كأس العالم لكرة القدم، الحلم الذي يتكرر كل أربع سنوات في دولة تختلف عن سابقتها، وقارة تختلف عن القارة التي نظمت فيها في المرة السابقة، تظهر الكأس هذه المرة في البرازيل، إحدى قلاع كرة القدم العالمية، التي كانت دائماً تبهر العالم بلاعبين أفذاذ على أعلى مستويات المهارة، وستظل كذلك. حلم المونديال، الذي يراود الكثيرين ويتمنون الذهاب له في كل مناسبة لكأس العالم، كل أربع سنوات، لا يستطيعون ذلك بسهولة، ومنهم من لا يستطيع أن يذهب على الإطلاق؛ لأن الذهاب لا يأتي إلا من خلال منافسة محمومة، تحتاج إلى أموال، وجهد وتنظيم وآليات، وعزيمة تفتقدها الكثير من دول العالم. الغريب في الأمر، أنه ومع أن هذا الحلم تستمتع به جماهير الكرة العالمية، إلا أنه قد رصده أحد التقارير الأجنبية من منظور مختلف، ألا وهو التأثير على ساعات عمل الموظفين. نأمل أن يمر كأس العالم وكافة مبارياته بسلام، دون أي أحداث تضر به، وأن تتمكن البرازيل من النجاح في التنظيم الجيد، والضيافة اللازمة لآلاف المشجعين وعشاق الكرةيقول التقرير: إنه أثناء مشاهدة كأس العالم، يخطط الكثير من الموظفين والعاملين في منطقة الشرق الأوسط لمشاهدة مباريات كأس العالم على الهواء مباشرة أثناء بثها. ولأن هذه المباريات ستذاع في ساعات متأخرة من الليل. بالتالي سيذهب ثلث هؤلاء الموظفين تقريباً إلى أعمالهم متأخرين، يقدرهم التقرير بأنه واحد من كل عشرة، كما سيقع 3% من نسبة الموظفين فريسة لأمراض الإرهاق. وسيؤدي ذلك إلى انخفاض معدل الأداء والإنتاج في العمل، فسيلحق خسائر بتلك المؤسسات. لكننا نقول إن هذا التقرير تجاهل العديد من الأعمار السنية، في إجازات من المدارس، ويعشقون كرة القدم، وينتظرون كأس العالم بفارغ الصبر. وكذلك العديد من أصحاب المعاشات الذي يتابعون كأس العالم باستمتاع؛ لاهتمامهم بالرياضة، كما أن متعة مشاهدة كأس العالم لا تتكرر إلا كل أربع سنوات، وبالتالي متى أتيح للمشاهد مشاهدة مباريات كأس العالم، فلن يتردد في استغلالها. ما كنا نتمناه في هذه الكأس والتي ستنظم في البرازيل، هو تواجد المنتخب السعودي بها، وإعادة الذكريات لمشاركاتنا في 94 في أمريكا، و98 في فرنسا، و2002 في اليابان، و 2006 في ألمانيا، حتى يكتمل عنصر الاستمتاع، لكن ذلك للأسف لم يتحقق، ونأمل أن يتأهل المنتخب السعودي لكأس العالم المرة القادمة. ونأمل من ممثل العرب "المنتخب الجزائري" أن يذهب إلى أبعد مدى في هذه البطولة. وصحيح أن رياضة كرة القدم ظهرت في إنجلترا، إلا أنها وجدت موطنها في البرازيل، حيث ولد أبطال كبار في كرة القدم من أمثال "بيليه" و"جارينشا" و"ديدي" وغيرهم العديد الذين ألهبوا على مدى سنوات حماس الملايين، وساهموا في تكريس شعبية الرياضة، وترسيخ مكانتها في العالم. كأس العالم -ولو لمدة شهر واحد- هو نقطة استقطاب لسكان العالم، تختلف عن الأخبار المروعة التي تجتاح المعمورة، وتعطي نوعا من الشحن الإيجابي والشعور المؤقت بانتماء الناس جميعا لرياضة واحدة، يتشاركون بمحبتها على اختلاف القارات والدول والأديان والأعراق والمذاهب السياسية، وإن كانت القدرة المالية هي العنصر الوحيد الذي يفرّق بينهم! كما ستزدان الاستديوهات التحليلية بكافة أخبار الرياضة، والفرق المشاركة في كأس العالم، ونجوم، ومدربي هذه الفرق، مع التقنيات الحديثة التي أصبحت موجودة لدى الفضائيات، مما يتيح للمشاهد الاستمتاع بمباراة كرة القدم بكافة الوسائل، مع تعليق وتحليل أفضل نجوم رياضة كرة القدم، أصحاب الشعبية والجماهيرية وكذلك المتخصصين في التحليل. نأمل أن يمر كأس العالم وكافة مبارياته بسلام، دون أي أحداث تضر به، وأن تتمكن البرازيل من النجاح في التنظيم الجيد، والضيافة اللازمة لآلاف المشجعين، وعشاق الكرة ممن سيحضرون لتشجيع فرقهم. وأن يتحقق حلم العرب والمسلمين والخليجيين. وقطر تنجح في تجاوز الأزمة التي اختلقها الإعلام العنصري المأجور، وتكون أول دولة خليجية عربية مسلمة تحقق حلم تنظيم المونديال وترسم مستقبل الكرة العربية الخليجية أمام العالم. [email protected]