أدى الى فشل المحاولات العلاجية التي كانت تتركز حتى الآن على جانب واحد من تركيبة البكتيريا المزدوجة باستخدام المضادات الحيوية. وتؤكد منظمة الصحة العالمية، على أن البكتيريا الجديدة تحمل على السطح تركيبة الفيروس النادر المعروف باسم O104:H4 الا أن تركيبته الداخلية مختلفة حيث يتكون من مزيج من نوعين من البكتيريا المعروفة باسم Escherichia-coli-Bakteriums، وهو ما يفسر شراستها وعدم استجابتها للعلاج مؤكدة انها نوع غير معروف حتى الآن. وتكمن خطورة البكتيريا الجديدة أنها تفرز سموما داخل الأمعاء تؤدي الى إسهال دموي وفشل كلوي واضطرابات عصبية، وبالتالي وفاة المريض، كما أنها لا تتجاوب كثيرا مع المضادات الحيوية إلا ان اكتشاف سر تركيبتها المزدوجة ستساعد على سرعة تطوير علاج فعال في المستقبل القريب. ومن الناحية الميكروبيولوجية, يقول الدكتور أمجد خليل أستاذ الميكروبيولوجي والتقنيات الحيوية في الجامعة وأحد أعضاء الفريق العلمي, أن معرفة التركيبة المزدوجة لهذه البكتيريا القاتلة سيجعل من الصعب جدا على المضادات الحيوية التقليدية أن تقضي على هذا النوع المطور من البكيريا المميتة. ونرجح أن يكون لأنابيب الكربون النانوية المعدلة والمطعمة بجزيئات معينة والتي تم تطويرها في جامعة الملك فهد فاعلية كبير وسريعة في قتل تلك البكتيريا، وأكد أن لدى الفريق العلمي الذي طور هذه المواد فكرة جيدة عن آلية عمل هذه الماد النانوية داخل البكتيريا والتي قد يكون لها الاثر المباشر في سرعة قتل البكتيريا.